01-فبراير-2024
جنود الاحتلال في يطا

مستوطنون بزي الجنود.. صفة رسمية مزيفة لسرقة الفلسطينيين

منذ السابع من أكتوبر\تشرين الأول، رافق زيادة اعتداءات المستوطنين الملحوظة في مختلف مناطق الضفة الغربية، ظاهرة جديدة تتمثل بارتداء المستوطنين زي جنود إسرائيليين في هذه الهجمات، كمحاولة لإعطاء صفة رسمية لهذه الاعتداءات.

تواصل "الترا فلسطين"، مع عدد من نشطاء المقاومة الشعبية ولجان الحماية في أبرز المناطق التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين، وجميعهم أكدوا بأن المستوطنين، الذين يعرفوهم بشكل شخصي خلال الاعتداء على التجمعات الفلسطينية، صاروا اليوم يتنكرون بزي الجنود.

وأظهرت فيديوهات مستوطن بزي جندي رسمي يقوم بدق متاريس حديدية حول تجمع بدوي فلسطيني في طريق المعرجات، ومشهد آخر لمستوطنين بزي جنود يقتحمون مدرسة في قرية التوانة بمسافر يطا.

كما ظهر "زوهر"، وهو مستوطن متطرف من مجموعة فتية التلال الإرهابية، ويتجول في طريق المعرجات الواصل بين رام الله وأريحا بحجة رعي الأغنام، بزي جندي وتارة أخرى كراعي أغنام. 

يقول المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات لـ"الترا فلسطين"، إن المستوطنين وبشكل يومي يرتدون زي الجيش عند الهجوم على المواطنين والتجمعات الفلسطينية، وأحيانا يكون الهجوم برفقة جنود نظاميين.  

وأكد مليحات، أن المستوطنين يقومون بهذا من أجل إعطاء "طابع رسمي للتفتيش والاعتداء والسرقة والمصادرة:".

وأفاد حسن مليحات، بأن المستوطنين المعروفين لديهم، داهموا قبل فترة تجمعًا للبدو وصادروا قطيعًا كاملًا من الأغنام خلال ساعات الليل، وهم يرتدون زيًا عسكريًا.

وتابع أن الأمر يتكرر باقتحام المنازل لتفتيش البيوت وعند مصادرة وسرقة الممتلكات، للإيحاء بأن ما يجري هو أوامر رسمية. وأوضح أن المستوطنين يقومون بهذا الأمر عند السرقة أو التفتيش، أما اللباس المدني عندما يمر بين البيوت كي يراقب ويستكشف أو عند رعي الأغنام.

وتابع مليحات، بأن يوم الجمعة الماضي، تجمع المواطنون في منطقة الكعابنة من أجل احتفال اجتماعي، وتواجد في المكان نحو 20 سيارة فلسطينية، فحضر المستوطنون بزي عسكري للاستفسار عن سبب تواجد كل هذه المركبات. 

بدوره يؤكد منسق لجان الحماية والصمود في مسافر يطا فؤاد العمور أن المستوطنين ممن كانوا ينفذون الاعتداءات بالزي المدني صاروا يتنقلون اليوم بين التجمعات بزي الجنود.

ويقول العمور لـ "الترا فلسطين"، أنه هذا السلوك تم رصده بشكل متزايد، ويقتحم المستوطنون التجمعات السكانية في مسافر يطا بزي الجنود، ويعملون على نشر الخوف بين المواطنين، ويمارسون "العربدة والزعرنة"، ويسرقون الأغنام والمركبات، ويطاردون رعاة الأغنام بزي الجنود، ويضيف أن كل هذا يتم بحماية جيش الاحتلال. 

وفي حادثة أخرى، يروي العمور أن مستوطنين، قبل نحو أسبوع، اعتقلوا رئيس مجلس التونة، وهم يرتدون زي الجنود، وانتظروا وصول جيش الاحتلال ومن ثم سلموهم إياه، يث كانوا هم من أعطى الأمر ونفذوا بزي الجنود، وانظروا وصول الجيش النظام الرسمي وسلموه إليهم، ولا يزال في الاعتقال. 

وبيّن فؤاد العمور أن رئيس المجلس طرد المستوطنون قبل شهر من داخل مدرسة التوانة، بعد أن داهموها بزي الجنود، ولهذا انتقموا منه.

أكد المصادر لـ"الترا فلسطين" أن شرطة الاحتلال "لا تتعاطى" مع الشكاوى المقدمة ضد المستوطنين.

الناشط في مقاومة الاستيطان في منطقة جنوب نابلس بشار القريوتي، يؤكد هو الآخر أن هذه الظاهرة منتشرة لديهم، وأصبح مستوطنون معروفون لديهم يتنكرون بزي الجنود.

ويقول القريوي لـ"الترا فلسطين"، إن هؤلاء المستوطنين يشاركون في اقتحام نبع قريوت الأسبوعي، ويقمعون الأهالي لدى محاولة التصدي لهم، وسبق وأن أطلقوا النار تجاه المواطنين والمنازل.

وأكد كل من القريوتي والمليحات أن شرطة الاحتلال "لا تتعاطى" مع الشكاوى المقدمة ضد المستوطنين. 

وأضاف المليحات أن بعض الشكاوي مضى عليها سنوات، ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضد المستوطنين المعتدين.

أما القريوتي فيؤكد بأن شرطة الاحتلال ترفض استقبال الشكاوى ضد المستوطنين حاليًا.