اعتقل جيش الاحتلال الطفلة عهد التميمي (16 عاماً) من منزلها في قرية النبي صالح غرب رام الله، فجر اليوم الثلاثاء، وسط اهتمام لافت من قبل صحافة الاحتلال بالاعتقال الذي جاء انتقامياً من الطفلة التي طردت جنديين من منزلها قبل يومين.
ونشرت مصادر إسرائيلية مقطع فيديو تضمن لقطات لاعتقال عهد، فيما قال والدها باسم التميمي إن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب على كافة أفراد العائلة خلال اقتحام المنزل، كما قلبوا محتوياته خلال عملية التفتيش، وصادروا الهواتف النقالة، والحواسيب، وكاميرات التصوير.
الطفلة عهد التميمي طردت نهاراً جنديين من منزلها بعد مشادة معهما، فتم اعتقالها ليلاً من منزلها والاعتداء على عائلتها
ووقع الاعتداء على العائلة بعد أن حاولت ناريمان التميمي والدة عهد تصوير لحظات اعتقال طفلتها، فمنعها جنود الاحتلال، لتقع مناوشات انتهت بضرب أفراد العائلة واعتقال الطفلة.
وكانت عهد ظهرت في مقطع فيديو قبل يومين، وهي في مشادة مع جنديين من جيش الاحتلال أثناء استخدامهما منزل عائلتها لنصب كمين لشبان وفتية من قريتها خلال المواجهات، وقد نجحت عهد في نهاية المشادة القوية بطرد الجنديين من المنزل.
وأبرزت مصادر صحافية إسرائيلية مرئية ومكتوبة خبر اعتقال عهد، واهتمت بالإشارة إلى أنها هي الطفلة التي ضربت الجندي في النبي صالح، وقالت إن اعتقالها تم على خلفية ذلك. فيما سارع وزير المعارف في حكومة الاحتلال نفتالي بينيت إلى القول إن عهد يجب أن تقضي بقية حياتها في السجن.
وقال وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، إن عائلة عهد وأقاربها أيضاً لن يفلتوا من العقاب بسبب طردهم الجنود من المنزل.
صحيفة "يديعوت أحرنوت"، نشرت عنواناً رئيسياً على صفحتها الأولى قالت فيه "تحرش غير فعال: الجنود ضبطوا أنفسهم في مواجهة الصبيتين". ورجحت الصحيفة أن يطلق جيش الاحتلال حملة خاصة تستهدف اعتقال فتيات فلسطينيات، بالاعتماد على تسجيلات فيديو يتم تصويرها تظهر مشاركتهن في التصدي لقوات الاحتلال خلال الاحتجاجات المتواصلة منذ إعلان ترامب بشأن القدس.
وكتب يوعز هندل، المحلل السياسي في "يديعوت" أيضاً مقالاً بعنوان "حرب الكاميرات"، قائلاً "كان يجب تقييد الفلسطينية التي ضربت الجندي واعتقالها فوراً".
تحريض إسرائيلي واسع يشارك فيه سياسيون إسرائيليين ضد عهد التميمي شمل الدعوة لقتلها أو اعتقالها مدى الحياة
أما المحلل السياسي يوسي يهوشوع، فقد كتب مقالاً بعنوان "خاسرون مسبقاً"، خلص فيه إلى أنه حتى لو أن الضابط صفع البنت، فإن إسرائيل هي الخاسرة كما خسرت عندما ظهرت صورة البنت وهي تصفع الجندي.
وعلى صفحتها الأولى أيضاً، كتبت صحيفة "معاريف" تحت عنوان: "فخر للمقاتلين- عار على القادة". كما نقلت عن عضو الكنيست سموترتش قوله "سندفع الثمن غالياً على سياسية التساهل".
ولقي الخبر اهتماماً أقل لدى صحيفة "هآرتس"، التي نشرت في صفحاتها الداخلية تحت عنوان: "الكاميرات وثقت فلسطينيتين تضربان جنوداً لم يردوا"، مضيفة أنه تم في السابق التحقيق مع الطفلتين في "قضايا مشابهة".
ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فإن عهد ستواجه تهمة "الاعتداء على جندي وضابط"، فيما تشهد وسائل التواصل تحريضاً واسعاً من قبل مستوطنين ضد عهد وشقيقتها، ودعوات إلى قتلهما أو فرض الحبس المؤيد عليهما.
قال إبراهيم: "ادفعني كمان لقدام".. واستشهد