27-فبراير-2023
حوارة

آثار الهجوم على أحد المنازل في حوارة الليلة الماضية | تصوير جعفر اشتية

من على بعد عدة كيلو مترات، شوهدت ألسنة اللهب وهي تتصاعد من داخل بلدية حوارة، بعدما هاجم البلدة مئات المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال. لم تكن حوارة وحدها في مرمى نيران الإرهاب اليهودي، ليلة الإثنين، بل لم يسلم الحجر ولا الشجر ولا حتى البشر من اعتداءات المستوطنين في قرى جنوبي محافظة نابلس.

وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب سامح الأقطش (37 سنة)، وهو من بلدة بيتا ويسكن في زعترة، وارتقى خلال محاولته التصدي لهجوم المستوطنين على منازلهم.

حوارةحوارةحوارة

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تقرير مفصل أن طواقمها تعاملت الليلة الماضية مع 392 حالة، أغلبها في حوارة، حيث نقلت إصابة بعدة طعنات من سكين، وضرب بقضيب حديد على الوجه، وإصابة خطيرة في الرأس بحجر إلى مستشفى رفيديا، وخمس إصابات نتيجة السقوط، وثلاث إصابات نتيجة الضرب، إضافة إلى 342 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، نقلت 25 حالة منها إلى المستشفى وطوارئ ابن سينا، إضافة إلى حالة ولادة.

حوارةحوارة

وأضافت، أن طواقمها تعاملت في قرية زعترة مع إصابة سامح الأقطش الي استشهد لاحقًا متأثرًا بجروحه، وإصابة أخرى بالرصاص الحي في اليد و10 إصابات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وأوضحت، أن طواقمها تعاملت في بلدة بيت فوريك مع 10 حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وفي بورين تعاملت مع إصابة نتيجة الاعتداء بالضرب و15 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع.

حوارة

وأشارت جمعية الهلال الأحمر إلى أن خمس مركبات إسعاف تعرضت لاعتداءات، من بينها مركبتان للجمعية وثلاث مركبات إسعاف خاصة. إضافة إلى ذلك، أعاقت قوات الاحتلال وصول مركبات الإسعاف إلى حواره لمدة ساعتين، وبعد ذلك سمح لهم بعد تنسيق من الصليب دون توفير حماية من اعتداءات المستوطنين.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إنهم وثقوا 120 حالة اعتداء في بلدة حوارة توزعت بين حرق منازل وسيارات وممتلكات.

أما كمال عودة، أمين سر حركة "فتح" في بلدة حوارة، فقال إن ما قام به المستوطنون هو "محاولة تنفيذ إبادة جماعية لسكان حوارة، إذ اقتحم مئات المستوطنين المسلحين وبحماية من الجيش الشارع العام وأحرقوا كل شيء، ولم يسلم منهم بيت أو متجر أو شجرة.

وأكد كمال عودة، أن الهجوم على حوارة الليلة الماضية هو الأشرس والأوسع بالنسبة للبلدة التي اعتادت هجمات المستوطنين.

ووفق الإحصائيات الرسمية، يبلغ عدد سكان بلدة حوارة 7 آلاف نسمة، وتقع البلدة على طرفي شارع 60 جنوبي نابلس، وتمر منها مركبات المستوطنين والجيش باستمرار.

وفي قرية بورين المحاذية لحوارة، عاش الأهالي ليلة مرعبة بسبب اعتداءات المستوطنين، التي بدأت بعد ساعة من الهجوم على حوارة. يقول غسان النجار، الناشط في المقاومة الشعبية في بورين، إن المستوطنين أحرقوا أربع حرق أربع مركبات، والصف الزراعي الذي يحتوي على عدة أنواع من الحيوانات توفيت منها كافة طيور الحمام، كما ذبحوا نعجتين، وفجروا جرة غاز في بيت درج أحد المنازل، وحرقوا مخزنًا، وحديقة منزل.