سيلتقي جو بايدن، مع بنيامين نتنياهو، في واشنطن يوم الإثنين، 22 تموز/يوليو، أي قبل يومين من موعد خطاب نتنياهو المقرر أمام الكونغرس، وفق ما أفادت به صحيفة جيروساليم بوست، مساء الأحد.
أعضاء في الكونغرس من الحزب الديمقراطي ينوون التشويش على خطاب نتنياهو
ويأتي الكشف عن اللقاء في حين أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس مازال يثير الجدل في الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء، بسبب الاتهامات التي يواجهها نتنياهو في إسرائيل بتعطيل صفقة التبادل، والانتقادات له في الولايات المتحدة على خلفية المجازر في غزة من جهة، والتصريحات الهجومية التي يوجهها نتنياهو لإدارة بايدن من جهة أخرى.
وبحسب تقرير لموقع "أكسيوس"، فإن أعضاء في الكونغرس من الحزب الديمقراطي ينوون التشويش على خطاب نتنياهو، ومن الأفكار المقترحة "إقامة تأبين، أو إقامة حدث مع عائلات الأسرى في أثناء الخطاب".
وانتقد مسؤولون إسرائيليون سابقون، في مقال مشترك، دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، محذرين أن نتنياهو "يقود إسرائيل إلى أسفل المنحدر بسرعة مقلقة، لدرجة أننا قد نفقد في النهاية البلد الذي نحبه".
وأكد المقال أن ظهور نتنياهو في واشنطن "لن يمثل دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيكافئ سلوكه الفاضح والمدمر تجاه بلدنا".
وجاء في المقال: "كان ينبغي أن تكون دعوة نتنياهو لمخاطبة الكونغرس مشروطة بحل هاتين المسألتين، بالإضافة إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة في إسرائيل".
لقاء في أجواء متوترة
وستكون هذه الزيارة هي الأولى لنتنياهو إلى واشنطن منذ عودته لرئاسة الحكومة الإسرائيلية في كانون الأول/ديسمبر 2022، أما اللقاء مع بايدن فسيكون الثالث منذ ذلك الوقت، إذ التقيا في نيويورك خلال أيلول/سبتمبر 2023، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما اللقاء الثاني كان في تل أبيب بعد عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر.
وأشار مقال في جيروساليم بوست، إلى أن الفترات الفاصلة بين رحلات نتنياهو إلى واشنطن أصبحت تقاس بالسنوات، بعدما كانت تقاس بالأشهر سابقًا. ففي 2009 - 2010 كانت الفترة الفاصلة بين رحلتي نتنياهو لواشنطن 10 أشهر فقط، وكذلك في 2011 - 2012، بينما كانت الفترة الفاصلة 7 أشهر فقط بين الرحلتين في 2014، ثم تسعة أشهر في 2019.
ويؤكد هيرب كينون، كاتب المقال، أن تحول الفترات الفاصلة بين رحلات نتنياهو لواشنطن من شهور إلى سنوات يكشف عن "التوتر والتراجع في العلاقة" بين الإدارة الأميركية وبنيامين نتنياهو.
وبدأ الخلاف بين نتنياهو وإدارة بايدن منذ دعم نتنياهو خطة الإصلاحات القضائية في إسرائيل، التي رفضتها الولايات المتحدة، ثم ألقت بثقلها على نتنياهو وأجبرته على إعادة وزير الجيش يوآف غالانت إلى الحكومة، بعدما أقاله من منصبه بسبب موقفه المناهض للخطة.
وفي أثناء الحرب، هاجم جو بايدن حكومة نتنياهو، ووصفها بأنها "الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل"، ودعاه إلى تغييرها.
وتدهورت العلاقة أكثر بعدما اتهم نتنياهو، إدارة بايدن بوقف تزويد إسرائيل بأسلحة ضرورية لتحقيق النصر على حماس وردع حزب الله. هذا الاتهام الذي رفضه مسؤولون في إدارة بايدن في تصريحات للصحافة.
تحول الفترات الفاصلة بين زيارات نتنياهو لواشنطن من شهور إلى سنوات يكشف عن "التوتر والتراجع في العلاقة" بين الإدارة الأميركية وبنيامين نتنياهو
وقبل انسحابه من حكومة الحرب، تلقى بيني غانتس دعوة لزيارة واشنطن ولقاء مسؤولين أميركيين، بدون علم نتنياهو، الذي لم يُبلغ بالزيارة إلا قبل وقت قصير منها، ما اعتُبر أنه رسالة من واشنطن بأنها تدعم بيني غانتس في مواجهة نتنياهو، خاصة أن العلاقة بين الرجلين كانت متوترة للغاية، وانتهت باستقالة غانتس من الحكومة.
ويعتقد محللون إسرائيليون أن بنيامين نتنياهو سيحاول استغلال خطابه في الكونغرس لتعزيز قوته في الداخل الإسرائيلي، لمواجهة المظاهرات الحاشدة التي تطالب برحيل حكومته. إلا أن موقع "بوليتيكتو" كشف عن مخاوف أميركية من أن يستغل نتنياهو الخطاب لمهاجمة بايدن أمام الكونغرس.