01-يونيو-2018

يُفضل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحقيق إنجازات مع "الجبهة الشمالية" لدولة الاحتلال، حيث سوريا ولبنان، حتى إن اضطر لتقديم تنازلات في الجنوب حيث قطاع غزة، وهو ما دفعه إلى اختيار عدم التصعيد مع المقاومة الفلسطينية، وفقًا لمقال كتبه المحلل السياسي الإسرائيلي بن كسبيت، ونشره موقع "المونيتور" باللغة العبرية.

وأشار بن كسبيت - الذي يحظى بمصداقية عالية في إسرائيل - إلى أن حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا صواريخ وقذائف هاون صوب المستوطنات؛ أكثر مما تم إطلاقه خلال السنوات الأربعة الماضية، وقد جرى ذلك عندما بدا واضحًا أن نتنياهو اتخذ قرارًا بتقديم تنازلات لغزة، والتطورات وضعته أمام واقع مختلف.

نتنياهو اختار التهدئة مع غزة من أجل تحقيق إنجازات بالتنسيق مع إدارة ترامب في سوريا

وبحسب بن كسبيت، فإن نتنياهو اتخذ خلال الشهور الماضية قرارًا استراتيجيًا ببذل جهود حقيقية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مستقر مع غزة، وبناء على ذلك أعطت "تل أبيب" الضوء الأخضر للوسطاء المصريين والقطريين لإحضار البضاعة إلى غزة؛ من أجل تخفيف الحصار، مقابل وقف حفر الأنفاق وإطلاق الصواريخ وإعادة الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس.

ويضيف أن نتنياهو قرر تهدئة الجبهة الجنوبية امتثالاً لطلب الإدارة الأمريكية، فمنذ دخول ترامب للبيت الأبيض؛ يحظى نتنياهو في كل ما يفعله بمظلة أميركية غير مسبوقة، تحديدًا في التعامل مع قطاع غزة، إذ تواصل إسرائيل قصف أهداف إيرانية، والتخفيف بعض الشىء على البيت الأبيض بإطفاء النار دائمة الاشتعال بغزة.

ويشير إلى أن جيش الاحتلال تعهد على امتداد يوم الثلاثاء بالرد على إطلاق الصواريخ بحزم، لكنه اكتفى بقصف أهداف وبنى تحتية للمقاومة "خالية من العنصر البشري"، ضمن جهد لعدم إيقاع خسائر كبيرة حتى تتصاعد المواجهة لدرجة اندلاع حرب.

وأضاف، "نتنياهو يدرك أن خطوة عملاقة آخذة بالتبلور بتدخل مباشر أميركي روسي، يتم بموجبها إبعاد الإيرانيين عن سوريا، مقابل سماح إسرائيل بعودة جيش الأسد إلى جنوب سوريا والجولان، على أن يبحث الأمريكان بإيجابيةٍ تخفيف العقوبات التي فرضوها مؤخرًا على روسيا".

ورأى بن كسبيت أنه في كل هذه الظروف، قرر نتنياهو مواصلة تحقيق الإنجازات تجاه سوريا ولبنان مقابل التنازل مع قطاع غزة، رغم أن يدرك أن هذا الأمر يجر عليه انتقادات من اليمين.


اقرأ/ي أيضًا:

قناصة الاحتلال.. القتل شغف

خطة ترامب: الخليل لـ إسرائيل دون تبادل أراضي

كيف ستنتقم إسرائيل ممن سيوثقون جرائمها؟