بعد يأس المطالبين بـ "لم الشّمل" من الاعتصام الدوري أمام مقر الهيئة العامة للشؤون المدنية في البيرة، ساروا اليوم الأحد، لمئات الأمتار على أقدامهم لاعتصام آخر أمام مقرّ "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال في مستوطنة "بيت ايل".
يواصل المحرومون من الالتقاء بعائلاتهم إثارة قضية لم الشمل مجددًا، وهذه المرة عبر اعتصامين أمام جهة فلسطينية وأخرى إسرائيلية
وما إن وصل العشرات من المطالبين بـ "لم شملهم" مع عائلاتهم، عند مقر "الإدارة المدنية" الإسرائيلية شمال البيرة، حتى حاصرهم جنود جيش الاحتلال، ومنعوهم من الاقتراب أكثر.
وحمل المعتصمون لافتات باللغة العبرية، ورددوا هتافات تعبّر عن آلامهم، ومطالبهم بالحصول على هوية فلسطينية أو تغيير العنوان المذكور فيها.
تقول إحدى السيدات اللواتي شاركن في الاعتصام اليوم: "أعيش مع 7 أولاد هنا في الضفة وأنا المسؤولة عنهم، لذا يجب أن يحضر والدهم بعد تغيير عنوان سكنهم، كي يتولى المسؤولية معي، وهذا ليس مطلبًا صعبًا (...) مضى عامان ونصف وأنا في الاعتصامات وحتى الآن لم يحصل زوجي على لم شمل".
▶️ أنا مسؤولة عن 7 أبناء.. وننتظر لمّ الشمل مع والدهم.. مواطنة تتحدث عن معاناتها أثناء الاعتصام اليوم، أمام "الشؤون المدنية الفلسطينية، و"الإدارة المدنية الإسرائيلية" للمطالبة بإصدار هويات وتغيير عناوين.
🔰 انضموا لمتابعة تغطية الترا فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu2OKp pic.twitter.com/U9CoxZuTLS
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 8, 2023
وبالقرب منها وقف شاب آخر، قائلًا: "أنا مريض ولدي كتل سرطانية في الغدد، ومنذ 13 عامًا لم أتمكن من مشاهدة أولادي في قطاع غزة، ولا أستطيع استكمال العلاج هنا، كذلك لا أتنقل في الضفة الغربية بحرية، وأحيانًا أدخل إلى المستشفى للعلاج، بالتهريب".
▶️ أنا مريض بالسرطان، وزوجتي بالقلب.. "13 سنة ما شفت اولادي اللي بغزة".
مواطن يتحدث لـ "الترا فلسطين" عن معاناته لعدم لم شمله بعائلته، وذلك أثناء الاعتصام اليوم، أمام "الشؤون المدنية الفلسطينية، و"الإدارة المدنية الإسرائيلية" للمطالبة بإصدار هويات وتغيير عناوين. pic.twitter.com/v5Wn2YGH2J— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 8, 2023
سيدة آخرى كانت تحمل ملفات عدة، صرخت قائلة: "أنا الأخرى مريضة قلب، ولديّ بنت تعيش لوحدها في غزة، ولا أستطيع التنقل بحريّة، ولا العلاج".
▶️ سيّدتان تتحدثان لـ "الترا فلسطين" عن معاناتهما جرّاء عدم لم شملهما مع عائلتيهما، أثناء الاعتصام أمام "الشؤون المدنية، و"الإدارة المدنية الإسرائيلية" للمطالبة بإصدار هويات وتغيير عناوين.
🔰 انضموا لمتابعة تغطية الترا فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu2OKp pic.twitter.com/d8kc3rekHT
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 8, 2023
ونظمت حملة "لم الشمل حقي"، اليوم الأحد، اعتصامًا جديدًا أمام مقر الهيئة العامة للشؤون المدنية في البيرة، ومن ثم خرج المشاركون في مسيرة وصولًا إلى بوابة "الإدارة المدنية" الإسرائيلية في مستوطنة "بيت أيل".
تقول مروة أبو حمادة المتحدثة باسم حملة "لم الشمل"، إن الحملة انطلقت منذ عام ونصف، وتنظم اعتصامات دورية كل أسبوعين أو ثلاثة أمام مقر هيئة الشؤون المدينة، وذلك لمساعدتها في الضغط على الجانب الإسرائيلي.
📸 اعتصام لحملة "لم الشمل حقي" أمام مقر هيئة الشؤون المدنية في البيرة، للمطالبة بإصدار دفعات جديدة من لم الشمل وتغيير العنوان.
🔰 انضموا لمتابعة تغطية الترا فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu2OKp pic.twitter.com/lZOydBmysG
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 8, 2023
وتضيف أبو حمادة في حديث مع "الترا فلسطين"، أن الاتفاق الذي أبرم بين الشؤون المدنية والجانب الآخر (الإسرائيلي) يتضمّن إصدار 10 آلاف ملف وتم إنجازها على فترات، ومن ثم تم الاتفاق على 5 آلاف ملف ولكن حتى الآن لم يتم إصدارها.
