الترا فلسطين | شذا حنايشة 

قال فؤاد كممجي (كمنجي) إن ابنه أيهم اتصل به للمرة الأولى والأخيرة منذ تحرره من سجن جلبوع وحتى اعتقاله، وذلك عند الساعة 01:45 بعد منتصف الليل، وأبلغه فيها بأن يعتزم تسليم نفسه بعد أن حاصر الجيش المكان الذي يتواجد فيه، حرصًا على سلامة السكّان المتواجدين. 

 "آلمني أنّ أيهم كان على بعد كيلومترات مني، ولم أتمكن من لقائه أو احتضانه" 

وقال والد أيهم إنه تفاجأ حين علم بوجود ابنه في جنين، وقد كان يتوقع وجوده في مكان أبعد. وأضاف أنه اطمأنّ إلى أنّ أيهم على قيد الحياة. 

وأضاف أنه تألمّ لأنّ أيهم كان على بعد كيلومترات منه، ولم يتمكن من لقائه أو احتضانه، غير أنّه لم يستغرب مما أقدم عليه بتسليم نفسه، فهو ليس أنانيًا ليُسبب الأذى لآخرين، مقابل أن يتمتّع بحريته، على حد قوله. 

وتحدّث الأب لـ "الترا فلسطين" عن الهواجس التي راودته أثناء الأيام الأولى لمطاردة ابنه، ابتداءً من إحساسه بأن أيهم وقع بعد تعثّره أثناء ركضه في الجبال، أو أنّ أفعى لدغته أثناء اختبائه في مغارةً ما، أو وقع في بئر ماء، أو حتى توفي في مكان ما دون العثور عليه، لكنه كان يطمئن أكثر حين يسمع أن قوات الاحتلال ما تزال تبحث عنه، الأمر الذي منحه بعض الأمل بأن ابنه ما يزال على قيد الحياة. 

تجدر الإشارة إلى أنّ المحامي منذر أبو أحمد زار أيهم في مركز تحقيق الجلمة، عصر اليوم، قبل عرضه على محكمة صلح الناصرة، التي مددت اعتقاله ومناضل انفيعات أيام على ذمّة التحقيق.

ونقل المحامي عن أيهم أنه مكث في مخيم جنين نحو 11 يومًا، إذ وصله في اليوم الثالث لتحرره من سجن جلبوع. وقال إنه وفي أيام حريته المعدودة نظر إلى السماء، وخاطب النجوم، وكان ينوي زيارة قبر أمه، لكنّه لم يتمكن من فعل ذلك قبل إعادة اعتقاله. 


اقرأ/ي أيضًا: 

عن أمنية أيهم كممجي التي لم تتحقق..