21-ديسمبر-2023
مقال في جيروساليم بوست: إسرائيل على حافة زلزال سياسي بعد حرب غزة

أحدث استطلاعات الرأي تظهر تقدم بيني غانتس وكتلته على بنيامين نتنياهو كتلته | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

قال الصحفي الإسرائيلي هيرب كينون، في مقال نشرته صحيفة "جيروساليم بوست"، إن "إسرائيل تقف على حافة زلزال سياسي. ومثل كل الزلازل، أنت لا تعرف بالضبط متى ستقع، لكنك تعلم أنها قادمة"، مؤكدًا أن عملية طوفان الأقصى أحدثت تحولاً في المشهد السياسي الإسرائيلي.

المتابع لا يحتاج أن يكون عالم اجتماع لامع ليشعر أن شيئًا دراماتيكيًا قد تغير في المجتمع الإسرائيلي، وأن إسرائيل في 20 كانون ثاني/ديسمبر ليست هي إسرائيل في 6 تشرين أول/أكتوبر

وأضاف هيرب كينون في مقاله، أن المتابع لا يحتاج أن يكون عالم اجتماع لامع ليشعر أن شيئًا دراماتيكيًا قد تغير في المجتمع الإسرائيلي، وأن إسرائيل في 20 كانون ثاني/ديسمبر ليست هي إسرائيل في 6 تشرين أول/أكتوبر، فقد تضررت ثقة الإسرائيليين بأنفسهم، وتراجع إحساسهم بالأمن، وتحطمت ثقتهم في قادتها السياسيين والعسكريين.

ورأى كينون، أن الكراهية المشتعلة تجاه حركة حماس، يرافقها غضبٌ شديدٌ تجاه الحكومة، وتساؤلاتٌ "كيف فشلت إسرائيل هذا الفشل الذريع"، مبينًا أن أحد المؤشرات على هذا الغضب، امتناع وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست عن الظهور علنًا، وامتناع أغلب السياسيين البارزين عن زيارة الجنود الجرحى في المستشفيات أو حضور الجنازات، وهذا يعود إلى القلق من ردود الفعل التي سيقابلونها.

وتابع: "سيكون من المستحيل على الحكومة أن تتجاهل هذا الغضب الذي سيتحول حتمًا إلى سيل من الاحتجاجات والمظاهرات عندما تتضاءل حدة القتال في غزة ويعود جنود الاحتياط من غزة". وأشار إلى أن نتنياهو يواصل تجاهل أسئلة الصحفيين حول ما سيفعله بعد الحرب وإن كان سيتنازل عن الحكم، ما يوحي أنه لن يفعل.

وأشار هيرب كينون في مقاله إلى إن أسرائيل واجهت "كارثة" مماثلة للتي تحدث الآن، وكانت بعد حرب تشرين 1973 "التي قلبت "المجتمع الإسرائيلي" رأسًا على عقب، وحينها، في الانتخابات التي أجريت بعد شهرين فقط من الحرب، خسر حزب العمال الحاكم بقيادة غولدا مائير خمسة مقاعد، بعدما كان قد حكم إسرائيل منذ إنشائها حتى تلك السنة، وفي المقابل، حصل حزب الليكود -الذي ينتمي إليه مناحيم بيغن- على سبعة مقاعد

وأوضح كينون، أن غولدا مائير استقالت من رئاسة الوزراء بعد بضعة أشهر من حرب تشرين، وانتخب اسحق رابين زعيمًا لحزب العمال، وتولى رئاسة الوزراء، لكن قبل أن تنهي حكومته فترة ولايتها، وتحديدًا في عام 1977، عادت "إسرائيل" إلى صناديق الانتخابات، "واجتاحت إسرائيل إعادة تنظيم سياسي، فبعد عقود من سيطرة حزب العمل على السلطة، انتهى كل ذلك وبدأت سيطرة مناحيم بيغن وحزب الليكود على السياسة لعقود بعد ذلك".

وتابع: "مثلما ساعدت حرب تشرين 1973 في بدء سيطرة بيغن وحزب الليكود على السياسة الإسرائيلية حتى الآن، فإن من الإنصاف التنبؤ بأن إخفاقات تشرين 2023 ستؤدي إلى نهاية قبضة الليكود الطويلة على السلطة".

وأكد هيرب كينون، أن معركة طوفان الأقصى "لن تدفع إسرائيل باتجاه اليسار، لكنها ستؤدي إلى شيء مختلف، وستتغير الكوكبة السياسية في كل البلاد، وستكون هناك تحولات دراماتيكية داخل كتل اليمين واليسار والوسط، رغم أن الفروق بين هذه الكتل قليلة في الأصل" حسب قوله.