نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مقالًا للمحلل العسكري يوآف ليمور، حذّر فيه من الإفراط في التفاؤل والانجرار إلى حرب طويلة الأمد، وقال إنّ حزب الله تعرّض لضربة ولكنه لم يُهزم، والأمر يتطلب إستراتيجية إسرائيلية، وليس "سياسات تافهة".
المحلل العسكري يوآف ليمور: "إسرائيل" ورغم قوتها، لا تستطيع تحقيق كل شيء، والحديث عن "انقراض حزب الله" خطير؛ لأنه قد يدفعنا لحرب طويلة ومكلفة في لبنان
واستهل ليمور مقاله بالقول إن "إسرائيل" ورغم قوتها الكبيرة، لا تستطيع تحقيق كل شيء. وقال إنّ الحديث عن "انقراض حزب الله" يعدُّ خطيرًا؛ لأنه قد يدفع إسرائيل إلى حرب طويلة ومكلفة في لبنان.
وأشار يوآف ليمور إلى أن محاولة إسرائيل السابقة تشكيل حكومة لبنانية ودية تجاهها في عام 1982 باءت بالفشل، وأسفرت عن إنشاء حزب الله، وأن النجاحات الأخيرة للجيش الإسرائيلي في الشمال دفعت البعض للاعتقاد بأن حزب الله هُزم، ولكنّه يوضح أنّ هذا خطأ؛ إذ أن حزب الله ما يزال قادرًا على إلحاق أضرار بإسرائيل، وأنّه لم يُكسر وما تزال قدراته العسكرية تشكّل تهديدًا، مثلما جرى في كريات شمونة.
وفي إطار تصعيد الهجمات، أشار ليمور إلى أن حزب الله قد يحاول زيادة وتيرة الهجمات كلمّا عمّقت "إسرائيل" عملياتها في لبنان واستهدفت قادة التنظيم وبنيته التحتية في بيروت والبقاع. وعلى الرغم من أن نسبة الاعتراض العالية لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والانضباط في الجبهة الداخلية قلصت الإصابات، إلّا أن ليمور يؤكد أن ذلك "لا يلغي التهديد بالكامل".
وأكد ليمور على ضرورة الحذر من الشعور بـ "نشوة القوة" التي تجتاح إسرائيل حاليًا، وقال إن الحرب ضد حزب الله أو إيران ستكون معقدة وتتطلب تعاونًا مكثّفًا مع واشنطن. كما شدد على ضرورة أن تصر "إسرائيل على تنفيذ أي اتفاق مستقبلي لمنع إعادة تسلح حزب الله، ومنع عودة قوات الرضوان أو إقامة بنى تحتية على الحدود".
القتال مع حزب الله يتصاعد
وفي ذات السياق، استعرض ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة الـ13 الإسرائيلية، طبيعة المعارك الدائرة في لبنان. وقال إن الجيش الإسرائيلي يفرض تعتيمًا إعلاميًا على المواقع الحسّاسة التي تشهد القتال، موضحًا أن القتال تصاعد في اليوم الأخير مع دخول الفرقة الرابعة إلى جنوب لبنان.
ويلفت بن دافيد إلى أن العملية العسكرية ما تزال واسعة النطاق، لكنها لم تتوغل في العمق اللبناني، حيث تتركز المعارك في "قرى خط المواجهة".
يؤكد بن دافيد أنه "بالرغم من العمليات البرية في لبنان، وبالرغم من الضربات القوية لمراكز القيادة والسيطرة، فإن نيران حزب الله ليست فقط مستمرة بل تتعاظم". ويضيف أن حزب الله لا يوزّع نيرانه بشكل عشوائي، بل يكثفها ويركزها، وقد تمكنوا من استخدام منصات إطلاق متعددة الفوهات لا تزال تحت سيطرتهم، ما يشكل تحديًا فعليًا للقبة الحديدية.
ويشير بن دافيد إلى أنه عندما يطلق عناصر حزب الله عشرات الصواريخ على خليج حيفا أو كريات شمونة، فهم يعلمون أن نسبة النجاح لدى القبة الحديدية هي 85 في المئة، مما يعني أن 15 في المئة من هذه الصواريخ ستصل أهدافها. وبهذا، يؤكد أن قدرة حزب الله ما تزال مرتفعة ومستمرة خلال أيام القتال، وأن الأمور لم تنته بعد.
غرور نتنياهو لا يشير لامتلاكه خطّة واقعية
وذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل أن العملية البرية في جنوب لبنان تسير وفق المخطط المحدد، ورغم أن مقاومة حزب الله ما تزال محدودة حتى اللحظة إلا أن نطاق إطلاق الصواريخ على الشمال يتزايد، مسببًا المزيد من الخسائر.
وأضاف هارئيل أن "الغرور الذي يظهره نتنياهو لا يشير إلى امتلاكه خطة واقعية لإنهاء الحرب سواء في غزة أو لبنان. ففي غزة، يطالب باستسلام قادة حماس ونفيهم، بينما في لبنان يطالب بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني. وتحقيق هذه الأهداف يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي. الأمر الذي قد يؤدي إلى استمرار الحرب وبقائنا في مأزق دون حلّ".