مضى 18 يومًا على شروع عدد من طلبة جامعة بيرزيت، الناشطين في "الكتلة الإسلامية" التابعة لحركة حماس باعتصام مفتوح داخل الحرم الجامعي، مطالبين بتوفير الحماية لهم، وإيقاف ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والحصول على تعهد رسمي بذلك.
بشكل مستمر يعتصم 6 من كوادر "الكتلة الإسلامية" المطلوبين بالاسم من قبل أجهزة الأمن داخل مقر مجلس الطلبة، وفي بعض الأيام يبيت معهم عدد من زملائهم المتضامنين
وبشكل مستمر يعتصم 6 من كوادر "الكتلة الإسلامية" المطلوبين بالاسم من قبل أجهزة الأمن داخل مقر مجلس الطلبة، وفي بعض الأيام يبيت معهم عدد من زملائهم المتضامنين.
وأجمع الطلبة المعتصمون في حوارهم مع "الترا فلسطين"، أن ما دفعهم لهذه الخطوة هو تعرضهم لتحقيق قاسٍ خلال اعتقالهم الأخير عند جهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله، وتلقيهم تهديدات بأنه سيتم اعتقالهم مجددًا، وتوجيه استدعاءات لهم من قبل جهاز الأمن الوقائي.
ولا يخفي الطلبة المعتصمون مخاوفهم من إقدام قوات الاحتلال على اقتحام الحرم الجامعي لاعتقال 4 طلبة من المعتصمين "المطلوبين" للاحتلال أيضًا، في سيناريو شبيه لما جرى العام الماضي، عندما اعتقل الجيش منسق الكتلة السابق إسماعيل البرغوثي بعد إطلاق النار عليه أمام بوابة الحرم الجامعي.
واليوم الخميس، نظم مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت يومًا مفتوحًا للتضامن مع الطلبة المعتصمين، تضمن تناول إفطار مفتوح ومشروبات ساخنة، ورسم جدارية تضامنية علق عليها الطلبة رسائل إسناد للمعتصمين، ومسابقات، وجلسة حوار مفتوح، وعمل تعاوني لتنظيف الحرم الجامعي.
ومن بين الرسائل التي اطلع عليها "الترا فلسطين"، أكد الطلبة على تضامنهم مع المعتصمون، في عبارات تضمنت: قلوبنا معكم، الله يحميكم، لا للاعتقال السياسي.
يقول الطالب إبراهيم بني عودة، ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، إنهم لم يجدوا مكانًا آمنًا خارج أبواب الجامعة لحمايتهم من الأجهزة الأمنية فاعتصموا في الحرم الجامعي، مبينًا أن حملة الاعتقالات السياسية الأخيرة التي ترافقت مع ذكرى انطلاقة حركة حماس، طالت نحو 30 طالبًا من جامعة بيرزيت، ومازالت تصلهم تهديدات بشكل واضح ومباشر باعتقالهم مجددًا والتحقيق معهم.
وقال بني عودة: "الموضوع أصبح تكسير رؤوس، أسماء معينة من الأجهزة الأمنية تريد أسماء معينة من طلبة الجامعة، وتلقى الطلبة تهديدات مباشرة بأنه سيتم اعتقالهم بمجرد الخروج من الجامعة والتحقيق معهم".
قال بني عودة: "الموضوع أصبح تكسير رؤوس، أسماء معينة من الأجهزة الأمنية تريد أسماء معينة من طلبة الجامعة، وتلقى الطلبة تهديدات مباشرة بأنه سيتم اعتقالهم بمجرد الخروج من الجامعة والتحقيق معهم"
وأفاد أن التحقيق معهم يتم على أنشطة نقابية بحتة، وخلال ذلك يتعرضون للضرب وجولات الشبح والاحتجاز في الخزانة وبكل وسائل الضغط النفسية، بما في ذلك منعهم من النوم، مؤكدًا أن توجيه تهم "حيازة سلاح وإثارة النعرات الطائفية" لهم يهدف فقط لتبرير تمديد اعتقالهم أمام القضاء، باعتبار الاعتقال على خلفية العمل النقابي غير قانوني.
