قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن قوات الجيش نفذت 70 عملية خاصة أمضت فيها أكثر من 200 ليلة في أراضي جنوب لبنان منذ بداية الحرب في تشرين الأول\أكتوبر 2023، وبعضها استمر لمدة 2-3 أيام متتالية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيليّة قد أعلنت أن الجيش الإسرائيلي بدأ عمليّته البريّة في جنوب لبنان ليلة الإثنين/الثلاثاء بعملية تسلل سرية، تحت غطاء من الهجمات الجوية والمدفعية التي استمرت طوال الليل، وأشارت إلى أنّ قوات الفرقة 98 التي تضم ثلاثة ألوية قتالية سبق لها المشاركة في معارك غزة، هي التي نفذته هذه الهجمات.
عبّر وزراء في حكومة الاحتلال عن استيائهم من التسريبات الأميركية بشأن العملية البرية جنوب لبنان، فيما تساءل بعضهم عن سبب إعلان الجيش عن المناورة قبل النقاش الرسمي
وأضافت أنّ القوات التي توغّلت في جنوب لبنان تحت ضربات جوية ومدفعية، شملت ألوية الكوماندوز والمظليين واللواء المدرع السابع، والتي يتوقع أن تواجه مقاومة شرسة من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى تهديدات متقدمة من الأسلحة المضادة للدبابات، وذلك في إطار تمهيد لعمليّة عسكرية قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد تستمرّ لمدة عام كامل.
وقال المحلل العسكري رون بن يشاي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنّ "العملية التي شنّها الجيش الإسرائيلي الليلة ليست بهدف احتلال جنوب لبنان أو إزالة قوات حزب الله حتى نهر الليطاني، وليست سعيًا لإنشاء شريط أمني كما حدث في الثمانينيات والتسعينيات، إنما لإزالة عناصر حزب الله من المنطقة القريبة من الحدود، خصوصًا في الأماكن الوعرة على أطراف القرى اللبنانية أو في المناطق الحرجية المفتوحة. بعد أن أقام عناصر قوة الرضوان نقاط انطلاق لتنفيذ عمليات اقتحام، ووضعوا منظومات إطلاق نيران قصيرة المدى مثل قذائف الهاون عيار 107 ملم، وصواريخ الكاتيوشا، والصواريخ المضادة للدبابات، لتغطية هذه العمليات والتحضير لإرسال قوات إضافية كانت مهيأة لعملية احتلال الجليل".
وتحدّث مسؤول عسكري إسرائيلي لوسائل إعلام أجنبية، قائلًا: "نحن نتحدث عن عمل محدودة في لبنان، وفق معلومات استخباراتية دقيقة، في مناطق قريبة من الحدود حيث يتمركز حزب الله، وبيروت ليست على الطاولة".
وفي بيان صباح اليوم، أوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أهداف العمليّة البرية التي تركز على استهداف معاقل حزب الله المُهدِّدة للمستوطنات الإسرائيلية على طول الحدود الشمالية.
ولفت دانيال هاغاري المتحدّث باسم جيش الاحتلال إلى أن حزب الله حول القرى اللبنانية القريبة من "إسرائيل" إلى قواعد عسكرية تهدف إلى الهجوم على "إسرائيل"، وزعم أنّها كانت أيضًا جزءًا من خطّته لاحتلال الجليل، وقال إن "إسرائيل" لن تسمح بتكرار ما جرى يوم السابع من أكتوبر.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن العملية البرية حصلت على موافقة مجلس الوزراء السياسي الأمني (الكابينت) الليلة الماضية. وقد عبّر الوزراء عن استيائهم من التسريبات الأميركية بشأن المناورة العسكرية، فيما تساءل البعض عن سبب إعلان الجيش عن المناورة قبل النقاش الرسمي.
وفي بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية، جاء فيه أن القوات الإسرائيلية بدأت عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف مواقع حزب الله، وفقًا لقرارات المستوى السياسي. مضيفًا أن العملية التي أطلق عليها اسم "سهام الشمال" تأتي بالتنسيق مع هجمات جوية ومدفعية، وتهدف إلى إزالة التهديدات على الحدود الشمالية.
وتُعد هذه العملية أول دخول علني للجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان منذ حرب 2006. وقال قائد وحدة "أغوز": "نحن نعيد كتابة التاريخ مرة أخرى كما فعلنا في غزة، وسنعمل على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
فيما أكد مسؤول سياسي إسرائيلي أن العملية ستكون محدودة وتركّز على إزالة التهديدات المباشرة قرب الحدود، وأنها لن تستغرق وقتًا طويلًا.
وفي تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي، تم التأكيد على تنفيذ الجيش لعمليات كوماندوز سرية في جنوب لبنان خلال الأشهر الماضية، لتكون هذه العملية البرية جزءًا من جهد مستمر لردع التهديدات.
ونشر حزب الله توضيحًا للاستهدافات التي نفذها لتجمعات وتحركات الاحتلال عند الحافة الأمامية قبالة القرى الجنوبية الحدودية، ظهر الثلاثاء.
وشددت الجبهة الداخلية الإسرائيليّة تعليماتها اليوم لتشمل القدس والضفة الغربية أيضًا خشية هجوم إيراني محتمل. وقالت إن التعليمات تسري من اليوم وحتى مساء السبت المقبل.