▶️ مروة أبو حمادة المتحدثة باسم حملة "لم الشمل حقي" تتحدث لموقعنا عن آخر المستجدات بخصوص إصدار الهوية وتغيير العنوان للم شمل العائلات، وعن التخوفات مع قدوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
🔰 انضموا لمتابعة تغطية الترا فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu3mzX pic.twitter.com/9qwXVWSYnA
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 8, 2023
ونوهت إلى أن الأعداد أكبر بكثير من 5 آلاف، ويفوق 10 آلاف شخص مسجلين على تغيير العنوان، أما لم الشمل الداخلي فلم يتبق منهم سوى نحو 400 شخص.
وتغيير العنوان، هو تغيير عنوان سكن الشخص من الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو العكس، أما لمّ الشمل فهو حصول الشخص على هوية فلسطينية من قريب درجة أولى.
وأضافت أبو حمادة، أنه تم صدور عدة دفعات متتالية، ولكن في معظم الدفعات كان يتم إصدار ملف لم الشمل الداخلي، وهذا أمر جيد، ولكن هناك تباطؤ في إصدار ملفات تغيير العنوان من الضفة إلى قطاع غزة أو العكس، لذا سنواصل الاعتصام حتى إنهاء آخر ملف.
ثمّة تخوّف كبير لدى أصحاب ملفات لم الشمل من أن تغلق الحكومة الإسرائيلية الجديدة هذا الملف مثلما حصل معهم سابقًا
وأبدت أبو حمادة، تخوّفها من قدوم حكومة إسرائيلية جديدة أكثر تطرفًا من السابقة، وهذا القلق تشاطرها فيه الجهات الرسمية الفلسطينية أيضًا. وأوضحت أنه خلال اجتماعها الأخير مع وكيل هيئة الشؤون المدنية أيمن قنديل، أبلغها أنهم ينتظرون وضع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وما إذا كان هذا الملف سيبقى مفتوحًا أم سيتم إغلاقه كما أغلق في المرة الأولى في عهد بنيامين نتنياهو عام 2009.
ومروة أبو حمادة من قطاع غزة، وتعيش في الضفة الغربية منذ ثلاث سنوات هي وزوجها وطفلتها، ولا تستطيع زيارة أهلها ولا اللقاء بهم.
رمزي صالح هو الآخر من قطاع غزة ويعيش في رام الله منذ 8 سنوات، لكنه يطالب بتغيير عنوانه وعنوان عائلته كي يتمكنوا من العيش معًا في رام الله.
▶️ رمزي صالح من قطاع غزة، يقيم في رام الله حاليًا، بانتظار حصوله على “لم شمل” مع عائلته، اعتصم اليوم أمام مقر الشؤون المدنية في مدينة البيرة، وتحدث لـ الترا فلسطين عن معاناتهم اليومية..
🔰 انضموا لمتابعة تغطية الترا فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu3mzX pic.twitter.com/wqh7jJtxKJ
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 8, 2023
صالح لديه ابنتين توأم (16 عامًا)، يارا تعيش معه في الضفة الغربية، أما الثانية تمارا فهي تعيش مع أمها في قطاع غزة.
لذا يطالب صالح في حديثه مع "الترا فلسطين" بتغيير عنوان السكن، وبحسرة يقول "لدي معاناة يومية، ولا أعرف الحركة إلا في داخل رام الله، وأخشى التوجه إلى باقي المدن بسبب تخوفي من أي حاجز عسكري يفتش الهويات، ومن ثم ترحيلي إلى غزة وإغلاق الملف بشكل كامل.
▶️ حمزة عبد القادر من القائمين على حملة “لم الشمل حقي” خلال اعتصامهم أمام مقر "الإدارة المدنية" الإسرائيلية في مستوطنة "بيل ايل" شمال البيرة.
🔰 انضموا لمتابعة تغطية الترا فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu3mzX pic.twitter.com/uL0NQtUqh4
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 8, 2023
حمزة عبد القادر من بين القائمين على الحملة قال إن ما دفعهم للاعتصام أمام "بيت أيل"، "لأنها هي السلطة المتحكمة في الأمر وهي من تصدر منها الموافقة".
وتابع في حديث مع "الترا فلسطين" أنهم يريدون بشكل سلمي إيصال رسالة باللغة العبرية أن من حقهم الحصول على الهوية والعيش مع أولادهم والسفر، فالهوية "عبارة عن حياة لا تستطيع التنقل ولا العلاج ولا الدراسة ولا السفر، والكثير من العائلات محرومة من أفراد من عائلتها الأم أو الابن أو الزوج".