14-أغسطس-2023
زفة فلسطينية نهر افيرون

متزينًا بلباسه "الفلاحي" التقليدي و"الحطة والعقال"، يقف الحكواتي الفلسطيني حمزة عقرباوي من بلدة عقربا جنوب شرق نابلس، على منصة خشبية صغيرة نصبت في ريف مدينة تولوز بإقليم"أفيرون" الفرنسي، ليروي حكاية الزفة الفلسطينية لعشرات الزوار الفرنسيين والأوروبيين المهتمين بالتعرف على القضية الفلسطينية.

ما أن انتهى العقرباوي من سرد تفاصيل الزفة الفلسطينية بلكنته الفلاحية، بداية من طهي الطعام وتقديمه للمعازيم، وإلى أن يتنادى الشباب لحمام العريس وزفته لعروسه، حتى انطلق الحاضرون نحو ضفاف نهر "أفيرون" القريب في زفة عريس على الأهازيج الفلسطينية

حمزة العقرباوي

وما أن انتهى العقرباوي من سرد تفاصيل الزفة الفلسطينية بلكنته الفلاحية، بداية من طهي الطعام وتقديمه للمعازيم، وإلى أن يتنادى الشباب لحمام العريس وزفته لعروسه، حتى انطلق الحاضرون نحو ضفاف نهر "أفيرون" القريب في زفة عريس على الأهازيج الفلسطينية التي رددها حمزة العقرباوي.

ويشارك الحكواتي حمزة العقرباوي إلى جانب شخصيات أدبية وفنية واعلامية، وفرق موسيقى ودبكة من فلسطين، في مهرجان فلسطين في الريف – فرنسا 2023 في نسخته السادسة، الذي تقيمه مؤسسة Philistin الفرنسية في إقليم "أفيرون" الفرنسي للترويج للثقافة الفلسطينية، وسط حضور واسع من المواطنين الفرنسيين والأوروبيين.

وقال حمزة العقرباوي لـ "الترا فلسطين"، إنه وجد في المهرجان الثقافي على مدار ثلاثة أيام من 11 إلى 13 أغسطس/ آب، فرصة لنقل رسالة وصورة فلسطين من خلال الحكايات والسرد، وكان شعارنا "أن تكون إنسان يعني أن يكون لك قضية تحكي عنها، فالإنسانية أقوى من الاحتلال وأقوى من الطغيان".

وأوضح حمزة العقرباوي، أنه قدم في المهرجان حكاية شعبية "عن الفلاحين وصمودهم في أرضهم في مواجهة الاقتلاع، وأغان تراثية تمجد الفعل البطولي والنضالي للمقاومة الفلسطينية، كما تحدثت في افتتاح المهرجان عن دور التضامن والتفاعل الإنساني في مقاومة الاحتلال وتعزيز صمود الفلسطينيين".

وأضاف، أن إدارة المهرجان لهذا العام استلمها "جيل جديد من الشباب والشابات الفرنسيين المؤمنين بعدالة قضية فلسطين، وقد نقل المهرجان رسالة فلسطين من خلال الفن والمنتوجات والأنشطة والفعاليات الفلسطينية، وسط مشاركة واسعة من الجمهور الفرنسي المتنوع والمهتم بالقضية الفلسطينية" حسب قوله.

إدارة مهرجان فلسطين في الريف – فرنسا استلمها "جيل جديد من الشباب والشابات الفرنسيين المؤمنين بعدالة قضية فلسطين

الصحفي قسام معدي من مدينة رام الله، والكاتب في صحيفة "العربي الجديد"، شارك في المهرجان بإلقاء محاضرة تعرض الواقع الفلسطيني الحالي، تحت عنوان: "الإنسان الفلسطيني والأرض". وقال معدي لـ الترا فلسطين، إنه حرص خلال محاضرته على عرض قصص وروايات المواطنين التي جمعها عبر عمله الصحفي الميداني، والتي تعكس علاقة الانسان الفلسطيني بأرضه وعمل الاحتلال على سلب الأرض واقتلاعه منها.

وأضاف قسام معدي، أنه تحدث في المحاضرة عن معاناة سكان قرى مسافر يطا في محافظة الخليل المهددين بالتهجير من سلطات الاحتلال، وقصص أخرى تستعرض معاناة المواطنين الفلسطينيين من جنين ونابلس ورام الله.

وبيّن، أن محاضرته شهدت تفاعلًا كبيرًا من قبل الجمهور "الذي بدا على درجة عالية من الوعي والمعرفة التي تبينت من خلال طرحه للكثير من الأسئلة المهمة والمحورية عن الواقع في فلسطين".

من جانبه، عبد الحكيم صباح، أحد مؤسسي المهرجان، قال إن مهرجان فلسطين في الريف- فرنسا في دورته السادسة شهد تفاعلًا وحضورًا مميزًا من مختلف المناطق الفرنسية، إضافة إلى مشاركين من إسبانيا وسويسرا وبلجيكا وغيرها من الدول المجاورة.

مهرجان فلسطين في الريف – فرنسا تأسس عام 2013، ويقام مرة كل عامين بهدف تعزيز الثقافة الفلسطينية

وأوضح عبد الحكيم صباح لـ "الترا فلسطين" أن مهرجان فلسطين في الريف – فرنسا تأسس عام 2013، ويقام مرة كل عامين بهدف تعزيز الثقافة الفلسطينية، خاصة في ظل عدم وجود مهرجانات فلسطينية ثقافية في أوروبا بشكل مستمر ومنتظم.

مهرجان

وبين صباح، أن فلسطين كانت حاضرة بقوة في المهرجان، عبر استضافة العديد من الشخصيات والفنانين الفلسطينيين من مختلف أنحاء فلسطين، مثل الصحفي انطوان شلحت والمؤرخ المقدسي محمود مني، إضافة إلى فرقة موسيقية من نابلس وفرقة دبكة شعبية من القدس، ورسام الكاريكاتير محمد سباعنة، والحكواتي حمزة عقرباوي، وحرفي في صناعة الجلود، ومختص في المساج التقليدي، وشيف فلسطيني.

رسومات كاريكاتيرية في مهرجان فلسطين - الريف
رسومات كاريكاتيرية في مهرجان مهرجان فلسطين في الريف – فرنسا

وأضاف، أن المهرجان تضمن العديد من الفقرات والزوايا، كما تم خلاله صناعة المأكولات الشعبية الفلسطينية بإشراف شيف فلسطيني، مثل الفلافل والحمص ومناقيش الزعتر والمقلوبة والمفتول وصواني الكفتة.

وتخلل المهرجان أيضًا، عرض العديد من الأفلام، مثل فيلم "حكايات غزة" و"طريق الزعتر"، ومحاضرات في الفولكلور الفلسطيني، إضافة إلى تنظيم معرض لرسام الكاريكاتير محمد سباعنة، والعديد من الزوايا التي تم خلالها عرض منتوجات فلسطينية.