الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أكد المؤلف والناقد الأدبي الإسرائيلي الشهير كوبي نيب، أن "حماس هزمت إسرائيل وبشكل كبير، وحققت أهدافها من عملية طوفان الأقصى". جاء ذلك في مقال نشره في صحيفة "هآرتس"، بعد 100 يوم من الحرب على قطاع غزة، محذرًا من أن الطريقة الحالية التي يتعامل بها قادة إسرائيل ستؤدي إلى الخراب.
"الحرب لم تنته بعد، ومن المشكوك فيه أن تنتهي على الإطلاق، ولكن يمكننا أن نقول بالفعل بكل يقين: لقد هزمتنا حماس وبشكل كبير"
وقال كوبي نيب: "الحرب لم تنته بعد، ومن المشكوك فيه أن تنتهي على الإطلاق، ولكن يمكننا أن نقول بالفعل بكل يقين: لقد هزمتنا حماس وبشكل كبير. وكيف يمكن تحديد من انتصر في الحرب حتى قبل أن تنتهي؟ يتم تحديد النصر في كرة القدم من خلال الفريق الذي سجل أهدافًا أكثر من هدف الخصم. لكن النصر في الحرب لا يقاس بأي دولة قتلت من عدوها عددًا أكبر من الناس، أو احتلت المزيد من الأراضي".
وأشار كوبي نيب إلى مقولة "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى" للجنرال كارل فون كلاوزفيتز في بداية القرن التاسع عشر، معتبرًا أن هذه المقولة مازالت صالحة حتى اليوم، "فالدولة تذهب إلى الحرب عندما تشعر أن محاولاتها لتحقيق أهدافها بالوسائل السلمية قد فشلت، وبعد ذلك تبدأ الحرب، عادة عن طريق غزو أراضي عدوها، لتحقيق أهدافها بالقوة، بالعنف، بالحرب".
وشرح كوبي نيب رأيه بالإشارة إلى حرب تشرين 1973، التي جاءت بعدما رفضت إسرائيل جميع مقترحات أنور السادات للسلام، "بسبب شعور الغطرسة" لدى الإسرائيليين، وهكذا، وفقًا لكوبي نيب، "لم يكن أمام أنور السادات خيار، من وجهة نظره، سوى بدء حرب ضد إسرائيل، وفي 6 تشرين أول/أكتوبر 1973، عبرت قواته قناة السويس واستولت على خط الدفاع الأول للجيش الإسرائيلي، ولم يكن السادات ينوي غزو إسرائيل أو تدمير شعبها، ولكن فقط لكسر عنادها".
وتابع: "في الحرب قُتل نحو 15 ألف مصري ونحو 2700 إسرائيلي، بل وتمكنت إسرائيل من صد الجيش المصري واحتلال أجزاء من الأراضي المصرية، لكن مصر انتصرت في الحرب، لأن بسبب الحرب، فقط بسبب الحرب، وافقت إسرائيل على ما لم توافق عليه من قبل وهو إعادة كامل شبه جزيرة سيناء للمصريين".
وقال كوبي نيب، إن الفلسطينيين منذ عام 1948 وهم يحاولون بطرق عديدة الحصول على قدر من الحرية والاستقلال، بما في ذلك قبولهم الاعتراف بوجود إسرائيل والتوقيع على تسوية سلمية معها، لكن كل هذه المحاولات فشلت، ورفضت إسرائيل السماح للفلسطينيين بأي شكل من أشكال الوجود المستقل أو الحرية، وأدارت الصراع، من وجهة نظرها، "على نار صغيرة"، هجوم هنا وعملية هناك، وهكذا اعتقدت أن الصراع سيستمر إلى الأبد.
ورأى كوبي نيب، أن عملية طوفان الأقصى التي جاءت بعد 50 عامًا من عبور خط بارليف أرادت حركة حماس منها تحقيق هدفين، الأول: تحطيم تصور إسرائيل وشعورها بالأمن، والثاني: إجبار إسرائيل على إنهاء القمع العسكري للشعب الفلسطيني وحل الصراع بالطرق السياسية، مضيفًا أن يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في غزة، يعرف جيدًا أن الفلسطينيين لا يستطيعون هزيمة إسرائيل بوسائل عسكرية "مقبولة"، ولذلك، لم يكن أمامه، ومن وجهة نظره، خيار سوى مهاجمة إسرائيل بالطريقة المروعة التي اتبعها".
وقال: "من وجهة نظر حماس، ومن وجهة نظر الفلسطينيين، كانت عملية طوفان الأقصى ناجحة وحققت كلا الهدفين"، مؤكدًا: "لقد هزمتنا حماس. لقد حطمت تمامًا الشعور بأمن إسرائيل ومواطنيها".
وأعرب عن أمله بالتوصل إلى وقف سريع للقتال، وعودة الأسرى بأمان، وإطلاق مفاوضات التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن، "وأي موقف آخر غير ذلك، مثل الذي يتحدث عنه قادة إسرائيل الآن، بل ويلجأون إليه، المتمثل في استخدام المزيد والمزيد من العنف والقوة، هو موقف يأس يقودنا جميعًا، إسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء، إلى مزيد من جولات القتل والدمار الذي لن يؤدي إلا إلى الذبح والقتل والدمار، وصولاً إلى الخراب" حسب قوله.