في معرض الصناعات الوطنية في قاعة بلدية البيرة، منتجاتٌ فلسطينيةٌ من صناعات ثقيلة كالحجر والبتروكيماويات والبلاستيك، وأخرى مشغولات يدوية صنعتها سيدات فلسطينيات في مشاغل صغيرة داخل منازلهن.
تنتج مي سنان معقمات بعدة أحجام، إضافة إلى "جل" مرطب للجسم، وماء ورد، وأقنعة طبيعية للحفاظ على نضارة الوجه، وتؤكد أنها تنوي إنتاج سلسلة منتجات طبيعية أخرى متنوعة تفيد الصبايا والشباب
مي سنان (31 عامًا) حضرت من مدينة جنين لتعرض منتجات طبيعية تعدها من خلاصة نبتة "الألوفيرا". تتباهى مي بأنها تزرع هذه النبتة لديها في الأرض ثم تأخذ الخلاصات منها لاستخدامها في صناعة عدة منتجات، في مشروعها الذي بدأت به قبل عام ونصف، خلال جائحة كورونا، حيث ظهرت حاجة السوق الفلسطيني للمعقمات، مبينة أن أول منتج لها هو معقمات طبيعية من "الألوفيرا" بروائح الياسمين والليمون، بمساعدة أطباء وصيادلة.
تنتج مي سنان معقمات بعدة أحجام، إضافة إلى "جل" مرطب للجسم، وماء ورد، وأقنعة طبيعية للحفاظ على نضارة الوجه، وتؤكد أنها تنوي إنتاج سلسلة منتجات طبيعية أخرى متنوعة تفيد الصبايا والشباب.
ونبتة "الألوفيرا" فهي نبتة طبيعية من العصاريات، والمادة الموجودة فيها تساعد على قتل البكتيريا والفطريات وهي مادة فعالة للجسم، وتساعد بقوة في الشفاء من الحروق أيضًا.
مقابل زاوية مي سنان بمشروعها الصغير الطموح، توجد الشركة الفلسطينية للزيوت المعدنية، وهي الشركة الأولى والوحيدة في فلسطين التي تصنع زيوت السيارات.
يقول المهندس محمد الشريف، إنهم يصنعون الزيوت معدنية بمختلف أنواعها من زيوت سيارات وزيوت شاحنات ومعدات وآلات، وذلك في بلدة بيت كاحل في مدينة الخليل.
وبين محمد الشريف، أن المصنع تأسس عام 1998 وظل على شراكة مع شركة توتال الفرنسية حتى عام 2011، والآن يعمل المصنع بشكل منفصل باسم "بتروبال" وقد بلغت خبرته 24 سنة.
منتجات شركة "بتروبال" لا تحظى بأي دعم حكومي، والمؤسسات الفلسطينية والحكومية لا تشتري جميع احتياجاتها من الزيوت من منتجاتها
وقال: "نشارك في المعرض للترويج للمصنع ونوصل فكرة أن هناك مصنعًا فلسطينيًا ينتج زيوتًا بجودة عالمية، وحاصلٌ على عدة جوائز عالمية، ونوصل فكرتنا ليس فقط إلى من يستخدم الزيوت بل لكل فلسطيني حتى يفخر أن لديه مصنع يصنع زيوت بجودة عالمية".
وأكد المهندس محمد الشريف أن هناك إقبالاً على منتجاتهم في السوق الفلسطيني، إلا أن التحدي الذي يواجههم يتمثل في الزيوت المستوردة وقناعة الناس بجودتها، "رغم أن بعض هذه الزيوت بمواصفات منخفضة وتباع على أنها بجودة عالية وبأسعار أقل من سعر منتجاتنا" وفق قوله.
وأضاف الشريف أن منتجات شركة "بتروبال" لا تحظى بأي دعم حكومي، والمؤسسات الفلسطينية والحكومية لا تشتري جميع احتياجاتها من الزيوت من منتجاتها. هذا عدا عن عدم توفر المواد الخام، واضطرارهم لاستيرادها من الخارج، أحيانًا من "إسرائيل"، وفي أحيان أخرى من تركيا والسعودية والصين واليابان، وفق للسعر الأنسب لهذه المواد.
وضم معرض الصناعات الوطنية أيضًا زاوية "شغل الخليل"، وهي زاوية يتشارك فيها 18 مصنعًا للجلود من مدينة الخليل، وهذه المصانع تنتج الأحذية والحقائب للرجال والنساء والأطفال "من أجود الأنواع والتي تنافس المنتجات العالمية" بحسب وليد العجلوني.
وأوضح وليد العجلوني، أن هناك إقبالاً على المنتج الفلسطيني المصنع لديهم، وهناك من يطلب خصيصًا المنتج الخليلي بسبب جودته العالية، "ولكن بشكل عام دومًا الناس تفضل المستورد لأن أسعاره أقل".
سألنا وليد العجلوني: ماذا أسعار منتجاتكم لا تنافس المستورد؟ فأجاب بأن المواد الخام لديهم مستوردة وتكلفتها عالية، هذا عدا عن قلة الأيدي العاملة لديهم.
وكان وزير الاقتصاد خالد العسيلي قد صرح خلال افتتاح المعرض أن حصة السوق من المنتج المحلي ارتفعت من 25% إلى 43%، "وهذا دليل على جودة الصناعة ونشاط القطاع الخاص الفلسطيني" وفقًا للعسيلي.
وأوضح العسيلي، أن رفع حصة المنتج الوطني بنسبة 2% سنويًا سيوفر خمسة آلاف فرصة عمل جديدة، مضيفًا أن المصانع الفلسطينية اليوم تعمل بأحدث تكنولوجيا في العالم.
أوضح العسيلي، أن حصة السوق من المنتج المحلي ارتفعت من 25% إلى 43%، كما أن رفع حصة المنتج الوطني بنسبة 2% سنويًا سيوفر خمسة آلاف فرصة عمل جديدة
جدير بالذكر أن أكثر من 20 ألف منشأة صناعية عاملة في فلسطين، تشغل نحو 116 ألف عامل، وتحقق حوالي خمسة مليارات دولار سنويًا. ويساهم القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي بحدود 12%، بحسب ورقة حقائق صادرة عن وزارة الاقتصاد الوطني.
وانطلقت فعاليات معرض المنتجات الفلسطينية 2022، يوم الأحد الماضي، في مدينة البيرة. وتشارك 60 شركة ومنشأة فلسطينية في المعرض حتى نهاية الأسبوع الحالي، وتمثل فرصة لتبادل الخبرات والخدمات في شتى القطاعات الصناعية.
