26-يونيو-2021

Getty

الترا فلسطين | فريق التحرير

قمع عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية تظاهرة خرجت وسط رام الله مساء السبت، تنديدًا بمقتل الناشط السياسي نزار بنات بعد ساعات من اعتقاله في الخليل.

وتظاهر مئات الشبّان الغاضبين مطالبين برحيل الرئيس محمود عباس، بدعوةٍ من حراكات شبابية ومؤسسات مجتمع مدنيّ. وتخلل التظاهرة التي تحرّكت من دوار المنارة باتجاه مقرّ الرئاسة في شارع الإرسال، هتافات مشيدة بنزار بنات، ومنددة بجريمة قتله، ومطالبة بإسقاط السلطة، ومهاجمة لرئيسها، وعناصر الأمن فيها. 

وحين وصلت التظاهرة حاجزًا للأمن في شارع الإرسال، ظهرت مسيرة مضادة من الجهة الأخرى يشارك فيها عناصر أمن بزيّ مدنيّ مسلحين بعصيّ وهراوات، ويهتفون للرئيس محمود عباس، فهاجموا المشاركين في التظاهرة الأولى بالحجارة واعتدوا عليهم بالضرب والسحل، وجرى إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع.

وهاجم عناصر الأمن الصحفيين الذين يغطّون المسيرة، واعتدوا على بعضهم بالضرب، وصادروا هواتفهم بينما كانوا في التغطية المباشرة، ومنهم الزميل محمد غفري الذي كان في تغطية مباشرة على صفحة "الترا فلسطين" عبر "فيسبوك".

وأصيبت الزميلة الصحفية شذى حمّاد بقنبلة غاز في وجهها، ما استدعى نقلها للمستشفى، كما تعرّض الزميل الصحفي كريم خمايسة لضرب بالعصي ع رأسه. كما اعتدى عناصر أمن على الصحفية سجى العلمي، ولاحقوها إلى أن دخلت أحد المحال القريبة، واعتدوا أيضًا على الزميلة فيحاء خنفر التي أصيب برضوض، وصادروا هاتفها، وكذلك على الصحفية نجلاء زيتون، وصادروا هاتف الزميلة لينا أبو حلاوة.

الصحفية شذى حمّاد

وقال صحافيون إنه تم تهديدهم بتكسير كاميراتهم وهواتفهم إذا ما واصلوا التغطية، وطُلب من بعضهم حذف موادهم الإعلامية.

وبحسب مصادر في الإسعاف الفلسطينيّ فإنه تم التعامل مع أكثر من 20 إصابة بالضرب وقنابل الغار بين المتظاهرين.

من جهتها، أدانت نقابة الصحفيين الاعتداءات على الصحفيات والصحفيين، واعتبرت أن استهدافهم تطورًا جديدًا وخطيرًا في سياق الاعتداءات على حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، والتي تمثلت بأبشع صورها في جريمة قتل الناشط نزار بنات، وامتدت لاحقًا لتطال بالتهديد بعض الصحفيين والمواطنين على خلفية التعبير عن مواقفهم. وحذرت من التمادي في التضييق على حرية الرأي والتعبير والتجمع والتظاهر.

 

كما أدانت الجبهة الشعبيّة ما جرى، وحمّلت قيادة السلطة وقادة الأجهزة الأمنية المسؤوليّة المباشرة عن هذا الاعتداء الجديد الذي تسبّب بإصابة واعتقال العشرات. وأكّدت أنّه في ضوء عدم استخلاص هذه السلطة وأجهزتها القمعيّة العبر من جريمة القتل الغادرة التي ارتكبتها بحق شهيد الكلمة والحقيقة نزار بنات، وإصرارها على مواصلة هذا النهج القمعي المُدمر رغم كل النداءات والدعوات الوطنيّة، فإننا ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة إلى النزول للشارع والتعبير عن رفضهم لممارسات الأجهزة الأمنيّة البوليسيّة.

وتجدر الإشارة إلى أنّه وقبل ساعات من التظاهرة الأخيرة، نظّم "حزب التحرير" وقفتين حاشدتين في رام الله والخليل، رفضًا لـ "جرائم السلطة وقمعها السياسي".

وظهر اليوم، أعلن المتحدث باسم المؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات، أن لجنة التحقيق في ظروف وفاة نزار بنات بدأت، وستستكمل أعمالها في أسرع وقت ممكن، وتعلن النتائج فور الانتهاء منها.

وقال دويكات في مقابلة مع "صوت فلسطين" إن الحكومة معنيّة بالكشف عن ظروف وفاة بنات، ورأى أنّ من وصفهم بـ "بعض المغرضين" يحاولون "قلب الأمور واستغلال الحادثة".

ومساء الخميس الماضي قمعت الأجهزة الأمنية مئات المتظاهرين الذين خرجوا رفضًا لجريمة قتل بنات، وفرّقتهم بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.


اقرأ/ي أيضًا: 

بالأسماء.. عائلة بنات تطالب بمحاكمة علنية للمتورطين باغتيال "نزار"