01-يناير-2017

انتهت سنة 2016، واستقبل العالم عامًا جديدًا، لكنّ ذلك لا يعني كثيرًا للأسرى في سجون الاحتلال، الذين تتشابه الأيّام عندهم، وكذلك الشهور، ولا يزال 29 أسيرًا فلسطينيًا منهم، يعدّون سنة تلو الأخرى، منذ عام 1993، ممّن يُعرفون بـ "قُدامى الأسرى"، فعقارب الزمن توقفت عندهم منذ لحظة اعتقالهم.

وبحسب بيان أصدرته مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، عشيّة السنة الجديدة، فإن الاحتلال الإسرائيليّ اعتقل 6440 فلسطينيًا، خلال العام المنصرم 2016، بينهم 1332 طفلاً، و164 امرأة.

يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 7 آلاف أسير، منهم 300 طفل قاصر، و53 أسيرة، بينهنّ 11 فتاة، و700 أسير إداري و22 صحفيًا

وأشار تقرير المؤسسات الحقوقيّة إلى أنّ فئتي الشباب والفتية كانتا الأكثر عرضة لعمليات الاعتقال، يليها فئة الأسرى المحررين الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد قضائهم لشهور وسنوات في سجون الاحتلال.

ووفقاً لعمليات التوثيق فقد شهد شهر آذار/ مارس 2016 أعلى عدد اعتقالات، بـ 647 معتقلًا. وفيما يتعلق باعتقال الأطفال والقاصرين تحت سن (18) عامًا، فقد شهد شهر شباط / فبراير أعلى عدد اعتقالات للأطفال، بـ 140 حالة اعتقال، أما على صعيد اعتقالات النساء والفتيات فقط سُجل خلال شهر نيسان/ أبريل أعلى عدد، حيث جرى اعتقال 24 سيّدة وفتاة.

اقرأ/ي أيضًا: أطفال فلسطين في سجون الاحتلال.. لقاء مبكر بالجلاد

وفيما يخصّ الاعتقال الإداريّ، أصدرت سلطات الاحتلال خلال العام المنصرم، 1742  أمر اعتقال إداريّ، بينها 635 اعتقالًا جديدًا. بينهم 20 طفلًا، وثلاث نساء، وخمسة نواب في المجلس التشريعي، وتسعة صحفيين. وتصدّر هذا الاعتقال، أسباب الإضرابات في سجون الاحتلال، فقد خاض 64 أسيرًا، إضرابات عن الطعام، منها 37 إضرابًا ضد الاعتقال الإداري، أبرزهم الأسير بلال كايد.

القدس، كانت المحافظة الأكثر عُرضة لاعتقال أبنائها، فتم اعتقال 2029 فلسطينيًا، بينهم 757 طفلًا، و79 سيّدة.

قُدامى الأسرى

وتحتجز سلطات الاحتلال 29 أسيرًا جرى اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، منهم 9 أسرى قضوا أكثر من 30 سنة، وأقدمهم الأسيرين كريم وماهر يونس المعتقلين منذ عام 1983، وقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنهم في آذار عام 2014، والتي عُرفت بالدفعة الرابعة من الدفعات التي تمّ الإفراج عنها في إطار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وهناك 42 أسيرًا، قضوا أكثر من 20 سنة في سجون الاحتلال، غالبيتهم من المحكومين بالمؤبدات.

اقرأ/ي أيضًا: أعياد الأسرى.. قطايف و"بوظة" وشوق لـ"تفاصيل صغيرة"

العزل الانفرادي

تنتهج مصلحة سجون الاحتلال بالتنسيق مع جهاز المخابرات "الشاباك" سياسة العزل الانفرادي بذريعة "الخطر على أمن الدولة" و"الملف السّري" بحقّ أسرى، دون تحديد أو تبرير للمعطيات التي تشكّل ذلك الخطر، باستثناء تقديم عناوين عريضة للمبررات، كالخشية من توجيه الأسير لعمليات من داخل أسره ومنعه من الهرب ومن الاحتكاك مع بقية الأسرى.

وتصدر مصلحة السجون أمر العزل، ويتم تمديده كل ستة شهور في الغالب، وذلك بقرار محكمة، وبالاستناد إلى مواد سرّية لا تكشف للأسير أو محاميه.

وخلال العام 2016 كان 20 أسيرًا على الأقل قد تعرّضوا للعزل الانفرادي لفترات متفاوتة، منهم أسرى يقبعون في العزل منذ العام 2013، وحتى نهاية شهر كانون الأول 2016؛ فقد رصدت الإحصائيات استمرار سلطات الاحتلال بعزل 10 أسرى.

محررو "وفاء الأحرار"

مازالت قضية الأسرى المحررين من صفقة "وفاء الأحرار" تراوح مكانها مع استمرار سلطات الاحتلال باحتجازهم، وإعادة الأحكام السابقة أو المتبقية منها. ويُعتبر الأسير نائل البرغوثي من أبرز هؤلاء، فقد كان من المفترض أن يكون هذا العام حرًا، إلا أن عدم ردّ ما تسمى بـ"لجنة الاعتراضات العسكرية" على الاستئناف الذي قدمته نيابة الاحتلال على القرار السابق في قضيته، والذي يقضي بسجنه فعلياً لمدة (30) شهرًا، تسبب ببقاء مصيره مجهولًا، وبذلك فقد وصلت مجموع سنوات اعتقاله في سجون الاحتلال 36 سنة، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة.

وما يزال نحو 56 أسيرًا من محرري الصفقة في سجون الاحتلال، من أصل 70 جرى اعتقالهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

الأسرى المرضى

استشهد الأسير حمدوني في 25 أيلول/ سبتمبر 2016 في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي بعد إصابته بجلطة قلبية في سجن "ريمون"، وبذلك ارتفع عدد شهداء الحركة الأسير إلى 208 أسرى، منهم أكثر من 50 أسيرًا استشهدوا جرّاء سياسة الإهمال الطبي. ووصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من 700 أسير، منهم 21 أسيرًا في "عيادة سجن الرملة"، واتّسم العام 2016 بعودة ظاهرة الأسرى الجرحى بشكل مكثّف.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

طحين الأسرى وابتساماتهم

معارك الأمعاء الخاوية.. البداية من "عسقلان"

جاهة وكنافة في سجن نفحة!