26-نوفمبر-2023
عملية طوفان الأقصى

شاب يقف على دبابة إسرائيلية تم الاستيلاء عليها في عملية طوفان الأقصى | غيتي

الترا فلسطين | فريق التحرير

أفاد شخصان مطلعان على نقاشات داخلية إسرائيلية بأنّ ضابطًا كبيرًا في صفوف المخابرات العسكرية الإسرائيلية استخفّ بتحذيرات مفصلة حول عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر الفائت، ووصفها بـ "السيناريو الخيالي"، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".

رصد الجنود قائدًا رفيع المستوى من حماس وهو يشرف على تلك التدريبات؛ إذ عرفه الحراس اعتمادًا على قاعدة بيانات الوجوه والهويات لدى الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"

وجاء في التقرير، أن مجموعة من عناصر "حرس الحدود" الإسرائيلي، وأغلبهم من المجندات، جمعوا فيديوهات وبيانات بالقرب من السياج الفاصل في قطاع غزة، وأشرفوا على مهمة تحليلها، ثم أرسلوا تقريرًا مفصلًا قبل أسابيع من الهجوم إلى ضابط المخابرات الأعلى رتبة ضمن قوات الاحتلال على حدود القطاع، مستخدمين نظام اتصالات آمن ومشفر.

وأوضح التقرير، أن الرسائل التي بعثها الجنود تضمنت تحذيرات بشأن تدريبات عسكرية لحركة حماس تنطوي على تفجير نقاط حدودية في مواقع عديدة، ثم الدخول إلى الأراضي المحتلة والسيطرة على الكيبوتسات، إضافة إلى تدريبات خاصة باحتجاز أسرى، وأن هذا الأمر أشعرهم بهجوم وشيك قد تشنه حماس.

إلى جانب ذلك، رصد الجنود قائدًا رفيع المستوى من حماس وهو يشرف على تلك التدريبات؛ إذ عرفه الحراس اعتمادًا على قاعدة بيانات الوجوه والهويات لدى الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان".

ورغم هذه التحذيرات، إلا أن الضابط الاستخباراتي الكبير قلّل من فرضية أن حركة حماس تنوي تنفيذ عملية كبيرة، ووصفه بأنه "سيناريو خيالي"، ولم يتم اتخاذ أي تدابير تحسبًا مما حذر منه التقرير، بحسب مصادر "فايننشال تايمز".

وقال مصدرٌ مطلع على هذا الموضوع لـ"فايننشال تايمز"، إن "الإخفاق الكبير" في اكتشاف عملية طوفان الأقصى سرعان ما تحول إلى نقاشات ربما تفضي إلى فرض إجراءات تدريبية بحق المقصرين ضمن جهاز المخابرات. وردًا على سؤال الصحيفة حول هذه المعلومات، أجاب جيش الاحتلال بأنّ "قادة الجيش وجنوده يصبون تركيزهم حصرًا على مهمتهم الرامية لهزيمة حركة حماس، وبأنّ الجيش سيجري تحقيقًا شاملًا لتوضيح التفاصيل كافة عقب الحرب".

وفي الوقت الحالي ينظر جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى الإخفاق الكبير والعجز عن منع عملية طوفان الأقصى بأنّه "أكبر إخفاق استخباراتي منذ حرب تشرين التي شنتها مصر وسوريا في شهر تشرين الأول عام".

وأعرب المصدران عن اعتقادهما بأن الاستخفاف بتلك التحذيرات نابعٌ أساسًا من تعارضها مع الثقة المفرطة لدى الحكومة الإسرائيلية بأنها استطاعت تحجيم حركة حماس بالحصار الكامل المطبق على قطاع غزة، وقصف قدراتها العسكرية دوريًا، واستخدام المساعدات والأموال وسيلةً لتهدئة حماس وتخفيف نشاطها.