30-نوفمبر-2023
صورة أرشيفية لوزير الأمن القومي لدى الاحتلال إيتمار بن غفير متحدثًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية. 20 أكتوبر 2020

صورة أرشيفية لوزير الأمن القومي لدى الاحتلال إيتمار بن غفير متحدثًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية. 20 اكتوبر 2020

الترا فلسطين | فريق التحرير

انتقدت كاتبةٌ إسرائيليةٌ في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" تغطية القنوات الإخبارية الإسرائيلية للحرب على قطاع غزة، خاصة موضوع الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات، معتبرة أن هذه القنوات فقدت دورها المهني الصحفي المتمثل في جلب أكبر قدر ممكن من المعلومات، وأصبحت تعمل في خدمة الناطق باسم جيش الاحتلال.

الكاتبة ياسمين ليفي، قالت إن الاستديوهات الإخبارية أصبحت "مزيجًا من الواقع الوحشي ومسلسلاً تلفزيونيًا مثيرًا للدموع"، منوهة أن التغطيات التلفزيونية لإطلاق سراح الأسيرات أصبحت منحازة وانتقائية ومغلفة بالقومية، كما لو أن المتحدث باسم الجيش هو من قام بتحرير هذه التغطيات، وكذلك يتم العمل لضمان عدم تكرار خروج شهادة، مثل شهادة يوخافيد ليفيشتس، التي أثنت على تعامل مقاتلي كتائب القسام بعد إفراجهم عنها، وأثارت شهادتها ضجة كبيرة.

قالت الكاتبة إن  "الشيء الوحيد الذي تم تدميره والقضاء عليه وسحقه في هذه الأثناء ليس حماس، بل الفضول الصحفي وواجب نقل الواقع من وجهة نظر غير منحازة".

وأكدت أن مشهد الإفراج عن الأسيرة ميا ليمبرج وهي تحمل معها كلبها، أحدث إحباطًا ملحوظًا لدى المعلقين في القناة 12 وهم يشاهدون هذه الصور، فالصورة الجميلة لم تكن متناسبة مع الرسالة التي يبثها مثلاً، نير ديبوري، المعلق العسكري للقناة، كل مساء بأن حماس هي "العدو القاسي".

وأشارت ليفي إلى أن أيلا حسون، وهي مقدمة النشرة الإخبارية في "قناة كان"، هيئة البث الرسمي، ادعت أن مقاتلي كتائب القسام يطالبون الإسرائيليات المفرج عنهن بالتلويح بأيديهم للكاميرا في لحظة الإفراج عنهم، معتبرة أن هذا الادعاء هو من أعراض نفس الظاهرة، التي بموجبها لا يمكن الوثوق بحكم المشاهد، بل يجب أن يتم تلقينه تعليقًا على كل صورة كجزء من مسلل الرعب الذي يتم صناعته.

وبحسب ليفي فإن "الشيء الوحيد الذي تم تدميره والقضاء عليه وسحقه في هذه الأثناء ليس حماس، بل الفضول الصحفي وواجب نقل الواقع من وجهة نظر غير منحازة"، مشيرة إلى جو الاستعراض الذي تستخدمه الاستوديوهات الإخبارية الإسرائيلية، إذ تفضل الانغماس في طقوس إعلامية اعتيادية تمتد لساعات حتى الليل، وتبدأ في بث الإثارة عندما تصل أولى الصور الباهتة للأسرى بالبيجامات الوردية داخل مركبات الصليب الأحمر، وفي اليوم التالي، يستمع الإسرائيليون إلى أعمام وأقارب الأسرى يصفون الفظائع التي عاشها أحباؤهم، وبشكل متواصل، يتم بث فيديوهات اللقاء الشخصي بين الأسرى وذويهم وحيواناتهم الأليفة.

وتكتب ياسمين ليفي مستغربة من سهولة إنتاج "مسلسل درامي تلفزيوني إسرائيلي ناجح" على البث المباشر، وإشباعه بالعواطف ودفع الإسرائيليين أجمع للتجمع حوله. 

وختمت مقالها بالإشارة إلى أن القنوات الإخبارية الإسرائيلية احتشدت في اليوم الأول لتغطية "المجهود الحربي"، وأظهرت بشكل متفرق توثيقًا لمباني تعرضت للقصف في غزة، إلا أنها الآن لم تعد تهتم بإظهار ما يحدث لدى الجانب الآخر، كما أنها لا تبث احتفالات إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولا سكان غزة الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في شمال قطاع غزة، ولا تحيد عن تقارير العلاقات العامة للجيش الإسرائيلي.

وتعلق ساخرة أنه "ليس ثمة حاجة إلى رقابة عسكرية بينما هناك رقابة داخلية بالفعل"، كما فعلت القنوات الإخبارية عندما اختارت عدم عرض محتوى فيديوهات حماس التي توثق عمليات الأسر التي تم نشرها، مضيفة أنه بالنسبة لمراسلي التلفزيون الإسرائيلي، الذين ينتقدون تغطية البي بي سي، فإنه لا يوجد طرف آخر (الفلسطيني) يستحق الحديث عنه وتغطية أخباره. 

وترى ياسمين ليفي أن الصحافة العبرية نسيت دورها المنوط بها، وهو نقل وإظهار ما يحدث على الجانبيين، الفلسطيني والإسرائيلي.