19-نوفمبر-2023
مواطنون يشيعون شهداء مخيم جنين. 17 نوفمبر 2023. تصوير ناصر اشتية

مواطنون يشيعون شهداء مخيم جنين. 17 نوفمبر 2023. تصوير ناصر اشتية

الترا فلسطين | فريق التحرير

كتب الصحفي جاكي خوري، في مقال في صحيفة هآرتس العبرية، عن جبهة قتال ثالثة تثير القلق في "إسرائيل"، وهي الضفة الغربية.

وذكر أنه في وسط انشغال أغلبية الاهتمام العام والسياسي في الحرب على غزة، والمعارك في الشمال، إلى أن هناك "حربًا أخرى" في الضفة الغربية محدودة النطاق، ولكنها تنطوي على احتمالات اشتعالها وعواقب لا تقل أهمية.

هآرتس: مقابل كل شهيد سينمو جيل آخر من الشباب الفلسطينيين، الذين سيرون أنفسهم كمقاتلين من أجل الحرية، وسينضمون إلى القتال ضد "إسرائيل".

ويقول جاكي خوري إنه إلى جانبي العدد الكبير من الشهداء والجرحى، فإن هناك زيادة كبيرة أيضًا في عدد المعتقلين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، لم تشهدها المنطقة في هذه الفترة القصيرة منذ الانتفاضة الثانية.

ويضاف إلى ذلك الاعتداء اليومي والمضايقات على يد المستوطنين، واعتراض الفلسطينيين في الطرق وفي المناطق الزراعية، وهم يتمتعون بدعم المستوى السياسي، كما يؤكد الصحفي، مضيفًا أنه خلافاً لغزة وجنوب لبنان، حيث تواجه "إسرائيل" أعداء محددين، حماس وحزب الله، فإن الوضع في الضفة الغربية أكثر تعقيدًا.

مشيرًا إلى أن جزءًا من الشهداء في الضفة الغربية ينتمون إلى حركة فتح، التي تكوّن أغلبية أعضاء الحكومة الفلسطينية، وبذلك فإن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا خاصة مع الحديث عن استلام السلطة الفلسطينية لغزة في "اليوم التالي".

مؤكدًا أن لا أحد يعرف من سيحكم القطاع، ولكن ينبغي الانتباه أن "الوضع في الضفة الغربية لا يقل خطورة وتعقيدًا عن غزة"، مضيفًا أنه يمكن لـ"إسرائيل" الاستمرار في سحق قطاع غزة تحت شعار "ملاحقة حماس" وحرث الضفة الغربية تحت شعار "مكافحة الإرهاب"، ولكن في هذه الأثناء يجب فهم أنه مع القوة والمزيد من القوة لن يكون هناك أفق لأي طرف.

وأكد أنه مقابل كل شهيد سينمو جيل آخر من الشباب الفلسطينيين الذين سيرون أنفسهم كمقاتلين من أجل الحرية، وسينضمون إلى القتال ضد "إسرائيل".

ويرى أن كل تعويض وكل اقتطاع من أموال الضرائب، والذي يعتبر في "إسرائيل" بمثابة عمل عقابي، "يدق مسمارًا آخر في نعش السلطة الفلسطينية"، مؤكدًا أن "كل مصادرة للأرض لبناء موقع استيطاني آخر، وكل حصار، وكل إغلاق، وكل تقليص لمساحة الحياة المدنية"، يعتبر إغلاقًا لنافذة أخرى. 

وبحسب جاكي خوري، فإنه بعد شهر ونصف من بدء الحرب، يجب على أحد في "إسرائيل" أن يدرك أن هجوماً آخر والمزيد من القوة لن يؤدي إلا إلى زيادة الغضب والإحباط بين جيل آخر من الفلسطينيين، وأنه "حتى لو تم القضاء على حماس وشلل السلطة الفلسطينية"، فإن الشعب الفلسطيني لن يتبخر، لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية.