02-فبراير-2024
نظرية المؤامرة تطارد الشاباك

رئيس الشاباك رونين بار برفقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

الترا فلسطين | فريق التحرير

دافع قادة جهاز الشاباك وجهاز الموساد في إسرائيل عن ضابط كبير في "الشاباك" بعد اتهامه بالتجسس لصالح حركة حماس، محذرين من أن هذه الاتهامات تندرج في إطار "نظرية المؤامرة، وتلحق بنا الضرر". هذا الاتهام أطلقته عضوة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تالي غوتليب، وهو جزءٌ من سياق عام يشارك فيه أعضاء كنيست ومسؤولون إسرائيليون بتوجيه الاتهامات للمؤسسة الأمنية والعسكرية بأنها تحتوي " جواسيس".

هاجم وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، عضو الكنيست تالي غوتليب بعد هذا الاتهام، وقال إنها "تلحق الضرر بأمن الدولة عن قصد عندما تتحدث عن أمور وهمية بدون سبب"

الضابط المتهم تلميحًا بالتجسس لصالح حماس، هو أحد أكبر ضباط الشاباك، وزوجته من بين كبار منظمي التظاهرات ضد "الإصلاحات القضائية" في العام الماضي، قبل عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، وبسبب هذا الدور، تم تسريب هوية الضابط، رغم أنها يجب أن تظل طي الكتمان وفق الإجراءات المتبعة في إسرائيل.

ومن على منبر الكنيست، تساءلت غوتليب وهي توجه حديثها لقادة الشاباك والموساد: "أين كنتم؟ أين اختفيتم؟ أين أجهزة التجسس الإسرائيلية الهائلة التابعة لدولة إسرائيل؟ أين المعلومات الاستخبارية التي تم تكليف الشاباك بجمعها؟ أين كنتم؟ وفي غزة كانت تدريبات مدفعية على مدار عام كامل. أين مجندات الاستطلاع  اللواتي قدمن بلاغات بشكل متكرر؟  أين كنتم؟ لماذا تخفون عن رئيس الحكومة معلومات أدت إلى حريق أكتوبر الكبير؟".

وتابعت: "لدي الكثير من الأسئلة لطرحها عليكم، وإلى ذلك الحين سأمتص الدماء المسفوكة على الشارع، لأن الدماء التي على يداي هي دماء المخطوفين، وأنا سأتحمل الادعاء بأن الحكومة هي المذنبة".

وهاجم وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، عضو الكنيست تالي غوتليب بعد هذا الاتهام، وقال إنها "تلحق الضرر بأمن الدولة عن قصد عندما تتحدث عن أمور وهمية بدون سبب. لقد أعادتني عشرات السنوات إلى الوراء، عندما كانت الادعاءات بأن الشاباك كان مسؤولاً عن مقتل رابين."

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن رئيس الشاباك رونين بار طلب من الوزراء إعلان تشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأن الجمهور مصدوم والشاباك أيضًا مصدوم، ويجب وضع نهاية لكل الأكاذيب ونظريات المؤامرة.

وعلق يرون أبراهام، المحلل السياسي في القناة 12، على مطلب رئيس "الشاباك" رونين بار بالقول إنه "طلب استثنائي جدًا يشير إلى المزاج المسيطر على رونين باراك وعناصر جهاز الشاباك الذين يجدون أنفسهم في ذروة الحرب يتعرضون للهجمات وتشويه السمعة من جانب مروجي نظرية المؤامرة".

وليس بعيدًا عن تصريحات غوتليب، وفي سياق نظرية المؤامرة ذاتها، جاءت تصريحات عضو الكنيست ألموغ كوهين للقناة 14، الذي تحدث عن واقعة تسلل شخص إلى قاعدة عسكرية حساسة في جنوب البلاد، والحصول على معلومات حساسة، وقال: "لدي سؤال، إذ كان المتسلل نقل المعلومات لجهات داخلية كما جاء في بيان المخابرات والجيش والشرطة حول الحادثة، فلماذا يتم التحقيق مع المتسلل في الوحدة القطرية للتحقيق في الجرائم الخطيرة والدولية، وهي وحدة لإجراء التحقيقات الدولية".

هنا، تدخل مذيع القناة 14 مقاطعًا كوهين، فقال: "عندما تتحدث بهذه الألغاز فإن الناس يربطون ذلك بالسابع من أكتوبر، فيفهمون أن هذه حادثة تتعلق بالخائن والجاسوس المفترضين الذين بسببهم حدث السابع من أكتوبر".

أجاب كوهين: "في البداية حماس جاءتنا وبحوزتها معلومات استخبارية بمستوى لا تخجل منه وحدة النخبة في الجيش. لقد جاءت وهي تملك معلومات استخبارية عالية الجودة، بمستوى من الدقة تتضمن مسافات الدبابات وقذائف الهاون والعثور على غرف حساسة. يدور الحديث هنا عن اختراق هو الأعمق الذي أصاب المنظومات الإسرائيلية، وكل من يريد التقليل من شأن هذا الحدث يُهين ذكاء الجمهور".

سأله المذيع: "لماذا يخفون معالم ذلك الحدث؟"، فأجاب ألموغ كوهين: "لأن الحادث مُحرج، وهو من أكثر الحوادث التي وقعت في إسرائيل إحراجًا، ومن الأكثر خطورة التي جرت في إسرائيل. يدور الحديث عن معلومات في أقصى درجات الحساسية، إنها معلومات أكثر حساسية من معلومات مفاعل ديمونا فيما يتعلق في يوم السابع من أكتوبر".

نظرية المؤامرة بدأت بالظهور في إسرائيل مباشرة بعد عملية طوفان الأقصى، وقد رأى مروجوها أنها السبب الرئيسي للفشل الاستخباراتي والعسكري الذي وقع يوم السابع من أكتوبر، إذ كانوا يتحدثون عن "خيانة من الداخل"

الصحفي والباحث في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، أوضح أن نظرية المؤامرة بدأت بالظهور في إسرائيل مباشرة بعد عملية طوفان الأقصى، وقد رأى مروجوها أنها السبب الرئيسي للفشل الاستخباراتي والعسكري الذي وقع يوم السابع من أكتوبر، إذ كانوا يتحدثون عن "خيانة من الداخل"، وأن مسؤولين أمنيين كبار كانوا على علم بأن حماس ستنفذ هجومًا ولكنهم أخفوا هذه المعلومات عمدًا بهدف الإضرار برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وابتزازه.

وبيّن أنس أبو عرقوب، أن أول استطلاع للرأي أجري بعد السابع من أكتوبر، وكان بتاريخ 16 تشرين ثاني/نوفمبر 2023، أظهر أن 18% من جمهور الاستطلاع يؤيدون الادعاء بأن "مسؤولين رفيعين في المؤسسة الأمنية كانوا على علم بالهجوم، لكنهم أخفوه عن رئيس الوزراء نتنياهو من أجل إيذائه".

ورأى أبو عرقوب، أن نظرية المؤامرة التي "باتت أداة سياسية يستخدمها أنصار بنيامين نتنياهو في وجه خصومه في المؤسسة الامنية والعسكرية".