14-فبراير-2018

لا يزال المستويان السياسي والعسكري في إسرائيل يدرسان سبل التعامل مع ما يسمّونه التهديد الإيراني في المنطقة، إثر إسقاط طائرة "إف 16" إسرائيلية بنيران الدفاعات السورية، وإصابة طيار كان بداخلها بجروح خطيرة، ما دفع طيران الاحتلال إلى تنفيذ غارات جوية قالت إنها استهدفت قواعد إيرانية في سوريا، وهو ما نفته إيران.

وبينما تحدثت إيران عن ما قالت إنها "معادلة جديدة لدى محور المقاومة تختلف عن ما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن، وتقوم على عدم السماح بأن تواصل إسرائيل اعتداءاتها في سوريا ولبنان"، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إن حكومته "حددت ووضعت خطوطا حمراء ستتصرف وفقا لها في مواجهة أي محاولة للإضرار بالسيادة الإسرائيلية".

يأتي ذلك بعد اجتماعات عقدها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، إثر إسقاط الطائرة، وكشفت على إثرها دانا فايس، المعلقة السياسية للقناة الثانية، عن تبلور قناعة لدى أعضاء "الكابينيت" الإسرائيلي في نقاشاتهم الأخيرة، بأنه يجب تغيير طريقة التعاطي مع "التهديد الإيراني"، بما في ذلك شن حروب على ما أسمتها "أذرع إيران في لبنان وغزة".

"الكابينيت" الإسرائيلي بحث إمكانية توجيه ضربات لإيران في حال تعرضت "تل أبيب" لأي قصف مستقبلاً، لكنه على الأغلب لن يفعل

وأضافت فايس أن هذه القناعة تبلورت "بعد أن باتت إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران وجهًا لوجه في سوريا" على حد قولها.

ووفق فايس، فإن "الكابينيت" ناقش عدم شن حرب إضافية على "أذرع الأخطبوط"، والمقصود هنا حماس وحزب الله، واستبدال ذلك بضرب "رأس الأخطبوط"، أي بلورة معادلة تقضي بالرد على أي قصف تتعرض له "تل أبيب" بقصف طهران، وليس بيروت أو غزة فقط.

ولم تتحدث فايس عن القرار النهائي الذي اتخذه "الكابينيت" في هذا الشأن، لكنها استبعدت إقرار هذه المعادلة، وعللت ذلك بأن "الحديث لا يدور عن التصدي لتهديد وجودي يحدق بإسرائيل".

ومنذ إسقاط الطائرة، تقاطعت غالبية التصريحات الصادرة عن المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، في التأكيد على أن ما جرى "لن يغير شيئًا في التعامل مع إيران وسوريا وحزب الله". تقول هذه الجهات، إن التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن إيران ستواصل تزويد حزب الله بالسلاح، ولذلك فإن الضربات في عمق سوريا ستتواصل، "من أجل ضرب قوافل السلاح المتوجهة إلى حزب الله، وضرب القواعد الاستخبارية التي تبنيها إيران في سوريا".

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن هناك اعتقادًا سائدًا لدى المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، بأن سوريا ستنفذ تعهداتها بالفعل في الرد على الغارات الإسرائيلية، عبر منظومة دفاعاتها الجوية في أقل تقدير.

يقول اللواء احتياط في جيش الاحتلال روني دانيال، وهو المعلق العسكري للقناة الثانية الإسرائيلية، إن إسرائيل ستواجه المعضلة ذاتها في المرة المقبلة، "فعندما تقدم الاستخبارات معلومات تستدعي تنفيذ غارات على أهداف في سوريا، فإن أصحاب القرار في إسرائيل سيكون عليهم الاختيار شن هجوم على تلك الأهداف، أو التغاضي عن نقل السلاح  إلى لبنان".

يضيف دانيال، "بناءً على معرفتي  بالقدرات والنوايا الإسرائيلية، ليس هناك نية في إسرائيل للخضوع للتهديدات السورية، وإنما مواصلة شن الهجمات واتخاذ خطوات تصعّب على الإيرانيين توطيد قوتهم في سوريا، وهذا يعني في نهاية الأمر أننا نمضى في مسار يؤدي لمواجهة أوسع".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن إسقاط الطائرة الإسرائيلية يشكل "ضربة قاسية لهيبة إسرائيل"، لكن ضباط كبار حاليين ومتقاعدين في جيش الاحتلال يسعون إلى التقليل من ذلك، ويكررون بأن إسقاط الطائرة لا يمس بهيبة "سلاح الجو الإسرائيلي".


اقرأ/ي أيضًا:

"الشاباك": كشفنا خلية لتسليح حماس بأموال تركية

المقاومون في الضفة أصبحوا محترفين.. تحليل إسرائيلي

تحقيق: مالك فضائية "أورينت" السورية تعاون مع جيش الاحتلال