20-ديسمبر-2023
وقف إطلاق النار

وقف إطلاق النار

الترا فلسطين | فريق التحرير

يطالب السياسيون في أنحاء العالم الاحتلال بوقف عدوانه المكثف على قطاع غزة، لكنهم يستخدمون عبارات مختلفة، وغامضة في كثير من الأحيان، للدفع من أجل "السلام"، كما تقول مجلة بوليتيكو.

لكن عبارات وقف إطلاق النار، بعضها بدون تعريفات واضحة، والبعض الآخر يبدو أنه تم انتشالها من اللاشيء، تحمل خطر إرباك عامة الناس بشكل أكبر. ومما يزيد من تعقيد هذه الدعوات حقيقة أنه لا يوجد تعريف متفق عليه دوليًا لوقف إطلاق النار.

خبير قانوني: "إذا دعوت إلى وقف إطلاق النار فقط بعد تحقيق الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة، حتى لو افترضت أن ذلك ممكناً، فهذا ليس حقًا دعوة إلى وقف إطلاق النار".

وقال بريان فينوكين، المحامي السابق بوزارة الخارجية، لمجلة بوليتيكو إن  "هذه ليست مصطلحات فنية ذات معانٍ ثابتة ومحددة جيدًا، لذا فإن الشيطان يكمن حقًا في التفاصيل".

وهذا الذي يفتح المجال لبعض السياسيين أن يكونوا أكثر إبهامًا "في حديثهم عن وقف إطلاق النار"، ويعطيهم حيزًا لـ"حذف" بعض التفاصيل السياسية. 

ويتم استخدام مصطلحات عدة، من بينها: وقف إطلاق النار المستدام، والإنهاء المتبادل والدائم للعنف، والتهدئة الفورية ووقف إطلاق النار، ووقفة إنسانية ثنائية متفق عليها بشكل متبادل.

أحد أكثر هذه المقترحات شيوعًا، بحسب بولتيكو، هو "وقف إطلاق النار الثنائي"، والذي تم تبنيه من عشرات المشرعين الديمقراطيين الأمريكيين، وفي بيان مشترك في وقت سابق من هذا الشهر، حاول بعض المشرعين الذين يدعون إلى "وقف ثنائي لإطلاق النار" توضيح الجزء "الثنائي" : "يجب على الجانبين الجلوس إلى طاولة المفاوضات بالاتفاق؛ عندها فقط يمكننا وضع الأساس لإيجاد حل حقيقي للدولتين".

أما "مصطلح وقف إطلاق النار"، الذي يتم استخدامه كثيرًا، فهو بحسب المجلة "مبهمًا"،  وليس من الواضح دائمًا ما الذي يدعو إليه أولئك الذين يقترحون "سحب إسرائيل لعملياتها"، الذي يتضمنه استخدام هذا المصطلح. وترى بولتيكو أن هذا قد يكون الهدف الأساسي، إذ أن المصطلحات الغامضة تجعل من الممكن لساسة واشنطن إنجاز مهمتين: الدعوة إلى بعض مظاهر السلام في الشرق الأوسط من دون خلق عداء مع تل أبيب.

و​​في مجلس النواب الأمريكي، وقع 17 مشرعًا تقدميًا على قرار يحث الرئيس جو بايدن على "الدعوة على الفور إلى وتسهيل وقف التصعيد ووقف إطلاق النار" بين الاحتلال وحماس. ولم يحددوا ما إذا كان القتال يجب أن يتوقف إلى أجل غير مسمى، لكنهم دعوا إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي الحد الأدنى، فإن التركيز على وقف إطلاق النار "الثنائي" أو "المتبادل" يعني أن الشرط الأول هو وقف الاحتلال لغاراته، ووقف حماس لإطلاق الصواريخ.

 كما قال بريان فينوكين، الذي يقدم الآن المشورة لمجموعة الأزمات الدولية غير الربحية، أما الجزء الآخر من هذه الشروط فيتعلق بالتوقيت، إذا كان ينبغي للقتال أن يتوقف الآن أو في وقت لاحق في المستقبل.

وأضاف: "إذا دعوت إلى وقف إطلاق النار فقط بعد تحقيق الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة، حتى لو افترضت أن ذلك ممكناً، فهذا ليس حقًا دعوة إلى وقف إطلاق النار".

مصطلح آخر تم استخدامه هو "وقف مستدام لإطلاق النار"، إذ دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" يوم السبت الماضي، الذي يعبر عن وقف "القتال" بشكل تام و"تحقيق السلام". إذ كتبوا "لا يمكن أن يكون هدفنا مجرد إنهاء القتال اليوم،يجب أن يكون السلام دائمًا لأيام وسنوات وأجيال".