20-نوفمبر-2023
اشتبكت قوات الاحتلال مع فلسطينيين خلال جنازة لبيب دميدي البالغ من العمر 19 عامًا في بلدة حوارة بالضفة الغربية المحتلة في 6 أكتوبر 2023

GETTY Images اشتباكات ما بين قوات الاحتلال خلال جنازة الشهيد لبيب ضميدي في بلدة حوارة، وتظهر سيارة إسعاف بالصورة أمام خط نار الجيش. 6 أكتوبر 2023

نفذ المئات من المستوطنين هجومًا إرهابيًا على بلدة حوارة جنوبي نابلس، في نهاية شهر شباط الماضي، وحينها أصيب الشاب سامح الأقطش برصاص المستوطنين، وظل ينزف في مركز طوارئ ابن سينا حتى استشهد.

وفي مطلع أكتوبر الماضي، وفي سيناريو أكثر تطرفًا، هاجم مستوطنون مسلحون قرية قصرة جنوبي نابلس، وأطلقوا النار بشكل مباشر على الشبان الذين خرجوا للتصدي لهم، فاستشهد 4 شبان، بعضهم فارق الحياة في الطرقات قبل الوصول إلى مشافي مدينتي نابلس وسلفيت.

رئيس مجلس قروي مجدل بني فاضل رامي نصار: تم الانتهاء من بناء المستشفى قبل عام ونصف، ولكن وزارة الصحة لا تزال تماطل لتشغيله.

الطريق من حوارة ومن قصرة تجاه قرية مجدل بني فاضل، حيث شيد مستشفى "أم حسن"، لا تتجاوز 10 دقائق، وهذه الدقائق العشرة في حالات إنقاذ الضحايا تسمى بالدقائق الذهبية، وقد تكون كافية لإنقاذ حياة المصابين.

مستشفى أم حسن
مستشفى أم حسن. تصوير محمد غفري

ومنذ عام ونصف انتهت أعمال إنشاء هذا المستشفى، إلا أن وزارة الصحة لم تقم بتشغيله حتى اليوم بذرائع عدة.

ضابط الإسعاف يوسف ديرية من قرية عقربا جنوبي نابلس، عمل مع عشرات الإصابات خلال اعتداءات المستوطنين والجيش في آخر عامين، ويؤكد بأن الطريق تستغرق منه مدة طويلة قبل الوصول إلى مشافي نابلس لإيصال المصابين.

الشهيدان إبراهيم الوادي ونجله أحمد قبل دفنهما، قتلا على يد مستوطنين في قرية قصرة جنوب نابلس. ١.
الشهيدان إبراهيم الوادي ونجله أحمد قبل دفنهما، اللذان قتلا على يد مستوطنين في قرية قصرة جنوب نابلس. 11 أكتوبر 2023. تصوير زين جعفر

يؤكد يوسف ديرية أن بعض الحالات وصلت إلى المستشفى، بسبب إغلاق حواجز حوارة وزعترة، بعد 4 ساعات من الدوران في الطرقات المحيطة في منطقة جنوب نابلس، ويروي قائلًا: "استلمت حالة من عقربا الساعة 6.30 مساء، وتوجهت بها إلى مستوصف محلي وظلت هناك حتى الساعة 7.30، ثم توجهنا إلى نابلس ووصلنا الساعة 12 منتصف الليل، حيث أغلق المستوطنون الطرقات في ذلك اليوم، وضربوا الحجارة على المركبات في كافة المفارق". 

ويذكر بأن سيارة الإسعاف التي يعمل بها كان من بين أوائل مركبات الإسعاف التي وصلت إلى قصرة يوم المجزرة الكبيرة، ولو كانت مستشفى أم حسن تعمل لوصل إليها خلال دقائق معدودة، فهي لا تبعد عن قصرة إلا بعض الكيلو مترات، ولكن ما جرى حينها أنه تم نقل الحالات لأكثر من مستوصف قبل التوجه إلى المشافي.

