يواصل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اقتصار إقامة مباريات الدوري المحلي على ثلاثة ملاعب فقط موزعة بين شمال الضفة ووسطها وجنوبها، وهو القرار الذي كان قد دخل حيّز التنفيذ بسبب جائحة كوفيد -19، لكنه يلقي اليوم احتحاجاتٍ من بعض الأندية التي أصبحت تقطع مسافة طويلة للوصول إلى الملاعب المقررة لها.
وليد الفارس: هذا القرار غيَّب مبدأ العدل بين الفرق، فبعض الأندية حُرِمت من الملعب البيتي
ويلعب في دوري المحترفين 12 فريقٌ، حيث تلعب أندية هلال القدس وجبل المكبر ومؤسسة البيرة ومركز الأمعري على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في الرام، وتلعب أندية ثقافي طولكرم، ومركز طولكرم، وإسلامي قلقيلية، وطوباس، ومركز بلاطة على ملعب الجامعة العربية الأمريكية في جنين، بينما تلعب أندية شباب الخليل وشباب الظاهرية وشباب السموع على ملعب هواري بو مدين في دورا جنوب الخليل.
وليد الفارس، المدير الفني لنادي مؤسسة البيرة، يقول إن هذا القرار غيَّب مبدأ العدل بين الفرق، فبعض الأندية حُرِمت من الملعب البيتي، بينما أنديةٌ أخرى لم يتغير عليها شيء، مؤكدًا أن القرار لا إيجابيات له؛ بل كله سلبيات.
وأوضح الفارس، أن هناك تأثيرًا سلبيًا للتدريب على ملعب واللعب على ملعب آخر، "فاللاعبون يتعودون على أجواء كل ملعب، وهذا أثَّر على نتائجنا، خاصة أن الفريق يقطع مسافة طويلة للعب بعض المباريات، في حين الفريق المنافس أحيانًا لا يحتاج لهذه المسافة".
وأشار إلى أن ملعب "ماجد أسعد" -البيتي لفريق البيرة- أرضيته سيئة بالفعل، "لكن هذه مشكلة على الجهات المعنية حلها وليس إلزام الفريق باللعب في ملاعب أخرى".
وإلى جانب تغييب تكافؤ الفرص، أضاف المدير الفني لنادي إسلامي قلقيلية محمد شريم، أن الحرمان من الملعب البيتي يحرم الأندية من الدعم المالي الذي مصدره الجمهور، مؤكدًا أن الجماهير لم تعد قادرة على الذهاب إلى الملاعب التي يتم اللعب عليها حاليًا بسبب كلفة السفر والوقت والمال.
محمد شريم: الحرمان من الملعب البيتي يحرم الأندية من الدعم المالي الذي مصدره الجمهور
وأكد شريم، أن الحرمان من الملعب البيتي له ترك أثرًا سلبيًا على أداء اللاعبين ونتائج الفرق بسبب تغير الملاعب والفرق بين ملاعب التدريب والملاعب التي تجري عليها المباريات، مطالبًا بزيادة عدد الملاعب وتجهيز ملاعب أكثر، لتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص.
في المقابل، يعتقد المدرب والمحلل الرياضي عبد الفتاح عرار، أن القرار صائب رغم أنه غيَّب مبدأ تكافؤ الفرص، مبينًا أن الاتحاد اختار الملاعب الأكثر ملاءمة لمباريات كرة القدم من حيث الأمن والأمان، والمرافق التابعة لها، وجودة المستطيل الأخضر، ومساحة هذه الملاعب، وكونها المؤهلة صحيًا ولوجستيًا للَّعب.
وأضاف عرار، أن الملاعب التي تم اختيارها تضاهي مساحة الملاعب الدولية، إضافة للمدرجات المؤهلة للجمهور ويُمكن السيطرة عليها ومنع أي محاولة للشغب، كما أنها -بحسب رأيه- الأنسب والأفضل للتصوير التلفزيوني ونقل المباريات للخارج.
ورأى، أن "مصلحة اللعبة" تقتضي مواصلة اعتماد الملاعب المستخدمة حاليًا في مباريات الدوري المحلي، معربًا عن أمله بتطوير ملعب مشابه لها في كل محافظة.
ويؤكد أمين عام الاتحاد الفلسطيني فراس أبو هلال، أن اختيار الملاعب تم بالتنسيق مع وزارة الصحة لأنها مجهزة من جميع النواحي، وفيها مرافق صحية جاهزة، و4 غرف غيار، "لأنه في حال كان هناك مباراتان متتاليتان على نفس الملعب لن يُضطر لأن يدخل فريق مكان فريق آخر لتغيير الملابس" بحسب قوله لـ الترا فلسطين.
فراس أبو هلال: ملعب الحسين وملعب الخضر سيتم تجهيزهما قريبًا
وأوضح أبو هلال، أن هذه الملاعب تتوفر فيها كل الشروط الدولية المتعلقة بجودة أرضية الملعب واتساع المدرجات، مبينًا أن بعض الأندية كانت تفضل اللعب في هذه الملاعب سابقًا، "فشباب الخليل مثلاً كان يفضل ملعب دورا على ملعب الحسين".
وبيَّن، أن بقية الملاعب تعاني من مشاكل كثيرة، لكن جزءٌ منها (ملعب الحسين وملعب الخضر) سيتم تجهيزه قريبًا بالتنسيق مع المجلس الأعلى الشباب والرياضة، بينما الجزء الآخر تحتاج لوقت طويل، "والأمر مازال قيد التشاور".
وتابع، "نحن منفتحون على التوسع في حال استوفت الملاعب الأخرى الشروط الكاملة، وأعطتنا وزارة الصحة موافقتها على المرافق الصحية".
وكان الاتحاد قرر في شهر آب/أغسطس الماضي السماح بعودة الجماهير لمشاهدة المباريات من الملعب، بعد أكثر من سنة على منعها من دخول الملاعب في إطار إجراءات الحد من تفشي فايروس كورونا.
اقرأ/ي أيضًا:
خلاف بين نادي الظاهرية والبلدية على مشروع يُنتظر منه إنقاذ النادي ماليًا