06-مارس-2017

"هذه أمك الصابرة استقبلت خبرك وهي رافعة الراس، وهذا أبوك الصبور المحتسب لله يردد بالرضا عليك". هكذا تحدث الشاب سعيد الأعرج، معلقًا على نبأ اغتيال شقيقه الناشط باسل الأعرج، في قلب محافظة رام الله والبيرة، في حين كانت فلسطين تحاول استيعاب النهاية التي جاءت صادمةً، رغم أنها لم تكن مناقضة لسيرة الشهيد.

باسل الأعرج، أحد أشهر النشطاء في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة، ومن أوائل من تحركوا لمقاومة الاستيطان في قرية الولجة قضاء بيت لحم، قاتل نحو ساعتين في منزلٍ قرب مسجد البيرة الكبير، قبل أن يرتقي شهيدًا، الإثنين 6 آذار/مارس، في عملية اغتيالٍ نفذتها قوات مشتركة من "حرس الحدود"، ووحدة "اليمام" الخاصة، وجيش الاحتلال، وجهاز "الشاباك" أيضًا.

باسل الأعرج كان من أوائل من تحركوا لمقاومة الاستيطان في قرية الولجة، وكان باحثًا في تاريخ فلسطين الشفوي

درس باسل (34 عامًا) الصيدلة في جامعةٍ مصرية، ثم عاد إلى فلسطين ليقود حراكًا شبابيًا ضد الاستيطان، والانقسام الداخلي، والمفاوضات مع الاحتلال، وعمل باحثًا في التاريخ الفلسطيني الشفوي، وهو مهتمٌ بالتاريخ والفلسفة، وله مبادراتٌ وطنيةٌ وفكريةٌ.

وتعرض باسل عام 2016 للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، مع خمسة شبانٍ آخرين، بعد أن اختفوا عن الأنظار لأيام. وتحدثت مصادر إسرائيلية وأخرى فلسطينية حينها، أن باسل ورفاقه كانوا يخططون لتنفيذ عملية كبيرة، وقد تم اعتقالهم بين قريتي عارورة ومزارع النوباني قضاء رام الله، وتعرضوا للتعذيب الجسدي، قبل أن يخوضوا إضرابًا عن الطعام، رفضًا لاعتقالهم وتعذيبهم.

اقرأ/ي أيضًا: الاحتلال يغتال الناشط باسل الأعرج في رام الله

وبعد أشهرٍ من الاعتقال، أفرجت الأجهزة الأمنية عن باسل ورفاقه، ليتم اعتقالهم باستثنائه، إذ اختفى عن الأنظار وأصبح مطاردًا لجيش الاحتلال، قبل أن تتمكن قواتٌ كبيرةٌ من اغتياله، بعد اشتباكٍ مسلحٍ يؤكد شهود عيانٍ أنه كان عنيفًا، كما تؤكده الرصاصات التي أُطلقت من سلاح باسل وبقيت في موقع استشهاده.

وقال خالد الأعرج عمّ الشهيد في حديثٍ لـ"راديو علم"، إن باسل لم يعد إلى المنزل بعد الإفراج عنه من سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية، رغم اقتحامات الاحتلال المتكررة للمنزل والتنكيل بالعائلة لاعتقاله، مؤكدًا، أن الاتصالات معه انقطعت تمامًا منذ عدّة شهور.

ورغم أن استشهاد الباسل لم يكن مخالفًا لسيرته الذاتية، خاصة بعد أن ظل مطاردًا لستة أشهر، اقتحم جيش الاحتلال خلالها منزل عائلته عدة مرات، إلا أن وقع الخبر جاء صعبًا على أصدقائه، وكذلك على الذين عرفوه عن بعد، أو سمعوا به بعد اختفائه ثم اعتقاله لدى الأجهزة الأمنية، وهو ما بدا واضحًا في التعليقات على استشهاده عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هدده المحققون بزوجته و"قطعوا خلَفه".. ولم يرضخ!

كريم يونس.. وما تبقّى من أمل

نادر العفوري.. الجنون حين يُصبح خلاصًا