21-مايو-2023
فقوس دير بلوط

منذ عشرات السنين، تزرع عائلة فاطمة البلوطي ثمار الفقوس في سهل قرية دير بلوط غرب سلفيت، إلا أن مسألة تسويق المحصول أخذت تُشكل مؤخرًا معضلة للعائلة وبقية المزارعين في دير بلوط، تركت أثرها على سعر بيع هذه الثمرة، وسط تقاذف للاتهامات بالمسؤولية عن هذه المعضلة.

من أصل 1000 دونم هي المساحة الإجمالية لسهل دير بلوط، زرع أهالي البلدة هذا الموسم ما لا يقل عن 800 دونم بالفقوس، وقد ساعد المنخفض الجوي الأخير في شهر نيسان/ابريل على زيادة كميات الإنتاج

ومن أصل 1000 دونم هي المساحة الإجمالية لسهل دير بلوط، زرع أهالي البلدة هذا الموسم ما لا يقل عن 800 دونم فقوس، وقد ساعد المنخفض الجوي الأخير في شهر نيسان/ابريل على زيادة كميات الإنتاج. وأمام هذه الكميات المنتجة يوميًا من الفقوس في سهل دير بلوط، وانشغال المزارع بأرضه وبقطف ما ينضج من الثمار، شكل التسويق أهم تحد أمام المزارعين.

تقول فاطمة بلوطي، إن عائلتها زرعت هذا العام 20 دونمًا بالفقوس، والأراضي المزروعة موزعة بين أراضٍ تملكها العائلة، وأراضٍ أخرى ضمان مع أصحابها، وأراض] زرعوها مقابل نسبة من المنتوج لملاكها.

تقطف عائلة فاطمة بلوطي قنطارين من الفقوس يوميًا، أي ما يعادل 200 كغم من ثمار الفقوس، إلا أنها تواجه مشكلة في التسويق، فتبيع الفقوس للتجار، الذين يشترون الرطل مقابل سبعة شواقل، ويبيعونه على الشارع العام في البلدة مقابل 15 شيقلاً.

فقوس دير بلوط

وتجد فاطمة وعائلتها أنفسهم مضطرين لبيع الفقوس إلى التجار بدلاً من بيعه مباشرة للزبائن، بسبب انشغال جميع أفرادها بقطف الثمار، لضمان إتمام عملية القطف في فترة نضوج الثمار وعدم التأخر في القطف عن الوقت المناسب. تقول: "عنا كثير أرض وبدها لقاط بشكل يومي، ووالدي كبير في السن، أما أنا وأمي وأختي وإخوتي الأربعة لا نستطيع إلا العمل في الأرض بسبب كبر مساحتها".

وأوضحت فاطمة، أن عددًا محدودًا من المتسوقين من خارج دير بلوط يأتون إليهم لشراء الفقوس مباشرة، لكن التاجر يعاتبنا متسائلاً: "ليش تبيعوه ما أنا باخذ كل المنتوج منكم؟ هذول الناس بس بتيجي يوم يومين في الأسبوع! وين بدكم تروحوا في المنتوج في كل الأيام؟". نتيجة لذلك، تُضطر فاطمة وغيرها من المزارعين إلى بيع محصولهم كامل للتاجر.

تجد فاطمة وعائلتها أنفسهم مضطرين لبيع الفقوس إلى التجار بدلاً من بيعه مباشرة للزبائن، بسبب انشغال جميع أفرادها بقطف الثمار، لضمان إتمام عملية القطف في فترة نضوج الثمار وعدم التأخر في القطف عن الوقت المناسب

وإلى جانب زراعتها مع عائلتها للفقوس، تعمل فاطمة في وظيفة حكومية، وتحمل معها كميات من المنتوج لبيعها لزملائها في العمل. تقول: "من توجد لديه سيارة وقدرة على التسويق يقوم ببيع الفقوس في رام الله بشكل مباشر، فهي أهم جهة بالنسبة إلينا. أنا أحمل حوالي 20 رطلاً، بحسب ما تسمح لي السيارة التي أتنقل بها، وأبيعها للزملاء الموظفين، وبالتالي أخفف عن عائلتي. ولكن حجم الطلب قليل بهذه الطريقة".

فقوس دير بلوط

لكن، خلافًا لفاطمة بلوطي، فإن الناشط المجتمعي في دير بلوط داوود عبد الله، يعتقد أن المزارعين يتحملون جزءًا من أزمة التسويق، ولا يقع اللوم كاملاً على التجار، فمساحة سهل دير بلوط 1000 دونم، وعندما بدأ مهرجان الفقوس قبل 10 سنوات، كان نصف السهل مزروع بالفقوس والنصف الثاني بالقمح، ولكن -يُضيف داوود- عندما تم الترويج للفقوس وزاد الطلب، تحول الناس لزيادة المساحة المزروعة بالفقوس فهو مربح أكثر من القمح، وحاليًا هناك 800 دونم مزروعة فقوس، وهو ما أدى إلى زيادة الكميات المنتجة. لذا فإن ما يجري في دير بلوط هو "زيادة في العرض مقابل الطلب" وفق داوود عبد الله.

وأوضح داوود عبد الله لـ الترا فلسطين، أن هناك حركة تجارية لكنها تتركز أيام الخميس والجمعة والسبت، ولكن في بقية الأيام تكون الحركة أقل، مضيفًا أن عدد الزائرين إلى دير بلوط يوم الجمعة الماضي (19 أيار/مايو) يُقدر بحوالي 3000 شخص.

داوود عبد الله: عندما تم الترويج للفقوس وزاد الطلب، تحول الناس لزيادة المساحة المزروعة بالفقوس فهو مربح أكثر من القمح، وحاليًا هناك 800 دونم مزروعة فقوس، وهو ما أدى إلى زيادة الكميات المنتجة. لذا فإن ما يجري في دير بلوط هو "زيادة في العرض مقابل الطلب"

وتابع: "التجار في بداية الموسم اشتروا رطل الفقوس من المزارعين ولعدة أسابيع على حساب يتراوح بين 20-30 شيقل، وهي أسعار ممتازة للمزارع. إذًا الأمر مربوط في العرض والطلب، فبعض التجار لديهم أطنان في المخازن وهم ملتزمون من بداية الموسم وحتى نهايته بالشراء من المزارع بغض النظر عن السعر"، مؤكدًا أن وجود التجار يُساعد المزارع، "ولولاهم كان المزارع سيرمي الحصول في الشارع، فهو لا يستطيع تسويق كل الكميات المنتجة بدون مساعدة التجار" على حد قوله.

فقوس دير بلوط

وأشار داوود عبدالله أنهم يعملون على جلب مسارات المشي إلى دير بلوط في هذا الموسم، "يوم الجمعة أحضرنا مسارات من رام الله حوالي 80 شخصًا، وكل شخص اشترى حوالي 10 أرطال، بالتالي بعنا كميات كبيرة للمزارعين، والسبت لدينا مسارات قادمة من الخليل، وخلال الأسبوع متطوعين من الهلال الأحمر".

وأفاد أن مهرجانًا للتسوق سيُقام في رام الله يوم الأربعاء القادم، ويأملون أن يُساهم في التسويق لصالح المزارعين، مؤكدًا أن خطط التسويق لا تُلغي الحاجة لتخفيف زراعة الفقوس، والعودة لزراعة القمح والباميا والحمص، "فكلها ناجحة في دير بلوط، وهذا يخفف من الكميات المنتجة ويحافظ على السعر" وفقًا لداوود عبد الله.