21-فبراير-2021

صورة توضيحية - gettyimages

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

"سادت في هئية الأركان حالةٌ هائلةٌ من الذعر. جنود الشرطة العسكرية هربوا من البوابات، وحرس بوابة شارونا ألقوا أسلحتهم وفرُّوا هائمين". هذا ما ورد في شهادات جنود وضباط إسرائيليين حول التفاصيل التي رافقت الوجبة الأولى من صواريخ "سكود" التي دكَّ بها الجيش العراقي "تل أبيب" قبل 30 سنة.

رفض الضباط الهاربون أوامر وزير الجيش ورئيس الأركان بإدخالهم إلى "البئر"

رفض الضباط الهاربون أوامر وزير الجيش ورئيس الأركان بإدخالهم إلى "البئر". وهو الاسم المعتمد، وفق تقرير لجنة فينو غراد، لمركز قيادة الجيش الإسرائيلي تحت الأرض في مقر هيئة الأركان العامة، ويستخدمه رئيس الأركان كمركز للقيادة العليا في حالة الطوارئ؛ للسيطرة على الجيش.

اقرأ/ي أيضًا: "إسرائيل" تكشف لأول مرة تفاصيل عن القصف العراقي لها قبل 30 سنة

صحيفة "هآرتس" نشرت تقريرًا مفصلاً حول هذه الحادثة في نسختها الورقية الصادرة، صباح اليوم الأحد، استهلت فيه شهادات الضباط بالقول: "الجنود ارتدوا الأقنعة الواقية من الغاز الكيماوي، ولم يسمحوا لأحد بالدخول حتى لرئيس الأركان ووزير الأمن، بينما الحرس على البوابة ألقوا باسلحتهم وهربوا. دان شمرون اضطر لمغادرته سيارته على المدخل وويز الأمن موشى أرنس وجد نفسه يربت على كتف ضابط مذهول لتهدئة روعه".

يتذكر الضابط يائير ابرهام تلك الليلة مبينًا أنه كان يناوب في غرفة المراقبة برفقة ضابطين من "سلاح الجو"، ويصف ما حدث بقوله: "كانت ليلة مظلمة بلا قمر، فجأة سُمع انفجار هائل، الجميع أصيبوا بحالة ذعر هائلة، وسادت المكان حالة من الفوضى. كان مدخل هيئة الأركان بلا حراسة وقابلاً للاقتحام".

حينها، كان موتي ساعر، هو قائد قاعدة هيئة الأركان، يوضح أنه رافق الوزير ارانس ورئيس الأركان إلى جلسة تقدير موقف في "البئر" -غرفة القيادة- ومعه حارسان راجلان، لكنهم وجدوا الباب مغلقًا، ورغم الطرقات العنيفة بقبضة يده، إلا أنهم لم يسمحوا لهم بالدخول.

اعتقدوا أن صاروخًا انفجر، وأن الجميع قضوا نحبهم، وفي حال فتح الباب سيغمرهم الغاز

تقول "هآرتس"، إنه عندما نفذ صبر زعماء العالم بانتظار ردة فعل "إسرائيل"، كان قائدا الأمن الإسرائيلي عالقين في الساعة الثالثة فجرًا أمام باب "البئر"، فبحسب التعليمات لا يجوز فتح الباب بعد انطلاق صافرات الإنذار وارتداء الكمامات الواقية.

يعلق الضابط المسؤول عن مدخل "البئر"، الذي رفض فتح الباب قائلاً، إنهم اعتقدوا أن صاروخًا انفجر، وأن الجميع قضوا نحبهم، وفي حال فتح الباب سيغمرهم الغاز وسيقتل كل من يتواجد داخل "البئر".

كيف انتهت الحادثة إذن؟ يشير تقرير "هآرتس" إلى أن ضابطًا كان في الداخل فتح الباب ففوجئ بالوزير ارانس ورئيس الأركان أمامها، وعندما لاحظ ارانس انفعال الضابط أخذ يُربّت بيده على رأسه لتهدئته، قبل أن يقودهما إلى اجتماع لتقدير الموقف داخل الغرفة.


اقرأ/ي أيضًا: 

تنظيم يهودي مسلح في العراق: من العمل السري إلى الهروب الكبير

معركة جنين 48: العراقيون يفتدون فلسطين