04-يناير-2021

صورة أرشيفية - gettyimages

يلاحظ المراقب لاستعدادات الأحزاب الإسرائيلية لخوض الانتخابات العامة الجهد الكبير الذي تبذله هذه الأحزاب لخطب ود المصوتين العرب، بدءًا من حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو حتى أقصى يسار الخارطة السياسية.

هذه المرة، تم الاتفاق على تخصيص مقعدين من المقاعد الخمسة الأولى في القائمة لشخصيتين عربيتين

حزب "ميرتس" اليساري، مثلاً، أعلن نيته خوض الانتخابات المقبلة بقائمة مشتركة تضم أعضاء عرب، ما يُذكّر بتصريحات زعيمة الحزب تمار زاندبرغ بعد الانتخابات الأخيرة أن "الناخبين العرب أنقذوا حزبها"، بعد أن صوَّت 35 ألف عربي لصالحه، أي ما يعادل مقعدًا في الكنيست.

اقرأ/ي أيضًا: 2020: ضحايا العنف بين فلسطينيي الداخل في ارتفاع

الصوت العربي أنقذ "ميرتس" رغم أن أعضاء الحزب العرب لم يتم اختيارهم في مواقع متقدمة من القائمة الانتخابية، ورغم أن بعضهم اتهم الحزب بأنه مارس العنصرية ضدهم. لكن هذه المرة، تم الاتفاق على تخصيص مقعدين من المقاعد الخمسة الأولى في القائمة لشخصيتين عربيتين، استعدادًا للانتخابات المقررة يوم 23 آذار/مارس المقبل.

تزامنًا مع ذلك، نشرت صحيفة "معاريف"، الإثنين، تقريرًا حول مغازلة بنيامين نتنياهو للمصوتين العرب خلال جولاته الأخيرة في القرى العربية.

نتنياهو ينوي ترشيح شخصية عربية في مكان متقدم من قائمة "الليكود" الانتخابية ثم اختياره للوزارة

وكانت مصادر قيادية في حزب "الليكود" كشفت للإذاعة العبرية العامة أن نتنياهو ينوي ترشيح شخصية عربية في مكان متقدم من قائمة "الليكود" الانتخابية، ثم بعد الانتخابات سيختاره لشغل منصب وزير، في محاولة منه لجذب أصوات المصوتين العرب لصالح "الليكود".

اقرأ/ي أيضًا: عن عنصرية نتنياهو

سلوك "ميرتس" و"الليكود" في ما يتعلق بخطب ود المصوت العربي قائم على تحليل السلوك الانتخابي للفلسطينيين داخل الخط الأخضر خلال جولات الانتخابات الماضية، خاصة الجولة الأخيرة، حيث أظهرت معطيات لجنة الانتخابات أن نسبة التصويت لصالح الأحزاب الصهيونية في البلدات العربية سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في هذه الانتخابات.

ففي عام 2003 صوّت 17% من الناخبين العرب للأحزاب الصهيونية، ثم ارتفعت النسبة في انتخابات 2006 إلى 26.2%، لكنها تراجعت إلى 16.1% في انتخابات 2009، قبل أن تعاود الارتفاع قليلاً في انتخابات 2013 لتصل إلى 17.8%، ثم ترتفع أكثر وتصل إلى أعلى معدلاتها في الانتخابات الأخيرة إذ وصلت إلى 29.7% من أصوات الناخبين العرب.

هذا السلوك قائم على تحليل السلوك الانتخابي لفلسطينيي 48 خلال جولات الانتخابات الماضية

ويرى مراقبون، أن المعركة على "الصوت العربي" خلال الانتخابات الرابعة والعشرين لن تدور رحاها بين "الليكود" و"ميرتس"، بل ستنضم إليها بقية الأحزاب الإسرائيلية، خاصة أن معطيات للجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أظهرت أن  الأحزاب الصهيونية نالت 123 ألف صوتٍ تقريبًا في البلدات العربية، أي ما يوازي 29.7% من مجموع الأصوات العربية الصحيحة.

ووفق معطيات الانتخابات الأخيرة، فإن 34 ألف "عربي" صوتوا لصالح تحالف "أزرق أبيض" الذي كان يضم جنرالاتٍ سابقين ويتزعمه بيني غانتس. بينما صوّت 10 آلاف "عربي" لحزب "الليكود"، وصوّت 9.143 "عربي" لحزب "كلنا" الذي يتزعمه موشي كحلون، وصوّت 6 آلاف "عربي" لحزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان.


اقرأ/ي أيضًا: 

قصص قصيرة عن عنصرية "يسار إسرائيل" ضد العرب