كشف تحقيق إسرائيلي مصوّر، عن حصول أشخاص لا يحملون أي مؤهلات طبية، بعضهم سائقي سيارات وشاحنات، رخصًا رسمية من وزارة الصحة في إسرائيل، لفتح فروع رعاية طبية في القدس؛ تحصل على تمويل مؤسسة التأمين الإسرائيلية، التي تجبي سلطات الاحتلال أموالها من الفلسطينيين في القدس، إضافة إلى سماح هذه المراكز لأطباء لا يحملون شهادات مزاولة مهنة الطب بالعمل لديها، واستخدام أختام أطباء آخرين، والمتاجرة بالأدوية.
التحقيق الذي بثه التلفزيون الإسرائيلي، بيّن أن عيادات "كوبات حوليم" (صندوق المرضى) التي يفترض أن تقدم العلاج، تسودها الفوضى، إذ تقمصت صحافية شاركت في إعداد التحقيق شخصية طبيبة لا تملك شهادة مزاولة مهنة، وتقدمت للعمل في مراكز "كوبات حوليم"، فنجحت في الحصول على وظيفة طبيب، بموافقة مشغلي هذه المراكز الذين لا يملكون أيضًا أي مؤهلات طبية، وقد حصلوا على تراخيص لفتحها من أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
سائقو شاحنات وتكاسي حصلوا على تراخيص لفتح مراكز طبية في القدس، وأطباء لا يملكون مزاولة مهنة يعملون في هذه المراكز
وأكدت طبيبة للقناة، أن عددًا من مشغلي العيادات ينتمون لـ"العالم السفلي"، ويُقصد بهذا التعبير أنهم رجال في عصابات المافيا، وأن معظم الأطباء لا يجرؤون على الحديث علنًا عن بعض منتحلي مهنة الطب. فيما قالت طبيبة أخرى، إن بعض الزبائن يطلبون أدوية فيها مخدرات، ووضعهم الطبي لا يؤهلهم للحصول عليها، إلا أن مشغل العيادة يطلب مساعدتهم في نيل ما يريدون، وإذا لم ينفذ الطبيب تعليمات مشغل العيادة يتم طرده.
اقرأ/ي أيضًا: امبراطورية تجارة الأعضاء.. إسرائيل وراء كل هذا
ويوثق التحقيق الذي تبلغ مدته 10 دقائق محادثات هاتفية تتقدم فيها الصحافية التي انتحلت صفة طبيبة بطلباتٍ للعمل في مراكز طبية، وتبلغ أصحابها أنها رسبت في امتحانات مزاولة المهنة، إلا أنهم يمنحونها الفرصة للحضور إلى مقابلة عمل، ويوافق بعضهم على تشغيلها.
ويبلغ عدد الفلسطينيين في القدس الذين يدفعون رسوم التأمين الصحي الإسرائيلي 330 ألف نسمة، يتلقون علاجهم في أربعة مراكز هي "كلالليت" و"مؤحيدت" و"مكابي" و"لؤميت"، وهي تابعة لصندوق المرضى "كوبات حوليم". ويوضح التحقيق، أن وزارة الصحة في حكومة الاحتلال، و"لاعتبارات أمنية"، سمحت بتشغيل الفروع التابعة لهذه المراكز عبر مقاولين، بعضهم يعملون سائقي سيارات أجرة، وسائقي شاحنات، وغالبيتهم بدون أي تأهيل علمي متعلق بالإدارة الصحية.
ووفق معطيات القناة، فإن 10 أطباء يعملون في كفر عقب، وجبل المكبر، وبيت صفافا، ومناطق فلسطينية أخرى في القدس، دون أن يملكوا شهادة مزاولة مهنة الطب، إضافة إلى أربعة أطباء يدعون أنهم متخصصين وهم ليسوا كذلك.
يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم التأمين الصحي كورقة ضغط على أبناء القدس، إذ تم حرمان كثير منهم من الحصول عليه بسبب نشاطاتهم ضد الاحتلال، كما يجري حرمان أي فلسطيني من القدس لا يسكن في "حدود المدينة" التي تعترف بها بلدية الاحتلال من التأمين الذي تتجاوز قيمة رسومه ألف دولار سنويًا.
اقرأ/ي أيضًا:
دماء الهنود الحمر من أجل غسل ذنوب إسرائيل