21-ديسمبر-2016

يعتمد السوق المحلي الفلسطيني مؤخرًا على عارضي وعارضات الأزياء الفلسطينيين، كوسيلة جذب جديدةٍ عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وإن كنت من محبي الموضة، وتتابعها بكثافة وتنتظر كل ما هو جديد في المحلات القريبة منك، فإنك ستكون على معرفةٍ تامةٍ بعارض/ة الأزياء المفضل/ة لك.

يستخدم التجار عارضي وعارضات أزياء فلسطينيين لأن المستهلكين يفضلون رؤية وجهٍ عربيٍ على الملابس التي يشترونها

وأن تكون مؤهلاً لعرض ملابس مختلفة، وتشعر بالراحة أمام الكاميرا، ليس بالأمر السهل، فالتحضيرات التي يمر بها العاملون في هذا المجال، تحتاج لوقتٍ من "التعوّد" على عدسات الكاميرا، كما يقول المصور محمد حسين.

اقرأ/ي أيضًا: الختامة.. فرحة اندثرت في نابلس

يقول محمد لـ"ألترا فلسطين"، إن الصورة المناسبة بإمكانها أن تجلب الكثير من الأرباح للتاجر، والمحلات الكبيرة تعي أهمية استخدام فلسطينيين لعرض ملابسهم، "فالتجربة أثبتت أن صور الملابس التي يتم عرضها عبر عارضات أزياء فلسطينيات، ومختومة باسم محل الملابس، تساعد على ترويج الملابس بشكلٍ أكبر".

يقول عارض الأزياء محمود دويكات من نابلس (20 عامًا)، "كان لدي قطعة ملابس في المحل لم أتمكن من بيعها، فقررت ارتداءها يوميًا على العمل وعرض صوري بها، وتم بيع القطعة بشكلٍ أسرع مما توقعت".

يفضّل أصحاب المحلات أن يحصلوا على مصورٍ وعارضة أزياء من أجل ملابسهم، بدل استخدام "المليكان" أو صور "الكاتلوجات"، لأن ذلك يميّز المحل دون غيره. فالملابس القادمة من تركيا أو الصين هي ذاتها لجميع الوكلاء، فتكون صور العرض الخاصة هي ما يميز كل محلٍ عن الآخر.

عارضة الأزياء سالي فريتخ من القدس، تقول إنها بدأت استخدام هذا الأسلوب منذ خمس سنواتٍ تقريبًا بشكلٍ بطيء، وكان من الصعب الحصول على عارض/ة أزياء آنذاك، مضيفة، "حاليا هناك عدة أسماء معروفة في عالم الأزياء الفلسطيني".

سالي بدأت مسيرتها منذ العام 2011 صدفةً، وذلك بعد أن تطوعت لعرض ملابس لصديقٍ يملك محلًا، ومن ثم انطلقت في هذا المجال لتكون من أوائل عارضات الأزياء في فلسطين.

بداية سالي لم تختلف عن بدايات عارضي الأزياء الرجال أيضًا، فالشاب أنعم نوح (26 عامًا) من رام الله، بدأ مسيرته حينما عرض ملابس للمحل الذي يعمل به، "في البداية، الأمر كان محرجًا نوعًا ما، ولكنني أحببته لاحقًا".

 زميلهما دويكات، بدأ مسيرته صدفة أيضًا، بعد أن عرض ملابس للمحل الذي تملكه عائلته، يقول: "قمت بحمية وتدريبات قاسية، حتى أحصل على جسم مناسب لعرض الأزياء"، مضيفًا، "هاي الشغلة كثير حلوة، بس بدها تعب".

عرض الأزياء باعتباره خطًا جديدًا في فلسطين؛ لم يستطع إلى الآن تكوين قاعدة عاملين كبيرة، ولكنه بالتأكيد حصل على قاعدة جماهير واسعة. ويوضح المصور محمد حسين، "ليس هناك نمط معين من عارضات الأزياء في فلسطين، يكفي أن تملك مهارة عرض الأزياء والتكيّف مع الكاميرا.. على عارضي وعارضات الأزياء أن يتمكّنوا من عملهم، لترويج قطع الملابس".

وبالحديث إلى عددٍ من المصورين وعارضي الأزياء، تبين أن أغلب العارضات من القدس، لكن مؤخرًا يتزايد إقبال الفتيات من رام الله على هذا المجال، وتحديدًا المحجبات.

وتشير المعطيات أيضًا إلى أن المحلات الكبرى هي الأكثر اهتمامًا باستخدام عارضي أزياء فلسطينيين، ومقر هذه المحلات رام الله، كما تشهد نابلس إقبالاً متزايدًا تدريجيًا على الأمر ذاته، فيما لا يزال الإقبال ضعيفًا في الخليل.

وتفضل المحلات الكبرى استخدام مصورين وعارضي أزياء متخصصين، أما المحلات الأقل شهرةً فبدأت مؤخرًا بتكليف موظفين أو أقارب لعرض الأزياء.

أغلب عارضات الأزياء من القدس وهناك إقبالٌ متزايدٌ مؤخرًا من المحجبات على هذا المجال

الانتقادات التي يتعرض لها العاملون في هذا المجال بدأت جارحة، ونزلت شديدة الوطأة على العارضات تحديدًا، لكنها لم تستمر طويلًا. تقول سالي: "في البداية كنت أبكي بسبب التعليقات الجارحة، ولكن خلال السنوات الأخيرة تغيّرت وجهة نظر الناس كثيرًا، وبدأوا يتقبلون هذا العمل، بل ويدعمونه".

"وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور في تعزيز هذا النوع من العمل، لأن الهدف الأساسي من الصور عرضها عبر المنصات الإلكترونية"، يقول المصور محمد. ويؤكد ذلك نوح قائلًا: "كوني صاحب محل ألبسة، وعارض أزياء فإني أرى أن هذه الوسيلة هي من أكثر الوسائل نجاعة في الترويج للملابس. الناس تحب أن ترى ملابسها التي ستشتريها على أناس يشبهونهم في الثقافة والعادات".

ويشير نوح إلى أن العمل في هذا المجال ليس مربحًا، على الرغم من أنه يدر أرباحًا كبيرةً على التجار. وعادةً تتواصل المحلات مع المصورين الذين لديهم عدد من عارضات الأزياء. يقول محمد: "يعتمد العمل حاليًا على العلاقات الشخصية، فلكل مصورٍ عارضة أزياء يفضل العمل معها". فيما يرى دويكات أن دور المصور مهم جدًا، فهو لديه القدرة على توجيه عارضة الأزياء، وعرض القطعة بشكلٍ جذاب. 

اقرأ/ي أيضًا: 

نظّارتي الطبيّة.. صديقتي التي أكره!

"ببغاء" فيلم يحكي الوجع الفلسطيني

هذا ما تبقى من أكلات فصل الشتاء