أعلنت بلدية غزة وقف تسريب المياه العادمة غير المعالجة إلى الشاطئ في المدينة بشكل كامل، وهي المشكلة التي ظهرت لأول مرة في صيف عام 2006 نتيجة قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.
تخصيص البلدية العمل في محطة المعالجة المركزية بمنطقة الشيخ عجلين، إضافة إلى إنشاء مشروع طاقة شمسية خاصة بالمحطة ينتج 1،2 ميجا وات يوميًا، أدى لاستمرار عمل المحطة على مدار الساعة
وأسهم العجز الكبير في ساعات وصل التيار الكهربائي بعد قصف المحطة في عدم تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي قبل ضخها إلى مياه البحر، الأمر الذي تسبب بتلوث مياه البحر وحرمان سكان القطاع من الاستجمام والسباحة في مساحة واسعة منه طوال السنوات الماضية.
وقال محمد الإمام، مدير دائرة الصرف الصحي ومياه الأمطار في بلدية غزة، إن خمس محطات صرف صحي تابعة لبلدية غزة كانت تصب مياهها العادمة غير المعالجة في البحر بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتوقف إمدادات السولار من قبل الدول المانحة، مبينًا أن البلدية عملت في السنوات الماضية على توفير شبكة كهرباء للمحطات الخمسة على مدار 24 ساعة، لضمان تشغيلها دون انقطاع لوقف تسرب المياه العادمة إلى البحر.
وأوضح محمد الإمام لـ الترا فلسطين، أن تخصيص البلدية العمل في محطة المعالجة المركزية بمنطقة الشيخ عجلين، إضافة إلى إنشاء مشروع طاقة شمسية خاصة بالمحطة ينتج 1،2 ميجا وات يوميًا، أدى لاستمرار عمل المحطة على مدار الساعة.
وأكد، أن وقف ضخ المياه العادمة إلى شواطئ المدينة أسهم في خفض نسبة التلوث وزيادة المساحة المخصصة للسباحة، باعتبار أن هذه المياه معالجة، مبينًا أن المساحة المخصصة للسباحة على شواطئ مدينة غزة انحصرت في السابق بين منطقة جنوب ميناء غزة وحتى كم واحد فقط باتجاه الجنوب، لكنها الآن امتدت من جنوب الميناء إلى منطقة البيدر بزيادة تقدر بـ 4 لـ 5 كم.
وأوضح محمد الإمام، أن كفاءة العمل في محطة المعالجة المركزية بمنطقة الشيخ عجلين ارتفعت بعد تحويل نحو 15 ألف متر مكعب إلى محطة المعالجة الرئيسة شرق مخيم البريج، من أصل 70 ألف كوب كانت تصل يوميًا إلى محطة الشيخ عجلين.
وأضاف، أن محطة المعالجة المركزية شرق البريج -التي أشرف البنك الألماني للتنمية على تدشينها بقيمة 70 مليون دولار- تهدف إلى خدمة المنطقة الوسطى ومدينة غزة، وهناك مرحلة ثانية وثالثة يعكف البنك على تنفيذها خلال السنوات القادمة.
وقف ضخ المياه العادمة إلى شواطئ المدينة أسهم في خفض نسبة التلوث وزيادة المساحة المخصصة للسباحة
وبيّن محمد الإمام، أنه في حال تنفيذ هذه المراحل فسيتم تصدير كافة المياه العادمة لمدينة غزة إلى هذه المحطة، وستتوقف محطة الشيخ عجلين عن العمل، وهو ما يعني توقف معاناة سكان مناطق جنوب مدينة غزة جراء انبعاث الغازات والروائح الناتجة عن عملية معالجة مياه الصرف الصحي.
وأكد، أن مساحة الشواطئ النظيفة والصالحة للسباحة ستتوسع من جنوب منطقة ميناء غزة حتى حدود المدينة مع مدينة الزهراء وسط القطاع.
وأشار أنه في حال النجاح في ضخ المياه العادمة الكاملة لمدينة غزة إلى محطة البريج، فإن ذلك سيؤدي إلى تحويل ضخ المياه المعالجة من البحر إلى وادي غزة، فيما سيتوقف مصب المياه العادمة الواقع بين مدينتي غزة والزهراء عن العمل، وستختفي كافة مظاهر التلوث من شاطئ مدينة غزة وستصبح نظيفة تمامًا.