وأضاف أنه قبل أيام، أنجبت امرأة في الطريق داخل سيارة الإسعاف، بسبب تأخر الوصول إلى المستشفى.

وحول هذه المستشفى يقول رئيس مجلس قروي مجدل بني فاضل رامي نصار، إنه تم بدء العمل بهذا المستشفى في عام 2016 بتبرع من مؤسسة أم حسن الخيرية، بموافقة وإشراف كامل من وزارة الصحة وتابع مهندسي الوزارة كامل المشروع.

وأضاف لـ"الترا فلسطين"، أنه تم الانتهاء من بناء المستشفى قبل عام ونصف، وهناك قرار منذ حوالي عام من الرئيس بتشغيله، ولكن وزارة الصحة تختلق الأعذار لهم بأنه لا يوجد كوادر بشرية، وليس هناك مخصص مالي في الموازنة، و"كل مرة يقدمون أعذارًا ووعودًا".

رجل يتفقد مطعمًا متضررًا في أعقاب هجوم شنه مستوطنون على بلدة حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة في 28 مارس 2023.
رجل يتفقد مطعمًا متضررًا في أعقاب هجوم شنه مستوطنون على بلدة حوارة. 28 مارس 2023.  تصوير جعفر اشتية.

وأكد نصار، أنهم تواصلوا آخر مرة مع مكتب الرئيس قبل 6 شهور، وكان الرد بتشغيله فورًا، ومع ذلك لا تزال وزارة الصحة تماطل.

وحول المستشفى، أفاد رامي نصار بأن تكلفة المستشفى تتجاوز 30 مليون شيقل، وبني بشكل نموذجي ويقدم كل الخدمات الطبية من غرف عمليات وجراحة وغسيل كلى، وفيه معدات أولية وتبقى فقط المعدات التشغيلية والكادر الطبي.

ومؤسسة "أم حسن"، وفق رامي نصار، تشرف عليها سيدة اسمها مقبولة أبو شهاب، وهي مغتربة في أمريكيا اللاتينية، وتجمع تبرعات للمنطقة عندهم، حيث سبق وأن شيدت مدرسة، والآن المستشفى، ويتم العمل على بناء مسجد.

وحول أهميته تشغيل المستشفى، أفاد بأن موقعه في هذه المنطقة يتوسط 3 محافظات رام الله وأريحا ونابلس، وفي جنوب نابلس يعيش حوالي 120 ألف نسمة، وهو كذلك مفتوح على أريحا ونابلس ورام الله، بحيث تصل له بأقل من 10 دقائق بدون معيقات وحواجز.

رجل فلسطيني يتفقد المركبات المحترقة التي أشعلها المستوطنون اليهود في بلدة حوارة في نابلس بالضفة الغربية في 28 مارس 2023. (تصوير نضال اشتية
رجل يتفقد المركبات المحترقة التي أشعلها المستوطنون في بلدة حوارة في نابلس. 28 مارس 2023. تصوير نضال اشتية.

وأكد بأن هذه المنطقة نائية واعتداءات المستوطنين متكررة، لذا يطالبون بتشغيل المستشفى في أسرع وقت وفورًا.

كذلك يؤكد ضابط الإسعاف يوسف ديرية بأن المستشفى يغطي الكثير من القرى في تلك المنطقة بدون أن يضطر للمرور عبر حواجز زعترة وحوارة، التي يغلقها المستوطنين رغم أنف الجنود أحيانًا، وفي حالات كثير يغلقها الجنود ويحتجزون مركبات الإسعاف.

ونوه ديرية، بأنه على أقل تقدير يجب تشغيل قسم الطوارئ في المستشفىـ في ظل الأوضاع التي نعيشها اليوم.

جدير بالذكر أننا تواصلنا مع مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة معتصم محيسن، ولكن لم يتم الرد لبيان أسباب تأخير تشغيل المستشفى حتى اليوم.