بعد أيّام قليلة، لن يكون بمقدور طلبة "مدرسة الخان الأحمر الأساسيّة المختلطة"، الوقوف في الطابور الصباحيّ، والانتظام في الحصص الدراسية، فالمدرسة التي بدأت من اللاشيء مع قليل من الإطارات المطاطيّة والطين عام 2009، أصدر الاحتلال صباح الأحد (19 شباط/ فبراير) إنذارًا بإخلائها تمهيدًا لهدمها، مع 40 منزلًا شرق القدس المحتلة.
المدرسة التي بدأت من اللاشيء مع قليل من الإطارات المطاطيّة والطين، أصدر الاحتلال إنذارًا بإخلائها تمهيدًا لهدمها مع 40 منزلًا شرق القدس
بذريعة عدم الترخيص، كما يحدث دومًا، أنذرت سلطات الاحتلال السكّان البدو في منطقة الخان الأحمر، عبر إخطارات وزّعتها بعد اقتحام المكان، بإخلاء 40 منزلًا، ومدرسة، قبل الـ23 من شباط/ فبراير الجاري، تمهيدًا لهدمها.
ويدرس في المدرسة ما لا يقل عن 170 من طلبة التجمّعات البدوية في المنطقة، من الصفوف الأوّل وحتى التاسع، بعد أن كانوا يضطرون سابقًا للدراسة في مناطق بعيدة عن سكناهم لا تقل عن 20 كيلومترًا، وهو الأمر الذي يشكّل خطورة على حياتهم؛ فبجوارهم شارع رئيس، وسائقو المركبات كانوا يرفضون التوقّف لنقل الطلاب خشية مخالفات السير التي تفرضها شرطة الاحتلال. إضافة إلى المعاناة القاسية التي كان يتكبّدها الطلبة شتاءً؛ فالمنطقة تكثر فيها السيول والأودية.
وتدّعي سلطات الاحتلال أنّ المدرسة وإلى جانب البيوت في تلك المنطقة، مقامة في مناطق مصنّفة (ج)، يُمنع البناء فيها، علمًا أنّ نحو 30 عائلة تقطن تلك المنطقة قبل عام 1967، أي قبل احتلال إسرائيل للقدس والضفة الغربيّة.
ويهدف الاحتلال فعليًا، لإنهاء الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة، من خلال طرد سكّانها وترحيلهم، تمهيدًا لإقامة مشاريع استيطانية جديدة وربط أخرى قائمة، بالقدس المحتلة، فالمدرسة تقع شرق مستوطنة "معاليه أدوميم" التي تُعد من كبريات المستوطنات في الضفة الغربيّة، وعلى أراضي المشروع الاستيطاني (E1) الذي يعتزم الاحتلال تنفيذه.
وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، اعتبر أنّ قرار هدم المدرسة "إجراء تعسّفي مُمنهج، جاء بعد سلسلة اعتداءات متواصلة من مداهمات، وتخريب، وإخطارات هدم". وأكّد على أنّ "حق أطفال فلسطين في التعليم أقوى من جبروت الاحتلال، والطلبة سيتعلمون في الكرفانات والخيام وتحت الشجر".
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي، أطلقت العام الدراسيّ الجديد في آب/ أغسطس 2016، مبكرًا، وبشكل استثنائيّ من مدرسة الخان الأحمر.
اقرأ/ي أيضًا: