للعام الثاني على التوالي، انطلقت فعاليات ملتقى فلسطين للترجمة، من المكتبة الوطنية الفلسطينية في سردا قرب رام الله، تحت شعار "فلسطين: الحضارة وتواصل المعرفة"، إذ ستستمر لمدة أسبوع في مختلف محافظات وجامعات الضفة الغربية.
يستضيف المشروع الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية ومنشورات المتوسط/ميلانو 11 ضيفًا، ما بين كتّاب أجانب ومترجمين وأصحاب دور نشر، بالإضافة لمجموعة كبيرة من المترجمين والكتاب الفلسطينيين، ليتحدثوا جميعًا حول الأدب والفكر العالمي، كما عن آفاق الترجمة وأهميتها، وضرورة حضور فلسطين معرفيًا في حركة الترجمة عالميًا.
"منشورات المتوسط"، ووزارة الثقافة، تنظمان ملتقى للترجمة يستضيف كتابًا أجانب ومترجمين وأصحاب دور نشر
من بين أبرز المدعوين للمشاركة في هذه الدورة، الأكاديمي الإيراني حميد دباشي، لكنه اعتذر في اللحظات الأخيرة عن المشاركة "بسبب ظروف خاصة" كما علمنا. والدباشي تُرجم كتابه "أحلام وطن عن السينما الفلسطينية" عن دار المتوسط وأُطلق في حفل الافتتاح يوم الأحد، وهو كتاب من تقديم إدوارد سعيد، ويتحدث عن الأهمية الاجتماعية والفنية الاستثنائية للسينما الفلسطينية، كُتب على غلافه الخارجي: "يعد هذا الكتاب المبحث الوحيد من نوعه في أي لغة كانت".
اقرأ/ي أيضًا: الناصري: لا أحد يدعم شرق المتوسط.. و"الأدب أقوى" مستمر
بالإضافة للدباشي، يشارك العديد من الروائيين والمترجمين العالميين، مثل: جوزيبه كاتوتسيلا، وهو كاتب وصحفي إيطالي، كتب العديد من المجموعات القصصية والروايات الاستقصائية مثل "لا تقولي إنك خائفة" التي صدرت عن دار المتوسط. كما تشارك الروائية البلغارية إيرينا بابنشيفا، صاحبة رواية "ريشة طائر البجع" ورواية "شبه عاطفي".
من بريطانيا يشارك الصحفي والناقد الشهير جوناث انرايت، وهو واحد من أبرز المترجمين من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، فقد ترجم ليوسف زيدان وأمجد ناصر ورشا الأمير وحسن بلاسم وحمور زيادة. كما يشارك الباحث والمترجم التونسي عز الدين عناية، الذي يترجم من الإيطالية والفرنسية، وكان قد صدر له في الترجمة، "تخيّل بابل" لماريو ليفراني، و"علم الأديان" لميشال مسلان.
أما باقي المشاركين فهم "لوز غوميس غارسيا" من إسبانيا، وايمانويل فاليري من فرنسا، ودنى غالي المقيمة في الدنمارك، ورا بيج صاحب دار النشر ابريطانية "كالا برس"، وبير بيرغستروم من السويد.
ما هي الخطوات العملية التي تسعى وزارة الثقافة الفلسطينة لاتخاذها في سبيل ترجمة فلسطين معرفيًا للعالم؟ وجهنا هذا السؤال لوزير الثقافة إيهاب بسيسو، فقال: "على مدار عامين، منذ استلمت وزارة الثقافة وهناك اهتمام شخصي بتنمية فعل الترجمة في فلسطين ونقل الإبداع الفلسطيني إلى فضاءات عالمية، رغم التحديات التي نواجهها وضعف الموازنات".
وزير الثقافة: نسعى إلى مأسسة فعل الترجمة، وإعادة الاهتمام بحركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى وبالعكس
وأوضح بسيسو لـ الترا فلسطين أن تطبيق هذه الرؤية كان عن طريق الشراكات مع دور النشر الفلسطينية والعربية، كما أن الوزارة في العام الماضي ترجمت مجموعة من الكتب مثل السيرة الذاتية لفدوى طوقان التي كتبها محمود شقير.
اقرأ/ي أيضًا: عدنان الصائغ: الشاعر يبقى مرتدًا ومتمردًا
وأضاف أن الهدف وراء هذا الملتقى هو مأسسة فعل الترجمة، وإعادة الاهتمام بحركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وبالعكس، مؤكدًا على نجاح ملتقى الترجمة، ومدى النمو والتطور عليه منذ العام السابق، "فمن 5 ضيوف حضروا عام 2017 للملتقى أصبح عددهم اليوم 11 ضيفًا".
من جانبه، أوضح مؤسس منشورات المتوسط خالد الناصري لِـ الترا فلسطين أن هذه الفعاليات - وهي جزءٌ من مشروع الترجمة - تسعى بالأساس لجعل هؤلاء المبدعين يرون فلسطين على أرض الواقع، ويلامسوا حياتها اليومية، كما يسعى لجمع الكتاب والناشرين من حول العالم مع الكتاب والمبدعين الفلسطينيين.
وأكد الناصري أن الدار تملك الجهد والحيوية اللازمة لإطلاق مشاريع تسعى لترجمة فلسطين، إلا أنها لا تملك الإمكانيات المادية اللازمة، ومن هنا تأتي أهمية الملتقى، من أجل انخراط ناشرين آخرين ومؤسسات في مشروع ترجمة فلسطين أدبًا وأكاديميًا.
مُؤسس منشورات المتوسط: نملك جهدًا لإطلاق مشاريع تسعى لترجمة فلسطين لكن ليس لدينا الإمكانيات المادية اللازمة
فيما أكدت الكاتبة والمترجمة دنى غالي لِـ الترا فلسطين على ضرورة ترجمة الأدب الفلسطيني للغة الدنماركية على وجه الخصوص، بسبب ندرة الأعمال الفلسطينية المترجمة لهذه اللغة، مبينة أن الأدب هو الأقدر على إيصال تفاصيل القضية الفلسطينية للعالم، في ظل الاهتمام المتزايد بالخطوط العريضة، وإهمال حيثيات القضية وتفاصيلها.
وأضافت غالي، "اكتشفت - ولو متأخرًا - ضرورة دخول الكاتب العربي لفلسطين، وهو ما تفعله هذه الفعاليات والملتقيات، لأن من يشاهد الشارع الفلسطيني سوف يعود وفي رأسه مادة سيكتبها في يوم من الأيام".
يذكر أن وزارة الثقافة الفلسطينية عقدت شراكات أخرى مع مجموعة من دور النشر ومراكز الأبحاث، منها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، وقد نتج عن هذه الشراكة ترجمة كتاب "إسرائيل والأبارتهايد: دراسات مقارنة" من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، وهو كتاب من تحرير هنيدة غانم، وعازر دكور، شارك في كتابته مجموعة من المؤلفين.
اقرأ/ي أيضًا:
ربعي المدهون: الثقافة العراقية أفادتني في القصة القصيرة
أنور حامد: مازلت مراهقًا.. ولا أعترف بالخطوط الحمراء
أبو هشهش: المشهد النقدي العربي بائس ووزارات الثقافة لسد الفراغ