نظّمت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الثلاثاء، وقفة احتجاج أمام مقرّ الممثلية الهولندية في مدينة البيرة، رفضًا لقرار الحكومة الهولندية وقف تمويل "اتحاد لجان العمل الزراعي".

 التمويل الذي كان يصل لجان العمل الزراعي من الحكومة الهولندية، تبلغ قيمته 10 مليون دولار كل ثلاث سنوات، قبل أن تقرر وقفه بعد قرار إسرائيلي بإغلاق مؤسسات فلسطينية 

ووفقًا لرئيس اتحاد لجان العمل الزراعي فؤاد أبو سيف، فإن التمويل الذي كان يصلهم من الحكومة الهولندية، تبلغ قيمته 10 مليون دولار كل ثلاث سنوات.

وأكد أبو سيف في حديث لـ "الترا فلسطين" أن 20 ألف أسرة فلسطينية تعيش في المناطق المنصفة (ج) كانت تستفيد من برامج عمل اتحاد لجان العمل الزراعي، وبالتالي سيطالها الضرر، جراء وقف التمويل.

وقررت هولندا اعتبارًا من بداية 2022 التوقّف عن تمويل "اتحاد لجان العمل الزراعي" بسبب ما اعتبرته "صلات فردية" تربط بينها وبين "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي يصنّفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، وذلك بعد قرار إسرائيليّ بإغلاقها إلى جانب 5 منظمات أهليّة فلسطينية، وحظر كافة أنشطتها.

وعبّر الاتحاد في حينه عن "صدمته" و"حزنه" لقرار هولندا، وأكد أنّ هذا القرار كان مدفوعًا باعتبارات سياسية. فيما ردّت الحكومة الفلسطينية على القرار الهولندي أمس الإثنين، باستدعاء ممثل هولندا لدى فلسطين، السفير كيس فان بار لإبلاغه برسالة احتجاج رسمية على قرار وقف تمويل اتحاد لجان العمل الزراعي.

 لجان العمل الزراعي تعمل في المناطق المصنفة (ج) المهددة، والقريبة من المستوطنات ونقاط الجيش، وذلك بشقّ الطرق وحفر الآبار، وزراعة الأشجار  

وأوضح "أبو سيف" أن لجان العمل الزراعي لا تعمل إلا في المناطق المصنفة (ج) وبشكل خاص المهددة، والقريبة من المستوطنات ونقاط الجيش، وذلك بشقّ الطرق وحفر الآبار، وزراعة الأشجار المثمرة، ومدّ خطوط وشبكات الريّ، وتوزيع الأغنام، إلى جانب الكثير من الأنشطة الزراعية والمجتمعية، مبيّنًا أنّ التمويل الهولندي لهم يعتبر أساسيًا، وكان يصل إلى حوالي النصف من مجمل التمويل الذي يصلهم.

واعتبر أن القرار الهولندي جاء استجابة للضغوط الإسرائيلية، وأبدى تخوّفه من اتخاذ دول أخرى خطوة مشابهة بقطع التمويل عنهم، خصوصًا وأنّ اتحاد لجان العمل الزراعي يتعرض منذ سنوات لتحريض وتشويه مستمر وممنهج من قبل المؤسسات الإسرائيلية، الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان إلى هدم طرق وآبار مياه و"بركسات"، وتعطيل مشاريع.

وكان جيش الاحتلال اقتحم في تموز/ يوليو الماضي، مقرّ اتحاد لجان العمل الزراعي في رام الله، وقرر إغلاقه لمدة 6 أشهر. وفي هذا الشأن أفاد أبو سيف بأن قرار الإغلاق انتهى يوم الخميس الماضي، ولم يصدر حتى الآن قرار إسرائيلي بتجديد الإغلاق، لافتًا إلى أنهم واصلوا العمل طوال المدّة الماضية عبر مكاتب الاتحاد المنتشرة في مختلف المحافظات.

وفي شهر تشرين أول/ اكتوبر الماضي أعلنت الحكومة الإسرائيلية، تصنيف 6 مؤسسات أهلية فلسطينية على أنها "إرهابية". والمؤسسات الست هي: مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومؤسسة القانون من أجل حقوق الإنسان (الحق)، ومركز "بيسان" للبحوث والإنماء، واتحاد لجان المرأة، والحركة العالمية للدفاع عن الطفل-فلسطين، واتحاد لجان العمل الزراعي.

وحذر خبراء في حوار سابق مع "الترا فلسطين" من أن هذا القرار سيؤدي إلى قطع التمويل من قبل الدول المانحة عن هذه المؤسسات، وقد يؤدي إلى اقتحام المقرات وإغلاقها، واعتقال العاملين فيها.

وتأسس اتحاد لجان العمل الزراعي عام 1986 كمؤسسة فلسطينية غير ربحية، بهدف مساعدة المزارعين الفلسطينيين في المناطق (ج) والتي تبلغ مساحتها 61% من مجمل مساحة الضفة الغربية.

اقرأ/ي أيضًا:

هآرتس: المحكمة العليا تستجيب لضغوط اليمين بخصوص هدم منزل أبو اشخيدم