27-يونيو-2024
عشرات الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان، واعترضتها القبة الحديدية الإسرائيلية في الجليل الأعلى

صواريخ انطلقت من جنوب لبنان، واعترضتها القبة الحديدية الإسرائيلية في الجليل الأعلى

شهدت الجبهة الشمالية مع لبنان، تسخينًا إضافيًا اليوم الخميس، إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيليّ عن رصد قرابة 35 صاروخًا، وقال إنّه جرى اعتراض معظمها. فيما تحدّثت صحيفة "معاريف" عن انقطاع التيار الكهربائي في صفد، عقب إطلاق الصواريخ، وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن اندلاع حريقين في الجليل الأعلى بسبب القصف.

5 سيناريوهات لكيفيّة التصرّف الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، في اليوم التالي للحرب البرية في قطاع غزة، أعدّها محلل الشؤون العسكرية في موقع "واللا" الإسرائيليّ 

وأعدّ محلل الشؤون العسكرية في موقع "واللا" الإسرائيليّ، أمير بوخبوط تقريرًا مطوّلًا، وضع فيه 5 سيناريوهات لكيفيّة التصرّف الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، في اليوم التالي للحرب البرية في قطاع غزة، وتساءل عمّا إذا كانت "إسرائيل" ستنجر إلى حرب إقليمية؟

وكتب بوخبوط أنّه "عشية نهاية مرحلة القتال البري الأساسية في قطاع غزة، يتعيّن على "إسرائيل" أن تفكر بالرد على الحرب في الشمال. وفي حين أنّ الهدوء قد يعرّض قدرتها على الردع الإقليمي للخطر، فإن السيناريوهات الأخرى التي تقرر فيها التصرف، قد تجرُّها إلى حرب شاملة، وجميع السيناريوهات المتوقعة تثير العديد من المعضلات".

وادّعى بوخبوط أنّ "القتال الدائر في قطاع غزة وصل مراحله الأخيرة، وسينتقل قريبًا إلى المرحلة الثالثة التي سيتم خلالها تقليص القوات الموجودة في القطاع، وسيُكتَفَى بتنفيذ العمليات الخاطفة المحدودة فقط. ومع الانتقال إلى هذه المرحلة، سيتحوّل الجيش الإسرائيلي إلى مهامه الأخرى، وفي المقام الأول مواجهة تهديد حزب الله، ومناقشة اتخاذ قرار بدء الحرب".

  • السيناريو الأول

القتال العنيف في قطاع غزة سينتهي في غضون بضعة أسابيع إلى شهر، وسينتقل إلى المرحلة الثالثة من الحرب، والتي ستشمل هجمات خاطفة محدودة مبنية على المعلومات الاستخبارية. في هذه المرحلة، سيوجّه رئيس أركان الجيش فرقتين للتحرّك من الجنوب إلى الشمال، والاستعداد للحرب على الحدود اللبنانية، من أجل إيصال رسالة تهديد إلى قيادات حزب الله والحكومة اللبنانية، وبناءً على ذلك سيقرر حزب الله، وقف إطلاق النار، مدعيًا أنّ الحرب في غزة قد انتهت.

المعضلة الأساسية في هذا السيناريو: هل تكتفي الحكومة الإسرائيلية بوقف حزب الله لإطلاق النار من أجل إعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال؟ "من دون تدفعيه ثمنًا باهظًا إضافيًا لتحقيق مبدأ الردع الإقليمي. وهل تكتفي الحكومة الإسرائيلية بالصمت النسبي، من دون التوقيع على مخطط سياسي برعاية أميركية وأوروبية تجاه لبنان، على نحو يتم فيه إلزام حزب الله بالحفاظ على الهدوء التام؟"، وفق تعبيره

.

