11-أكتوبر-2019

من الوقفة الاحتجاجيّة في يعبد | تصوير: محمد عتيق

احتجّ أصحاب مزارع "الدخّان العربي" ومنتجوه في ساحة المقاهي وسط بلدة يعبد جنوب غرب جنين مساء الجمعة، على ما قالوا إنّها "سياسات مجحفة" تهدد مصدر دخلهم الأساسي بعد القضاء على صناعة الفحم النباتي في المنطقة. 

       مزراعو التبغ العربي ومنتجوه في يعبد يحتجّون على "تضييقات الحكومة" وملاحقتهم في عملهم      

ويطالب أصحاب زراعة التبغ في يعبد، صنّاع القرار بتغيير "السياسات المجحفة" بحقّهم في ظل شح مصادر الري والطبيعة الوعرية لأراضي المنطقة التي يتهددها الاستيطان.

وقال عزيز زيد رئيس مجلس قروي نزلة الشيخ زيد في حديث لـ "الترا فلسطين" إنه لا بد من تنفيذ قرارات مجلس الوزراء المتعاقبة والتي تخدم زراعة التبغ، والعمل على إعادة تفعيل اللجان الفنية التي شكلت بموجب هذه القرارات، والوقوف على نتائج توجّه الحكومة والذي انبثق عنه إقرار الخطاب الموحد والذي حقق مصالح جميع ذوي العلاقة (وزارة الاقتصاد، المالية، الزراعة، الصحة، الشركات المحلية المصنّعة، والمستوردين والمزارعين) وضمن حقوق الحكومة في الإيرادات من التبغ المحلي.

كما طالب المحتجّون الحكومة بتخفيض سعر علبة السجائر للمنتج المحلي بما يحقق لها الدخل، واستيعاب المنتج المحلي، وإيقاف قرار التخفيض الحادّ لسعر علبة السجائر والذي أقر بستة شواكل، معتبرين أن ذلك يعد خطوة أولى للقضاء على زراعة التبغ.

وطرحت شركة سجائر القدس منتج "كابيتال" بسعر 6 شواكل في الأسواق، ويقول المزارعون إنه سيحوي نسبة لا تزيد عن 10% من تبغ مزارع يعبد، والباقي تبغ مستورد، وهذا السعر المنافس سيقضي على إنتاجهم في ظل سياسات ملاحقة التبغ العربي، وهو ما عدّوه إخلالًا باتفاق سابق يقضي بطرح منتج يعتمد أساسًا على تبغ يعبد.

وفي حديثه لـ "الترا فلسطين" أشار رئيس مجلس قروي نزلة الشيخ زيد، لوجود اتفاق سابق بتصنيع علبة سجائر من مزراع يعبد بعائد ضريبي للحكومة 17 شيكلًا، ويباع في الأسواق بقيمة 21 شيكلًا، لكننا تفاجأنا من إصدار علبة سجائر بقيمة 6 شيكل، وعائدها الضريبي 2.20 شيكل. 

كما دافع المحتجّون عن حقّ الفرد باستخدام التبغ المحلي بالطرق التقليدية المألوفة، وطالبوا بإعادة النظر في التعميمات والقوانين التي تمنع زراعة التبغ أو تغرّم أو تصف أهالي يعبد بالمهرّبين بسبب زراعة التبغ أو حيازته.

 

      رفض ممثلون عن جمعية التبغ، والاتحاد الزراعي، التضييقات ضد مزراعين التبغ في جنين    

وقال المزارع وليد عطاطرة لـ "الترا فلسطين": تظاهرنا اليوم ضد الاعتداء على رغيف خبزنا ولقمة عيشنا، جميع عائلاتنا تعمل في زراعة الدخان، وعلبة السجائر المطروحة في السوق تستهلك من محصول الدخان في جنين، ما يكبّد المزارع خسائر عالية. 

وتساءل عضو اتحاد المزارعين صالح عمارنة عن العائد المالي الذي يجنيه مجلس الوزراء من طرح علبة سجائر بقيمة 6 شواكل؟ مضيفًا أنّ هناك 20 ألف دونم مزروعة بالدخان العربي في المنطقة، وتنتج سنويًا نحو ستة آلاف طنّ من التبغ. 

واحتجّ المتظاهرون على ملاحقة الحكومة والأجهزة الأمنية لمزارعي الدخان العربي، تحت حجج "حملات أمنية" وملاحقة "عمليات التهريب". 

وطالب رئيس نقابة العاملين في تصنيع التبغ، محمد عرقاوي، الحكومة بإعادة النظر في الحملة ضد مزارعي ومصنّعي التبغ، خاصة أنّه يشغّل آلاف العاملين والمزارعين. 

وقال رئيس بلدية يعبد سائد الكيلاني، إنهم فوجئوا بمداهمة بيوت مزارعين من قبل الأجهزة الأمنية، بعد إبلاغهم أنّ الحملة تستهدف "السلاح المأجور والسيارات". مضيفًا أنّ وقفة اليوم تهدف للحفاظ على زراعة الدخان التي لا تنفصل عن يعبد، وتمثّل لقمة عيش أبنائها وبناتها. 


اقرأ/ي أيضًا: 

"مفاحم يعبد" تُلاحق إسرائيليًا.. لماذا؟

مستوطنات جنين.. هل هذا ما سنفعله بعد التحرير؟

الضفة الغربية: زراعة الدخان "عادي" وتجارته ممنوعة