الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
رصدت صحيفة "هآرتس" في تقرير نشرته، الأسبوع الحالي، تشديد جيش الاحتلال قيوده على الأهالي في قرى مسافر يطا الثمانية جنوب الخليل، منذ قررت محكمة الاحتلال العليا في شهر أيار/مايو الماضي المصادقة على طرد سكان مسافر يطا، مبينة أن الحياة في المسافر "تغيرت بشكل كامل وأصبحت لا تطاق".
وأشارت "هآرتس" إلى أن الحياة في مسافر يطا كانت دائمًا في غاية الصعوبة، والبنى التحتية غير موجودة، لكن في الشهور الماضية انضمت لذلك عقبة جديدة "مخيفة"، وهي الحضور الدائم لجيش الاحتلال في المنطقة والتدريبات بالرصاص الحي، ونصب حواجز عسكرية بين القرى تعرقل حركة الأهالي، خاصة طلاب المدارس والمعلمين الذين يأتون لتعليمهم، كما يصادر جيش الاحتلال سيارات الأشخاص غير المسجلين كسكان في هذه القرى، وإغلاق الطرق أمامهم.
الحياة في مسافر يطا كانت دائمًا في غاية الصعوبة، والبنى التحتية غير موجودة، لكن في الشهور الماضية انضمت لذلك عقبة جديدة "مخيفة"، وهي الحضور الدائم لجيش الاحتلال في المنطقة والتدريبات بالرصاص الحي، ونصب حواجز عسكرية بين القرى تعرقل حركة الأهالي
وأضافت، أنه نتيجة لذلك، توقف الكثير من السكان عن التنقل عبر السيارات، وكما كان الوضع في السابق، فإنهم يتنقلون بطريقتين، إما الركوب على ظهر حمار أو مشيًا على الأقدام".
سليمان أبو عرام من قرية المجاز في مسافر يطا، أبٌ لعشرة أطفال أحدهم مريضٌ بالسكري، ولذلك فإنه يحتاج للذهاب إلى يطا بشكل دائم. يقول سليمان لهآرتس: "ليس بالإمكان وصف مدى تغير الحياة هنا، قبل نحو أسبوعين ذهبنا مشيًا على الإقدام، كان يجب أن أنقل ولدى البالغ من العمر تسعة أعوام إلى الطبيب، لم يكن أمامنا خيار متاح سوى الذهاب مشيًا على الاقدام حتى قرية التواني الواقعة خارج منطقة التدريب، ومن هناك توجهنا إلى يطا".
وأوضح أبو عرام، أن الطريق من قريته مجاز إلى قرية التواني استغرق ساعة ونصف، تنقلا خلالها في منطقة صحراوية لا ظل فيها ولا مصدر مياه، مضيفًا: "معظم احتياجاتنا يجب أن نشتريها من يطا، نذهب هناك مرة كل أسبوع أو كل عشرة أيام، وفي بعض الحالات عند الضرورة أركب الحمار وأذهب لشراء احتياجاتنا".
وأكدت هآرتس في تقريرها أن المدرسة الثانوية الوحيدة في مسافر يطا أيضًا تغيرت نحو الأسوأ. ونقلت عن مدير المدرسة هيثم أبو صبحة قوله: "في كل صباح يحتجز الجيش الطلاب الذين يأتون في سيارات خاصة من القرى، ومعلمو المدرسة معظمهم يأتون من يطا. في بعض الحالات لم يسمح الجيش للمعلمين الذين أتوا في سيارة من العبور فيعودون أدراجهم، و في حالات أخرى، سار المعلمون مشيًا على الأقدام".
من جانبها، الطالبة بيسان، قالت لهآرتس: "قبل نحو أسبوع احتجزنا الجيش ساعة كاملة عندما كنا في طريقنا نحو المدرسة. أخذوا بطاقات الهوية ومفتاح السيارة التي كنا نستقلها. كنا ستة طلاب داخل السيارة، أردنا أن نفتح الأبواب بسبب ارتفاع درجات الحرارة لكن الجنود منعونا من ذلك".
الطالبة بيسان، قالت لهآرتس: "قبل نحو أسبوع احتجزنا الجيش ساعة كاملة عندما كنا في طريقنا نحو المدرسة. أخذوا بطاقات الهوية ومفتاح السيارة التي كنا نستقلها. كنا ستة طلاب داخل السيارة، أردنا أن نفتح الأبواب بسبب ارتفاع درجات الحرارة لكن الجنود منعونا من ذلك".
وأفادت هآرتس أن جيش الاحتلال نفذ منذ شهر أيار/مايو الماضي مناورتين بالذخيرة الحية في مسافر يطا. وفي الأولى أصابت رصاصة سطح بيت في قرية خلة الضبع، وتم توثيق اقتحام مركبات عسكرية لحقول مزروعة.
ما هو تأثير المناورات عليكم؟ سألت هآرتس الأربعيني عيسى حماد من قرية بخيت، فأجاب: "كل من كان نائمًا استيقظ. سمعنا الكثير من أصوات الانفجارات، ونخاوف من مخلفات المناورات، خاصة المواد المتفجرة التي قد تلحق الضرر بالأطفال".
وينتظر أهالي مسافر يطا حاليًا قرار رئيسة المحكمة العليا في الالتماس الذي يطالب بإجراء جلسة مناقشة إضافية للاستئناف الذي تقدمت به "جمعية حقوق المواطن" لإلغاء قرار طردهم من منازلهم.
وقالت محامية الجمعية، إن جيش الاحتلال أبلغ المحكمة العليا أن استخدام المنطقة كميدان للمناورات بالذخيرة الحية لا يلحق الذى بنسيج حياة السكان، مضيفة أن الواقع في المنطقة بعد قرار المحكمة بعيدٌ سنوات ضوئية عن ادعاءات الجيش.
بينما أكد المحامي روني بيلي -الذي شارك في تقديم الالتماس للمحكمة العليا- أن عمليات جيش الاحتلال في مسافر يطا حولت الظروف المعيشية للأهالي في المسافر إلى أمر لا يطاق، منوهًا أن القانون الدولي يحظر نقل السكان المحميين قسرًا، بشكل مباشر أو حتى من خلال خلق ظروف عيش صعبة لدفعهم إلى الرحيل، كما يفعل جيش الاحتلال.