اليوم، سنخوض مغامرة، وإن قررت الانضمام لنا، فأنصحك أن تختار/ي حذاءً رياضيًا وملابس مريحة، وحقيبة ظهر، فأنت على وشك خوض تجربة ستتركك متشوقًا لأخرى. هل أنت جاهز/ة؟

مسار "إبراهيم الخليل"، يهدف للتعربف بالحياة الطبيعية، والأسرية، الريفية والبدوية، في فلسطين، ويستهدف فئة الشباب   

يوم جديد يأتي حاملًا معه رياح المغامرة، يتحضر المشاركون ويجهزون حقيبتهم التي تحتوي الماء والفواكه، وعدة ساندويشات، فالطريق التي سيسلكونها ليست عادية!

قد تتساءلون عن أهميّة الفواكه! إنّها لتزويد أجسامنا بالطاقة التي نحتاجها لسلوك هذا المسار. ومع هذا فمن الأهمية ألّا تكون الحقيبة ثقيلة جدًا، لأن في كل خطوة سنققطعها، ستبدو الحقيبة أثقل. أمّا أنا فأكتفي عادة بحقيبة كاميرتي الخاصة، وقنينة ماء.

وإن كان لديك رهاب المرتفعات فبالتأكيد ستتجاوزه، وإن كنت ممن لا يبقون طويلًا في الطبيعة، فصدقني ستُغيّر رأيك! 

مسار "إبراهيم الخليل" ليس الأوّل من نوعه في فلسطين، ولكنه يختلف عن غيره من خلال التجهيز التام له، والعناية به. يهدف المسار للتعرف على الحياة الطبيعية، والأسرية، الريفية والبدوية، ويستهدف بالأساس فئة الشباب.

يمتدُّ المسار من قرية رمانة غرب جنين شمال الضفة الغربيّة، حتى بيت مرسم جنوب الخليل، بطول 321 كيلومترًا

يمتدُّ المسار من قرية رمانة غرب جنين شمال الضفة الغربيّة، حتى بيت مرسم جنوب الخليل، بطول 321 كيلومترًا، ويحتوي 73 بيت ضيافة، ويمر بـ53 مجتمعًا محليًا. وبدأ العمل على تجهيزه منذ العام 2013، بالتعاون ما بين جمعية روزانا وجمعية الحياة البرية، ومركز سراج للبحوث والدراسات.

اقرأ/ي أيضًا: غزال الجبل الفلسطيني: ارحموني

مدير دائرة الشباب في المجلس الأعلى للشباب محمد الهيموني، أو كما يدعونه المشاركون "أبو الوليد"، روى لـ "الترا فلسطين" أن المسار يحتوي عدة مسارات مجتمعة، وجاءت التسمية من مسار سيدنا إبراهيم، ومع الوقت اكتفى الجميع بتسميته مسار "إبراهيم".

وإن كان لديكم الوقت الكافي، فأنصحكم أن تمشوا المسار كاملًا خلال 22 يومًا كما فعل العديد من المهتمين. وبالطبع إن كُنتم مثلي لا تملكون الوقت الكافي، فبإمكانكم أن تقطعوا المسار على مراحل متعددة.

مسار رمانة إلى برقين، يعدُّ من أجمل المسارات التي ستمر بها، والمفضّل لدي، وذلك للطبيعة التي تتمتع بها تلك المناطق، ومع هذا فهو من أكثر المسارات صعوبة، والوصول للنهاية لم يكن سهلًا كما اعتقدت، ولكن يتيح الفرصة للاستمتاع بالآثار القديمة.

أما المسار الذي أنصح به فهو مسار أريحا إلى بدو سطح البحر، وستكون أغلب المسافة التي ستقطعها من خلال منحدرات صخرية قاحلة، إلا أنّ المناظر الطبيعية تستحق! وبإمكانك أن تقطع المسار على مرحلتين، إن كنت تفضّل أن تمضي فترة أطول وأنت تتأمل الطبيعة.

 أيًّا كانت خطتك، فأعدك أنك ستكون سعيدًا جدًا، ما عليك فعله أن تتبع الإشارات. 

"مسار إبراهيم" يتيح لك مراقبة الحياة الطبيعية. ويذكر الدليل السياحي إبراهيم مشاعلة، أن فلسطين تحتوي نحو 2700 صنف من النباتات المكتشفة حتى الآن. وإن كنت هادئًا بما فيه الكفاية، فستكون محظوظًا بمراقبة عدة حيوانات برية، من بينها حيوان "الوبر الصخري"، الذي يعتقد بعض العلماء أنه ينتمي لعائلة الفيلة، وأيضًا لن تملّ مشاهدة الطيور المهاجرة سنويًا من أوروبا إلى أفريقيا، وبالعكس.

اقرأ/ي أيضًا: بالصور: رحلة إلى بيت لحم.. عجائب فلسطينية

أمّا إن كنت مهتمًا بالبيئة والمناخ وأثره على الغطاء الحيوي، فستكون تجربتك متنوعة حقًا، وسيكون بإمكانك أن تشاهد نباتات مختلفة من شجرة السواك الوحيدة في فلسطين، إلى شجرة "العشير" النادرة، والذي يروي مشاعلة أنه في الزمن الماضي كان الرجل يربط غصنين معًا قبل سفره، وإن عاد من سفره ووجد الرباط مفكوكًا فإن زوجته تخونه. 

يقول الهيموني إنّه وعلى الرغم من أن الجميع يهدد بعدم المشاركة مرة أخرى بعد المشي لساعات طويلة، إلا أنهم يعودون كلّ مرة، وذلك لما تضيفه المسارات من متعة التجربة الغنية علميًا وطبيعيًا وروحيًا، وتؤكد على هذا المشاركة عليا المصري، والتي عبرت عن رغبتها بالعودة مرة أخرى على الرغم من كل التعب الذي رافق الرحلة. 

لن تكتفي خلال المسار بالمشي فقط، بل ستتعرف على المجتمعات المحلية من قرية رمانة وبرقين شمالًا، وواد القلط والكلك في الوسط، وقريتي البرج وبيت مرسم في الجنوب، بالإضافة إلى تجربة غنية ومتنوعة من أنواع الطعام الفلسطيني التقليدي والذي تعتمد مكوناته على الموسم والطقس والمنطقة، ومن بينه خبز الطابون، والملتوت، والفريكة الخضراء.

التنوع الحيوي في فلسطين يجعلها غنية بالمناظر الطبيعة التي ستشاهدها، من الجبال في الشمال والجنوب، إلى البحر الميت والصحراء في الوسط. 

إن كنت مهتمًا بالمشاركة في أيٍّ من المسارات الموجودة في مسار إبراهيم، فمن السهل لك تحديد رحلتك من خلال الموقع الإلكتروني الذي تم إطلاقه، بالإضافة إلى اختيار الدليل السياحي لتلك المنطقة، أو الشركة السياحية التي ستقوم بتوفير رحلة لك، والتعرف على خارطة المسير، وتجارب الآخرين.

وعلى الرغم من أهمية كل هذه التحضيرات والخطط لجعل تجربتك غنية وممتعة، إلا أنّ الأهم يكمن في استعدادك لتجاوز كل مخاوفك، وأن تكتشف جوانب أخرى من شخصيتك، فربما ستكون أنت من يصل إلى نهاية المسار أولًا..

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قطار غزة... هل يعود لنفث دُخانه؟

الوقائي يحقق بتسريب أراض للاحتلال في أريحا

واد النيص.. فريق العائلة الفلسطينية الواحدة!