الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أكد تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، الثلاثاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ في الأسابيع الماضية بإشعال النار في المنازل في قطاع غزة، بتوجيه من قادة القوات على الأرض، وبدون وجود الإذن القضائي اللازم لتنفيذ مثل هذه الخطوة.
في إحدى الحالات، ترك جنودٌ قبل مغادرتهم أحد المنازل رسالة لزملائهم الذين سيحلون بعدهم، قالوا فيها: "لم نحرق المنزل حتى تتمكنوا من الاستمتاع به، عندما تغادرون، ستعرفون ما عليكم فعله".
وبحسب تقرير هآرتس، فإن ثلاثة ضباط يقودون الهجوم البري على قطاع غزة، أكدوا أن إشعال النار في المنازل أصبح أحد مسارات العمليات على الأرض، وفي بعض الحالات قام الجنود بحرق منازل كانوا يقيمون فيها أثناء عملياتهم على الأرض. في إحدى الحالات، كانت كتيبة في الجيش على وشك إنهاء "نشاطها" في أحد مراكز القتال في قطاع غزة، حينها أصدر أحد قادة الكتيبة أوامره للجنود: "أخرجوا أغراضكم من المنزل، وجهزوه للاشتعال".
وأشار التقرير أن جنودًا شاركوا في العدوان على قطاع غزة نشروا مؤخرًا روايات عن حرق منازل، بعضها كان بغرض الانتقام لمقتل جنود زملاء لهم، وأحيانًا بدافع الانتقام من عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر.
وبيّن، أن في إحدى الحالات، ترك جنودٌ قبل مغادرتهم أحد المنازل رسالة لزملائهم الذين سيحلون بعدهم، قالوا فيها: "لم نحرق المنزل حتى تتمكنوا من الاستمتاع به، عندما تغادرون، ستعرفون ما عليكم فعله".
وأكد تقرير هآرتس أن عمليات الحرق هذه تستهدف منازل مدنيين لا صلة لهم بفصائل المقاومة ولا بعملية طوفان الأقصى، وعمليات الحرق هذه ليست جزءًا من عمليات التدمير التي لا يخفي الجيش أنه يقوم بها منذ مرحلة مبكرة من الحرب، بزعم أنه تعود لنشطاء حماس وأشخاص شاركوا في اقتحام مستوطنات غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر، أو بادعاء أن هذه المنازل هي بنية تحتية لحركة حماس، أو تتواجد بالقرب منها بنية تحتية لحماس.
ويحظر القانون الدولي إشعال النار في منازل المدنيين غير المشاركين في القتال لأغراض عقابية فقط.
وقالت "هآرتس"، إن الولايات المتحدة طلبت مؤخرًا من إسرائيل وقف هدم المباني العامة في قطاع غزة، مثل المدارس والعيادات، لأن ذلك سيضر بسكان غزة الذين يسعون للعودة إلى منازلهم بعد الحرب، مدعية أن إسرائيل قبلت الطلب الأمريكي، وتم تقليص نطاق تدمير المنازل المهجورة، ليس بسبب الطلب الأمريكي فقط، بل أيضًا لأن القوات العاملة في قطاع غزة أدركت أن عمليات التدمير هذه تحتاج وقتًا وموارد، وتعرض الجنود المشاركين في هذه الأنشطة للخطر.
ومن بين أبرز الأبنية العامة التي أحرقها أو دمرها جيش الاحتلال: جامعة فلسطين، ومدرسة خليفة التابعة لوكالة الغوث "أونروا"، وجامعة الأزهر، ومربعات سكنية كاملة في شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه.كما دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 200 موقعٍ أثريٍ وتراثيٍ من أصل 325 موقعًا مسجّلًا في قطاع غزة.
وتلقى جيش الاحتلال ضربة موجعة أثناء إحدى عمليات التدمير، في مخيم المغازي، حيث هاجمت كتائب القسام القوات بعد تجهيز مبنيين لتفجيرهما، ما أدى لمقتل 21 جنديًا وضابطًا على الأقل وإصابة العشرات، وفق الإعلان الرسمي الإسرائيلي.
وبحسب تحليل صور الأقمار الصناعية التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، فقد تضرر ما بين 144 ألف إلى 177 ألف مبنى في قطاع غزة منذ بداية العدوان حتى الأسبوع الحالي. بينما أفاد تحقيقٌ لصحيفة واشنطن بوست، أن 350 مدرسة و170 مسجدًا وكنيسة في قطاع غزة قام جيش الاحتلال بتدميرها حتى موعد نشر التحقيق خلال الشهر الماضي.
وأفاد تقرير هآرتس، أن الدمار الواسع الذي أحدثه جيش الاحتلال في غزة أدى لمناقشات في الأوساط الأكاديمية حول إمكانية إلقاء اللوم على إسرائيل لتدميرها "البيئة المعيشية لسكان غزة". وأوضحت، أن هذا المصطلح يشير إلى التدمير المرتكب كعقبات ضد السكان، بطريقة لا تسمح باستعادة وإعادة توطين بيئة سكنية.