قبل عامين، اتصلت ليال -مذعورة- بزوجها عبد الحليم بدر من قرية بيتللو، تخبره بأن صغيرتهما شمس ذات العامين فقدت طرف إصبعها بالدراجة الهوائية خلال لعب شقيقها.
تعامل رضوان مع 25 حالة وقد تكللت جميعها بالنجاح، منها أربعة أطفال
حينها، كان وجود بدر في منزل الطبيب صالح سمير رضوان -للعمل على بعض الإصلاحات- قدرًا لطيفًا، إذ توجها إلى رضوان، فعرض عليهما مساعدة مختلفة، ليست فقط لعلاج البتر، وإنما التخلص من مخاوفهما لمستقبل طفلتهما بإصبع مشوه، بإعادته بنمو كامل دون ندوب، لتكون شمس أول حالة يعود لها إصبعها كما كان، ولتصبح بداية تحقيق نجاحات متتالية لمصابين آخرين.
هو إنجاز طبي، حققه اختصاصي جراحة العظام والمفاصل واستشاري جراحات اليد والجراحات المجهرية والترميم، الدكتور صالح سمير رضوان، من قرية بيتللو (شمال غرب رام الله). وهو يتخصص الآن، بتخصص فرعي، منذ نحو عام بـ"جراحات الكتف"، في مستشفى هداسا عين كارم، ويعمل أيضًا في ذات المستشفى بالإضافة إلى مركزه الخاص في رام الله.
يقول رضوان لـ الترا فلسطين: "يكون الجزء المبتور في حالات كثيرة، صغيرًا، ويقوم الأطباء بإعادة هذا الجزء إلى مكانه، فلاحظنا بأن لونه يتحول للأسود، خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أيام، ومن ثم يبدأ الجسم خلال ثمانية شهور بطرده، من خلال "إعادة إنماء ذاتية" تدفع الجزء المبتور بعيدًا عن الإصبع، بنمو غير طبيعي، وبظفر مشوه وندبة جراحية".
ويضيف، "من هنا جاءت الفكرة، وهي محاولة إعادة هذا النمو بحيث يكون مثيلاً للجزء المقطوع، من خلال توفير رطوبة عالية للجزء المصاب".
ويؤكد رضوان، أنه تعامل مع 25 حالة وقد تكللت جميعها بالنجاح، منها أربعة أطفال، إذ حصل نموٌ كاملٌ لجميع الجزء المبتور مع عودة الإحساس والبصمة والإظفر، دون تدخلات جراحية أو تشوه، ودون أن يشعر المصاب بأي ألم.
العلاج يحتاج شهرًا ونصف الشهر، ويستخدم خلاله غيارات بلاستيكية بسيطة
ويشير إلى أن العلاج يحتاج شهرًا ونصف الشهر، ويستخدم خلاله غيارات بلاستيكية بسيطة، ومضادًا حيويًا في الأيام الأولى للإصابة.
ودعا رضوان إلى عدم التردد في البدء بطريقة العلاج هذه، في حالات بتر الأصابع، خاصة للأطفال لأن النمو لديهم أسرع.
يذكر أن رضوان حقق عام 2014 نجاح أول عملية زراعة أصبع في فلسطين، بإعادة ثلاثة أصابع مقطوعة وزراعة طرف رابع مبتور، لشاب ثلاثيني فقدها خلال عمله في النجارة.
اقرأ/ي أيضًا: