20-مايو-2024
جيش الاحتلال في قطاع غزة

جيش الاحتلال في قطاع غزة

قال خبراء ومحللون عسكريون إسرائيليون إن خلايا حماس العسكرية لا تعمل بشكل مستقلّ في أنحاء قطاع غزة، وإنّما تنفّذ تعليمات غرف القيادة والتحكم رغم مرور ثمانية أشهر على الهجوم الإسرائيلي على القطاع، في الوقت الذي يعاني جنود الجيش الإسرائيلي من الخوف والإرهاق الذي يتسبب بارتكابهم الأخطاء.

قدرات حماس تتجلى في أنّ القتال ضد خلايا تتلقى تعليمات وتنصب كمائن، وتصوّر العمليات، وتتلقى التعليمات من الخطوط الخلفية بشأن ما يجب فعله، ونوعية الصواريخ التي يجب إطلاقها وتجاه أي هدف، وفي أي توقيت

وذكر رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في التلفزيون الإسرائيلي "قناة كان" أن "حركة حماس استعادت قدرات القيادة والتحكم في أجزاء واسعة جدًا في شمال القطاع، خاصة في المناطق التي يتواجد فيها الجيش ويقاتل فيها حاليًا، تحديدًا في جباليا شمال مدينة غزة، وأيضًا في بيت لاهيا في أقصى شمال القطاع، وهذه القدرات تتجلى في أنّ القتال لم يعد ضد خلايا منفردة بل ضد خلايا تتلقى تعليمات وتنصب كمائن، وتصوّر تنفيذ العمليات، ولديها القدرة على تلقي التعليمات من الخطوط الخلفية بشأن ما يجب فعله، وأيضًا بشأن نوعية الصواريخ التي يجب إطلاقها وتجاه أي هدف، وفي أي توقيت.

وبحسب محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد، فإن القتال في جباليا أكثر تعقيدًا من معارك خانيوس، إذ إن هناك بنية تحت أرضية متفرّعة جدًا وتستنفد الكثير من الوقت والجهد من الجنود، وهذا مخيّم إذا مددت يدك من النافذة ستلمس جدار جارك، وهذا قتال معقّد أنّ عليك أن تشقّ طرقًا حتى تتمكن المدرعات من التقدّم في المنطقة المكتظة، وبالمجمل عندما ننظر إلى عملية الجيش في شمال قطاع غزة فإنها واجهت مقاومة شديدة جدًا.

وبرر بن دافيد سقوط قتلى من جنود الاحتلال بنيران زملائهم، بحالة الخوف والإرهاق التي تتملك الجنود وتتسبب بارتكابهم أخطاء: "حادثة مقتل الجنود الخمسة بنيران الدبابة في جباليا قبل أيام وقعت في مدى قتال قصير جدًا، فالمسافة بين الدبابة والمبنى الذي قصفته نحو 15 مترًا. ويعتقد محلل الشؤون العسكرية في القناة 13، أن الإنهاك جرّاء القتال المتواصل منذ 7 أشهر، يدفع ثمنه الجنود، ما يجعلهم خائفين ومرهقين ومتوترين، بالتالي سيرتكبون الأخطاء.

بدوره قال اللواء احتياط يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال سابقًا، إنّ "عودة الجيش لنفس المناطق التي سبق وأن استهدفها في عمليات برية، يحدث ﻻنعدام وجود أي خطة أو استراتيجية أو أهداف، لذلك فإن الفاعلية تتراجع. صحيح أنه يتم قتل العشرات من المسلحين، لكن هناك اﻵﻻف مثلهم، بل عشرات اﻵﻻف، ولمن يريد الدقة مئات اﻵﻻف، يجب أن نذهب إلى صفقة شاملة، ﻻ أن نتحدث عن انتصار ﻻ توجد لدينا خطة لتحقيقه، ويجب علينا أن نسارع إلى إنهاء الحرب، فليس لدينا ما نبحث عنه هناك، باستثناء الغوص عميقًا في الوحل".

وخلص العقيد احتياط رونين مانيليس، المتحدث السابق باسم الجيش اﻹسرائيلي، الى أن الحرب على غزة حاليًا بدون استراتيجية: "الجيش في وضع دخل به بعمق غزة بعيدًا عن أهداف الحرب وقدرته على اتخاذ قرار على التوجّه شمالًا بشكل سريع معقّدة جدًا، لذلك عندما تتخذ قرارات بشأن ما الذي يجب فعله في غزة، ومتى يجب التوصّل لصفقة حول المخطوفين فيجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية التدهور على الجبهة الشمالية.