27-سبتمبر-2023
مليشيا مستوطنين في شمال الضفة

مستوطنون يقطعون الطريق قرب بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية | تصوير ناصر اشتية

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشفت إذاعة جيش الاحتلال، صباح الأربعاء، أن المستوطنين في شمال الضفة الغربية شكلوا ميليشيا جديدة مستقلة، ستعمل على امتداد الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستوطنون في شمال الضفة، ويزعمون أنها تهدف إلى "مكافحة أعمال رشق الحجارة التي يقوم بها الفلسطينيون".

مصدر في الجيش الإسرائيلي قال إن المليشيا لن تقود إلى تعزيز الشعور بالأمن الشخصي، بل سيكون لها مفعول عكسي، وستقود إلى "تصاعد الإرهاب"

وأوضحت إذاعة الجيش، أن المستوطنين يقولون إن الجيش ودورياته لا يستطيعون توفير الشعور بالأمان المطلوب، ولذلك قرروا تشكيل هذه الميليشيات، وأن يكون الانضمام إليها تطوعيًا، على أن تعمل من كفار سابا داخل الخط الأخضر حتى نابلس، مؤكدة أن هذه الميليشيات تضم عناصر مسلحة.

ونقلت عن مصدر في الجيش قوله، إن المستوطنين بادروا لتشكيل هذه الميليشيا بدون أي تنسيق مع الجيش، مؤكدًا أنها لن تقود إلى تعزيز الشعور بالأمن الشخصي، بل سيكون لها مفعول عكسي، وستقود إلى "تصاعد الإرهاب" وفق تعبيره.

وهذا التحذير ليس الأول من نوعه على لسان جهات إسرائيلية، فقد حذر "الشاباك" في بداية شهر آب/أغسطس أن الاعتداءات الإرهابية التي ينفذها المستوطنون تؤدي إلى تصاعد أعمال المقاومة الفلسطينية، ليتلقى إثر ذلك انتقادات من قيادة اليمين الإسرائيلي، ومن داخل الائتلاف الحكومي.

وعلق الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، أن تشكيل هذه الميليشيا يأتي في إطار استراتيجية ينفذها المستوطنون بالتدريج وتقوم على نشر أكبر عدد من المستوطنين المسلحين في أرجاء الضفة الغربية، سواءً في التلال والجبال أو في الشوراع الالتفافية، ليكونوا قادرين على تنفيذ اعتداءات يومية على امتداد أكبر بقعة جغرافية ممكنة، لإجبار الفلسطينيين على تجنب الاقتراب من هذه المناطق أو الشوارع، وفي المقابل تشجيع المزيد من الإسرائيليين على التوافد للسكن في المستوطنات، والمشاركة أيضًا في الجولات الاستيطانية الميدانية.

وأكد أنس أبو عرقوب كذب مزاعم المستوطنين بأن هذه الميليشيا تهدف إلى التصدي لأعمال الرشق بالحجارة، خاصة أن هذه الأعمال ليست منظمة ولا يمكن توقعها سلفًا، ولا يستمر تنفيذها لوقت طويل، بل تهدف إلى تنفيذ هجمات إرهابية جديدة على الفلسطينيين في الشوارع الالتفافية، وهي الهجمات التي تشهد تصاعدًا كبيرًا في العامين الأخيرين أثناء تنقل الفلسطينيين بين المدن.