19-يوليو-2023
فلل اريحا

صورة توضيحية | غيتي ايميجز

خلال أقل من 48 ساعة هذا الأسبوع، توفي طفلان غرقًا في برك سباحية، أحدهما في فيلا سياحية في مدينة أريحا، والثاني في مسبح عام في بلدة يطا، ليرتفع عدد وفيات الأطفال غرقًا منذ بداية العام إلى أربعة أطفال، مقارنة بحالة واحدة في عام 2022، وقعت في فيلا سياحية أيضًا خلال الصيف.

ثلاث حالات وفاة غرقًا من الحالات الخمسة المسجلة في عامي 2022 - 2023 وقعت في فلل سياحية. والحوادث الخمسة سُجلت خلال 11 شهرًا، بين آب/أغسطس 2022 وتموز/يوليو 2023، وكان جميع الغرقى أطفال

وبحسب رصد الترا فلسطين، فإن ثلاث حالات وفاة غرقًا من الحالات الخمسة المسجلة في عامي 2022 - 2023 وقعت في فلل سياحية. والحوادث الخمسة سُجلت خلال 11 شهرًا، بين آب/أغسطس 2022 وتموز/يوليو 2023، وكان جميع الغرقى أطفال.

وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت في تشرين ثاني/نوفمبر 2022، بدء سريان العمل بنظام الفلل السياحية رقم (25) لسنة 2021، بحيث لن تنال أي فيلا سياحية ترخيصًا للعمل قبل استيفاء كافة الشروط الواردة في هذا النظام الجديد. لكن آلاف الفلل كانت قد شيدت خلال السنوات الأخيرة، منها 1200 فيلا قائمة في مدينة أريحا فقط قبل بدء العمل بالنظام الجديد.

وكشف تقرير صحفي سابق لموقع "الترا فلسطين" أن قطاع الفلل السياحية هو من القطاعات الاقتصادية الحيوية سريعة النمو في فلسطين، لكنه يفتقد إلى الرقابة والتنظيم.

يقول المتحدث باسم جهاز الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، إن البرك في داخل الفلل لا تكون مراقبة بسبب الخصوصية ووجود عائلات، وبالتالي من يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى عن حوادث الغرق فيها هم الأهل، الذين يتركون الأطفال لوحدهم في البركة، أو في داخل البالون الذي يعتقدون أنه قد يكون آمن ولكن قد يفرغ الهواء منه بطريقة أو باخرى، لذلك نناشدهم بضرورة عدم ترك الأطفال لوحدهم في البرك.

وأوضح لؤي ارزيقات لـ "الترا فلسطين"، أن المتنزهات المرخصة يفرض عليها توفير منقذ وهناك تشديد على هذا الأمر، ولكن بعض المتنزهات لا تكون مرخصة وبالتالي لا يكون فيها منقذ ولذلك تجد بعض حالات الغرق تحصل فيها.

من جانبه، المتحدث باسم الدفاع المدني المقدم نائل العزة، قال إن السبب الرئيسي لوفيات الأطفال غرقًا في البرك هو وصول الأطفال إلى برك السباحة بدون وجود بالغين يراقبونهم خلال وجودهم فيها، لذلك يمنع ترك الأطفال في المسابح لوحدهم.

وبيّن نائل العزة لـ"الترا فلسطين"، أن الفلل السياحية يجب أن تخضع لشروط السلامة والوقاية قبل الحصول على ترخيص، من حيث تركيب أجهزة إنذار وإطفاء داخل مبنى الفيلا، حتى تخفض من درجات مخاطر الحوادث، وتركيب سياج حديدي أو خشبي حول البركة حتى يمنع وصول أي شخص غير مميز للمكان وسقوطه في البركة.

وتشمل الشروط أيضًا، وفقًا لنائل العزة، تركيب جهاز إنذار ماسح للحركة في حال وجود أشخاص نيام أو في داخل الفيلا، فهذا الجهاز يكشف أي شخص يتحرك في محيط الفيلا وبالتالي يعرف من بالداخل أن هناك شخص يتحرك في المحيط وقد يكونون أطفال، كما يجب توفير مجموعة من أدوات النجاة مثل الستر وإطارات النجاة وعصي الإنقاذ.

أكد العزة أن أي شخص لديه مبنى يريد أن يستخدمه لأغراض سياحية يجب أن يتوجه للسلطة المحلية ووزارة السياحية لتقديم طلب تحويلها إلى منشأة سياحية والحصول على ترخيص وهذا الطلب يتحول مباشرة إلى الدفاع المدني

وبالتالي، هل تتابعون تطبيق هذه الشروط على الفلل السياحية؟ أكد العزة أن أي شخص لديه مبنى يريد أن يستخدمه لأغراض سياحية يجب أن يتوجه للسلطة المحلية ووزارة السياحية لتقديم طلب تحويلها إلى منشأة سياحية والحصول على ترخيص وهذا الطلب يتحول مباشرة إلى الدفاع المدني، الذي يراقب بدوره على توفير هذه الشروط.

وأكد نائل العزة، أن التحدي الكبير للدفاع المدني في التعاقدات ما بين المواطنين وأصحاب هذه الفلل بشكل مباشر، فلا تكون هذه الفلل مرخصة، وبالتالي من الصعب على أي جهة أو مؤسسة رقابية أن تتابع هذا النوع من التعاقدات، مضيفًا: "في الوضع الطبيعي نحن نتعامل مع هذه الممتلكات كممتلكات خاصة لا تخضع لشروط السلامة والوقاية، لذلك دائما نركز على موضوع التوعية والإرشادات واتصالنا مع وسائل الإعلام كي نحذر المواطنين من هذه المخاطر".

وأعرب عن أمله بأن يتوجه كل صاحب منشأة إلى وزارة السياحية "حتى يضمن بأن يكون جزءًا من نظام السياحة في فلسطين، وليستمر هذا القطاع وينمو، لا أن يكون هناك ردة فعل لدى المجتمع تجاه هذا النوع من أنواع القطاع السياحي في فلسطين" حسب قوله.