يستعد فنانون وأدباء من داخل وخارج فلسطين، لتنظيم أول معرض لفن الكوميكس في مدينة رام الله، يحكى قصة "نكبة فلسطين" في ذكراها الـ 75.
وقال فنان الكاريكاتير محمد سباعنة وأحد القائمين على المعرض، إنه لم يتم إنتاج أي عمل كوميكس فلسطيني سوى في العام 2021، وقد تمت طباعته في أمريكا ويجري ترجمته إلى اللغة الفرنسية والإيطالية.
يسعى المعرض لإنتاج كتيب يحتوي على رسومات كوميكس حول النكبة في ذكراها
وأوضح سباعنة في حديث لـ "الترا فلسطين" أنهم يسعون إلى إدخال فلسطين إلى هذا الفن المنتشر عالميًا، عبر إنتاج فلسطيني موحد، يحمل عنوان "النكبة"، وذلك بالنظر إلى أهمية هذا الحدث في تاريخ الشعب الفلسطيني. مشيرًا إلى أن الكوميكس يُعدّ من الفنون الشعبية المنتشرة بصورة كبيرة في العالم وله جمهوره الكبير خاصةً في أمريكا وأوروبا، ويجب إيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم بواسطته.
وقال سباعنة إن فنانين إسرائيليين أصدروا العام الماضي كتيبًا بعنوان (100 كوميكس حول الهولوكوست)، كما ذكر أن أحد النقاد الأمريكيين علق على قصة كوميكس، حملت اسم "ساند مان"، بالقول: لقد حولت هذه القصة قضية الهولوكوست الى قضية الشارع الأمريكي.
وذكر سباعنة أن فكرة المعرض الأكبر والأول من نوعه في فلسطين، جاءت بعد عقد ورشة عمل لعدد من الفنانين الفلسطينيين الشباب حول هذا الفن، شهدت تفاعلًا كبيرًا من قبل المشاركين، وتم خلالها الاتفاق على تطوير الفكرة وإنشاء تجربة فلسطينية موحدة.
وأكد على أن تركيز المعرض على موضوع النكبة، جاء بالنظر إلى أهميتها في تاريخ الشعب الفلسطيني، مبينًا أن هذا الفن له أهمية كبيرة في مخاطبة العالم الغربي على وجه الخصوص.
وقال سباعنة إنهم فتحوا الباب أمام جميع الفنانين الفلسطينيين للمشاركة في هذا المعرض، مبينًا أن عددًا من الفنان الفلسطينيين المقيمين في أوروبا سيشاركون في المعرض وأبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة والخدمة لمساعدة لأي فنان فلسطيني.
كما، أعرب سباعنة عن استعداده هو والشاعر فارس سباعنة لتقديم الإرشادات التي يحتاج أي فنان فلسطيني في بناء الرواية والقصة الخاصة بفن الكوميكس.
وقال فنان الكاريكاتير الفلسطيني إن عشرة فنانين فلسطينيين بدأوا بالعمل على إعداد قصص كوميكس تجسد أحداث النكبة حتى اللحظة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من هذه القصص قبل تاريخ الـ 15 من مايو/ أيار القادم والذي يصادف الذكرى الـ 75 لنكبة فلسطين.
وأوضح أن كل عمل سيحتوي على أربع صفحات كوميكس، بواقع 40 صفحة لجميع المشاركين في المعرض، متوقعًا أن يرتفع العدد بانضمام فنانين فلسطينيين آخرين.
وذكر سباعنة أن العمل يجري بجهود ذاتية من الفنانين المشاركين، فيما أبدت بلدية رام الله استعدادها لاستضافة المعرض.
وأوضح سباعنة أن فن الكوميكس يختلف عن فن الكاريكاتير، ففي حين يجسد الأخير قصة بمشهد واحد، فإن الكوميكس أشبه بمسلسل وعبارة عن قصة ورواية كاملة يتم الدمج فيها بين الرسومات والنصوص، ويتعدى عدد صفحاتها المئات.
وأشار سباعنة إلى أشهر قصص الكوميكس المنتشرة في الغرب من قبيل قصص باتمان وسوبر مان والتي تحكى قصصًا خيالية، فيما تحكي بعض القصص الأخرى أحداثًا واقعية.
وذكر أن أبرز قصص الكوميكس التي تحكى قصة فلسطين، هي كتاب "غزة تاريخ من النضال" والذي جسد فيه، جو ساكو أحد أشهر رسامي الكاريكاتور في العالم، عبر شرائط رسومية مصورة مأساة الشعب الفلسطيني، واستعرض فيه حصد أرواح 111 شهيدًا من اللاجئين الفلسطينيين على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي سعيه لكشف حقيقة المجزرة الإسرائيلية، مكث جو ساكو في قطاع غزة وانغمس في حياتها اليومية، وكشف النقاب عن ماضي مدينة رفح وحاضرها متنقلًا ضمن فترة زمنية تمتد 50 عامًا وثق فيها مأساة اللاجئين عبر رسوماته الكاريكاتور.
ويُعرف فن الكوميكس بالقصة المصورة، وهو وسيلة للتعبير عن الأفكار باستخدام الصور والأحداث المتتالية مصحوبةً بالنصوص الأدبية والمعلوماتية، ويحظى بانتشار كبير في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