  • السيناريو الثاني

القتال العنيف في قطاع غزة سينتهي وينتقل إلى المرحلة الثالثة من الحرب. وسيقوم رئيس الأركان، بموافقة المستوى السياسي، بإصدار تعليمات لعدد من الفرق الإضافية والقوات الإضافية بالتحرّك من الجنوب إلى الشمال، والاستعداد لحرب شاملة على الحدود اللبنانية. الحكومة الإسرائيلية ستطالب الحكومة اللبنانية وحزب الله بسحب قواتهما المسلحة من جنوب لبنان، أو على الأقل إلى مسافة عشرات الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية، وإعلان هذه المناطق منطقة منزوعة السلاح.

وفي حال موافقة حزب الله، فمن الممكن تجنّب الحرب. وفي حالة الرفض، قد تتوجّه الحكومة الإسرائيلية لتوسيع العملية العسكرية ضدّ حزب الله من خلال عملية برية محدودة في جنوب لبنان، مصحوبة بضربات جوية مكثّفة لإنشاء منطقة أمنية كما في الماضي، ما سيمنع حزب الله من مهاجمة "إسرائيل" مجددًا، أو هكذا تفترض "إسرائيل".

والمعضلة الأساسية هُنا بحسب بوخبوط أنّ "إسرائيل" تُخاطر في هذه الحالة بالتحوّل إلى حرب شاملة ومتعددة الساحات، تجمع بين عمليات برية وجوية وبحرية.

  • السيناريو الثالث

بعد تقييم الوضع في الجيش الإسرائيلي والحكومة تجاه الولايات المتحدة والعوامل الإقليمية الأخرى، سيتطور الفهم بأن حزب الله لا ينوي وقف إطلاق النار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي. والجيش سيضطر لبدء عملية ستُنَفَّذ بغتة. وبعد ذلك مباشرة سيواصل هجومًا استباقيًا واسع النطاق ضد المنظومات الإستراتيجية لحزب الله.

في هذه المرحلة، سيرد حزب الله بإطلاق نار واسع النطاق، بما في ذلك محاولات اختراق الخط الحدودي بالقوات البرية. وهكذا، بينما يهاجم الجيش الإسرائيلي أهدافًا للدولة اللبنانية وحزب الله، سيطلق الحزب المدعوم من إيران، مئات الطائرات المُسيّرة وآلاف الصواريخ والقذائف على "إسرائيل" في الأيام القليلة الأولى، بما في ذلك صواريخ كروز وصواريخ دقيقة ضد البنية التحتية الوطنية وقواعد الجيش الإسرائيلي.

  • السيناريو الرابع

رغم الجهود السياسية والعسكرية لإعادة الهدوء إلى الحدود مع لبنان، ومحاولات تجنّب الدخول في حرب شاملة، فإن أحد الطرفين قد يشن هجومًا مباغتًا، وهو ما قد يوسّع مدى المواجهة، لتنخرط فيها جهات إضافية أخرى محسوبة على ما يُعرف بـ "المحور" من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيّرة من عدة وجهات، سواء من إيران، أو العراق، وسوريا، أو اليمن، أو البحر الأحمر، أو لبنان، والضفة الغربية، وفي مرحلة لاحقة ستنضم عناصر أخرى على الساحة الداخلية، وقد تُصْدَر تعليمات إلى خلايا نائمة لتنفيذ عمليات.

  • السيناريو الخامس

وبعد إجراء تقييمات للوضع، والمفاوضات، ومحاولة احتواء السلام على الحدود الشمالية، سيتم إدراك أنّ إيران مسؤولة عن دفع حزب الله لمهاجمة "إسرائيل"، وفي هذه المرحلة سترسَل رسائل تهديد للنظام الإيرانيّ، وبعد فشل محاولات كبح جماحها، سيشن الجيش الإسرائيلي هجومًا لتدمير المنشآت النووية الإيرانية من أجل ضرب راعي محور المقاومة.

والمعضلات كثيرة ومتنوعة في مثل هذا السيناريو. لكن هناك إستراتيجية تقوم على أنه عندما تخوض حربًا في منطقة تنتشر فيها الكثير من المكونات العنيفة، فإنك تختار ضرب العنصر الأقوى، لتحقيق الردع وبالتالي التعامل مع العناصر الأضعف.