وأبدى إبراهيم بني عودة تخوفه من إقدام قوات الاحتلال على اقتحام الحرم الجامعي في أي لحظة، بعدما اقتحم جيش الاحتلال منازلهم وترك لهم أوامر استدعاءات لدى عائلاتهم. لذا يُطالب بني عودة جميع الجهات ذات العلاقة، وتحديدًا الرئاسة ورئاسة الوزراء والفصائل، بالتدخل لإنهاء هذه القضية قبل اقتحام الجامعة على غرار ما حدث مع الطالب إسماعيل البرغوثي في العام الماضي.
وعلى مدار الأيام الماضية، تواصل الطلبة المعتصمون مع إدارة جامعة بيرزيت ومؤسسات حقوقية وقانونية ذات صلة بهذا الملف، وأوصلوا رسالة إليهم بأن يتم التواصل مع المستوى السياسي والرسمي لمتابعة الملف ولكن لم يصل إليهم أي رد، وفق ما أفادنا به رئيس مجلس الطلبة يحيى قاروط، الذي أكد أن التهديدات مازالت قائمة، وأنهم مازالوا معرضين للاعتقال في أي لحظة يخرجون فيها من أبواب الحرم الجامعي.
ويخشى يحيى قاروط أيضًا، مثل بقية زملائه، من أنه في أي لحظة قد يقتحم الاحتلال الجامعة ويعتقل الطلبة المعتصمين، في تكرار لسيناريو العام الماضي، معربًا عن أمله بأن يقف الجميع عند مسؤولياتهم لإنهاء هذه الأزمة قبل وصول الأمور لهذه المرحلة.
أوضح، أن التعذيب تضمن الركل والضرب على الوجه والجسم، والضرب بالربيش على مختلف أنحاء الجسم، والشبح في سقف الزنزانة ويديه للخلف، بطريقة تؤدي إلى وجع شديد في الأيدي وفقدان التوازن
أحد المعتصمين، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال إنه شارك في اعتصام سابق في دوار المنارة وسط رام الله، وعقب الاعتصام لاحقه عدد من الأشخاص بزي مدني واعتقلوه، ثم خلال نقله لمقر جهاز المخابرات تعرض للضرب الشديد، حيث تم اعتقاله لأربعة أيام والتحقيق معه على خلفية نشاطه في جامعة بيزريت، تعرض خلالها للتعذيب الشديد.
وأوضح، أن التعذيب تضمن الركل والضرب على الوجه والجسم، والضرب بالربيش على مختلف أنحاء الجسم، والشبح في سقف الزنزانة ويديه للخلف، بطريقة تؤدي إلى وجع شديد في الأيدي وفقدان التوازن، ومن ثم الاحتجاز في الخزانة، وهي غرفة اسمنتية صغيرة جدًا لا تتسع للشخص إلا واقفًا ولها باب حديدي، ثم احتجز في زنزانة مساحتها متر في مترين لا يوجد فيها سوى فرشة مهترئة.
طالب آخر، رفض الإفصاح عن اسمه، قال إنه في إحدى الأيام وبينما كان مع طلبة آخرين في طريقهم إلى رام الله، اعترضت طريقهم سيارة مدنية، وترجل منها عدد من الأشخاص المسلحين ويرتدون زيًا مدنيًا، ورغم أنهم لم يعرفوا عن أنفسهم، ولا توجد معهم مذكرة اعتقال، إلا أنهم اعتقلوه مع أصدقائه ونقلوهم لمقر المخابرات في رام الله.
وأوضح، أنهم في مقر المخابرات تعرضوا لتحقيق قاس تم خلاله ضربهم بالأيدي على الوجه وشد الشعر بواسطة البربيش على مختلف أنحاء الجسد، واحتجازهم في الخزانة، وتوجيه إهانات لهم. وتابع: "حاولوا النيل من قيمنا الوطنية، بأننا مشبوهين وأجندات، وجلس على نفس الكرسي للتحقيق عملاء للاحتلال، عدا عن الشتائم بألفاظ نابية".