تبنّى مجلس الأمن، اليوم الإثنين، قرارًا قدّمته موزمبيق، يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، وهو ما رحبت به الخارجية الفلسطينية وحركة حماس، ورفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وصوّتت 14 دولة لصالح القرار، وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، لصالح قرار اليوم، رغم أنها صوتت سابقًا ضدّ ثلاث قرارات لوقف النار.
فشل مجلس الأمن في التصويت على تعديل لمشروع القرار يتضمّن عبارة "وقف دائم" لإطلاق النار بغزة، وتبنى قرار "وقف لإطلاق النار"
ويقضي قرار مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار، ويطالب الطرفين "إسرائيل" وحماس، بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي بشأن جميع الأشخاص المحتجزين، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
السلطة وحماس ترحّبان
ورحبت الخارجية الفلسطينية، بالقرار، وقالت في بيان إنه يجب أن يكون "دائمًا ومستدامًا".
وأضافت أن "اعتماد قرار بوقف إطلاق النار الفوري خطوة بالاتجاه الصحيح لوقف العدوان بشكل كامل ومستدام"، وأوضحت أن "الإجماع الدولي على وقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات ومنع التهجر القسري، يجب أن يصاحب بخطوات عملية وعواقب على إسرائيل".
أمّا حركة حماس فقالت في بيان، إنها ترحّب بدعوة مجلس الأمن اليوم لوقف فوري لإطلاق النار. وأكدت على ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها.
وأبدت حماس استعدادًا للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورًا، تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.
وقالت إنها تقدر جهود الأشقاء في الجزائر وجميع الدول في مجلس الأمن التي ساندت وتساند الشعب الفلسطيني، وتعمل من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة.
نتنياهو غاضب من القرار وعدم التصويت الأمريكي ضدّه
من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قرار مجلس الأمن وعدم التصويت الأمريكي ضدّه يمسُّ بعملياتنا العسكرية ويؤثر على جهود إطلاق سراح الأسرى.
وقرر نتنياهو إلغاء زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن بعد امتناعها عن التصويت ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة، حيث كان من المقرر أن يناقش وفد إسرائيلي في واشنطن نهاية الشهر الجاري، الاجتياح الإسرائيلي لرفح.
وقال مكتب وزير جيش الاحتلال يؤآف غالانت -الذي يزور واشنطن حاليًا- إنه وبعد القرار الأمريكي بعدم فرض الفيتو في الأمم المتحدة: "ليس لدينا أي حق أخلاقي في وقف الحرب بغزة حتى نعيد المختطفين إلى منازلهم".
وأشار إلى أنّ وفد رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يصل واشنطن، لكن غالانت سيلتقي مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان.
وقال مندوب موزمبيق في الأمم المتحدة إنّ القرار الذي جرى تقديمه نيابة عن 10 أعضاء منتخبين في مجلس الأمن، يهدف إلى إنهاء الأوضاع الكارثية في قطاع غزة. مضيفًا أنّ تصعيد النزاع والتداعيات الكارثية له تهديد واضح للسلم والأمن الدوليين.
وبيّن أن مشروع القرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في رمضان بما يؤدي لوقف دائم له. واعتبر أن اعتماد مشروع القرار خطوة مهمة يمكن البناء عليها.
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إنهم تلقوا تعليمات للتصويت بنعم على أي قرار يتضمن عبارة وقف دائم لإطلاق النار، وطالب بإجراء تعديل شفهي على مشروع القرار يتضمن إضافة عبارة "وقف دائم".
وفشل مجلس الأمن في التصويت على تعديل لمشروع القرار يتضمّن عبارة "وقف دائم" لإطلاق النار بغزة، وتبنى قرار "وقف لإطلاق النار".
من جهتها، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إنّ بلادها تدعم بشكل كامل وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضافت أن الصين وروسيا عاجزتان عن إدانة الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. وأشارت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى أنه "لم يكن هناك مع بعض الأعضاء على كل عناصر القرار لذلك لم نصوّت لصالحه". وقالت: "نريد الوصول إلى مستقبل لا تهدد فيه حماس إسرائيل".
وعلّق منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، بالقول إنّ "امتناعنا عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا يمثّل تحوّلًا في سياستنا". وأضاف "لم نصوّت لصالح القرار، واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس".
ورأى مندوب الجزائر أن اعتماد القرار رسالة لأهل غزة بأن المجموعة الدولية تشعر بآلامهم ولم تتخل عنهم. فيما قال مندوب سلوفينيا: اليوم نشهد بداية النهاية لآلام ومعاناة المدنيين في غزة.