الترا فلسطين | فريق التحرير
واجه محمود عثمان مشكلة في تراجع إقبال الزبائن على مقهاه في مدينة غزة، فقرر إضافة خدمة "كزا ميزا فيش" إلى جانب الأرجيلة والمشروبات الباردة والساخنة، وهذه المرّة مستعينًا بالمئات من أسماك "غارا روفا" المعروفة بالسمك الطبيب.
مقهىً في غزة يستعين بالأسماك لمواجهة الركود!
فالآن صار بإمكان زبائن المقهى الجلوس في قسم "باديكير السمك" المُضاء بأضواء نيون زرقاء، رافعين سراويلهم إلى الركبة، بعد أن يغمسوا أقدامهم في أوعية زجاجيّة تاركين للسمك مهمّة قضم الجلد الميّت من على أقدامهم.
يقول محمود إنه خرج بالفكرة لإنقاذ أعماله في غزة المحاصرة، بعد أن شاهد مقاطع فيديو لسيّاح في تركيا يُقبلون على باديكير الأسماك، وهم يجلسون لتناول الشاي وتصفّح رسائلهم.
واستورد الشاب محمود عثمان المئات من سمكة غارا روفا (السمك الطبيب)، وهو نوع من أسماك المياه العذبة الصغيرة، وذلك بعد شهر من العمل للحصول على الموافقات الإسرائيلية للسماح بدخول هذا النوع من السمك للقطاع المحاصر.
أسماك غارا روفا تُخلّص القدمين من الجلد الميّت
ويتراوح عدد الزبائن الذين يرتادون هذا القسم في مقهاه، بنحو 30-40 زبونًا يوميًا، رغم أنّ جلسة "باديكير السمك" التي لا تتجاوز نصف ساعة، تُكلّف صاحبها 30 شيكلًا، أي ما يعادل ثمانية دولارات أمريكية، وهو مبلغ مرتفع، وفقًا للأوضاع الاقتصاية الصعبة، وارتفاع معدّلات الفقر والبطالة.
ورغم تحذيرات خبراء صحة دوليين من أنّ العلاج فيما يتعلق بباديكير الأسماك قد ينطوي على مخاطر صحية منها الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسات والطفيليات المنقولة بالدم. إلّا أنّ عثمان يقول إنه يدرك ذلك، ولديه إجراءات صارمة لتطهير الأوعية الزجاجية من خلال إعطاء الأسماك فترة راحة نصف ساعة بعد كل جلسة، كما أنه يطلب من زبائنه غسل أقدامهم مرتين، واستخدام معقّمات قبل غمس أقدامهم.
اقرأ/ي أيضًا:
المقهى.. من الشّعبي إلى الطبقي
صور | "رستو كافيه" في غزة.. كيف دخلت رغم الحصار؟