أغلق رئيس بلدية مستوطنة "أريئيل"، القائمة على أراضي المواطنين في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، مدخل مدينة سلفيت، وذلك بإشراف وتوجيه شخصيّ ميداني من قبله للمرة الثالثة.
وصرّح رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم الزبيدي لـ"الترا فلسطين"، بأن رئيس بلدية مستوطنة "أريئيل" قد اقتحم المنطقة التي يوجد فيها مدخل مدينة سلفيت الشمالي، ترافقه جرافة وعدد من المستوطنين، وأثاروا الفوضى عن طريق العربدة والزعرنة خلال إغلاق المدخل، وذلك بتخريب الأسفلت ووضع سواتر ترابية.
استخدم رئيس بلدية مستوطنة "أريئيل" الإسرائيلية إغلاق الشارع كمادة للدعاية الانتخابية في انتخابات لمجلس المستوطنات.
وأكد زبيدي، أن إغلاق المدخل الشمالي على يد رئيس بلدية مستوطنة أريئيل، تكرر للمرة الثالثة، حيث سبق وقبل شهرين أن أغلق المدخل، واستخدم ذلك كمادة للدعاية الانتخابية في انتخابات لمجلس المستوطنات.
وبحسب زبيدي، فإن رئيس بلدية أريئيل يتذرع بحجة الأمن، وأن عددًا من العمليات وقعت على دوار "أريئيل" ولا يريد أن تتكرر مرة أخرى.
ونوّه زبيدي، أن المدخل الشمالي الذي أُغلق يربط بين كافة مناطق المحافظة مع مركز المدينة، ويستخدمه عشرات الآلاف من المواطنين، وهو طريق رئيسي بين شمال الضفة الغربية ووسطها.
وأوضح، أنه في كل مرة يتم فيها إغلاق حاجز زعترة أو حصول اعتداءات على يد المستوطنين عند زعترة أو مستوطنات "عيلي" و"شيلو"، فإنه يؤثر على حركة المواطنين، كونه المنفذ الوحيد في تنقلهم من شمال الضفة إلى وسطها.
وأردف زبيدي، أن المدخل هو الطريق الوحيد المؤدي إلى مستشفى ياسر عرفات في مدينة سلفيت. كما أكد أن المدخل الشرقي للمدينة مغلق منذ بداية الحرب، ولم يفتح بشكل نهائي.
وحول الخطوات التي قاموا بها، قال إن طواقم البلدية توجهت إلى الموقع لفتح المدخل صباح اليوم 8 تموز/يوليو، فأُطْلِقَت النار عليهم، ومنعوا من المستوطنين، وبعد التنسيق مع الارتباط الفلسطيني سُمِح لهم بإعادة فتح المدخل، إلا أن ذلك غير مضمون، وقد يُعَاد إغلاقه وحصار عشرات الآلاف من المواطنين في أي لحظة على يد رئيس مستوطنة متطرف يروج لنفسه.
وتعد مستوطنة أريئيل مركز الاستيطان في منطقة شمالي الضفة الغربية، ووصل عدد سكان المستوطنة إلى 40 ألف نسمة، يستوطنون أرضًا مساحتها 30 ألف دونم.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، أمر رئيس بلدية مستوطنة أريئيل يائير شتبون بإغلاق الطرق، مدعيًا أن ذلك من "شأنه أن يزيد أمن المستوطنين". وقد أبدى مسؤولو المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "غضبهم" إزاء هذه الخطوة، وقال مصدر أمني لصحيفة "هآرتس" إن تصرفات شتبون "تضر أولًا وقبل كل شيء بأمن المنطقة وسكانها".
ونشر شتبون مقطع فيديو على حساب البلدية على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، ويظهر خلفه معدات البناء، وهو يخاطب سكان مستوطنة أريئيل، بينما كان العمال يغلقون طريق الوصول للمرة الثالثة، وقال: "بعد 7 أكتوبر، تغير الوضع".
وأضاف: "إن الأمن يقع على عاتقنا في المقام الأول، وعلى عاتق المدينة [المستوطنة]. نحن نثق بالجيش الإسرائيلي، ونحب الجيش الإسرائيلي، ولكن إذا لم يفهم كبار المسؤولين أهمية إغلاق هذا الطريق - الذي أدى إلى وقوع هجمات، وسمح بسرقة السيارات. فلن نسمح بمثل هذا الواقع. نحن نعمل أيضًا على الجبهة السياسية، ولكن أيضًا على الأرض".
وقال مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" إن الجيش الإسرائيلي أبدى استياءه من سلوك شتبون"، وأضاف أن ضباط الجيش الإسرائيلي "يوصون رئيس البلدية بترك الجيش والمؤسسة الأمنية تتعامل مع الأمن في المنطقة والتوقف عن إضافة المزيد إلى عمل المؤسسة الأمنية بالحملة غير المسؤولة التي يقودها على حساب أمن المنطقة وسكانها"، بحسب ما ورد.