02-مايو-2022
الفواكه "لمن استطاع إليها سبيلا" | عدسة: عصام الريماوي/ getty/ رام الله

الفواكه "لمن استطاع إليها سبيلا" | عدسة: عصام الريماوي/ getty/ رام الله

"عادت حليمة لعادتها القديمة" كما في المثل الشعبي الذي ينطبق أيضًا على تجّار الفواكه الذين يرفعون أسعارها كلّ عيد، بشكل يفوق طاق المستهلك الشّرائية

بجيوب منهكة، خرج الفلسطينيون من شهر رمضان الذي شهد ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار السلع الأساسيّة وأهمّها الدواجن وبعض أصناف الخضار. وعلى أعتاب عيد الفطر ظلّت الأسعار "في العلالي" وهذه المرّة انتقلت العدوى للفواكه. 

"عادت حليمة لعادتها القديمة" كما في المثل الشعبي الذي ينطبق أيضًا على تجّار الفواكه الذين يرفعون أسعارها كلّ عيد، بشكل يفوق طاق المستهلك الشّرائية 

وجرت العادة أن يزيد الإقبال على شراء الفواكه في الأعياد والمناسبات، وتقديمها ضيافة للأقارب، لما تشهده من عروض في هذه المواسم، ولكن مع عيد الفطر هذا العام فإن الأمر يبدو "غير مسبوق". 

بسطة لبيع الفواكه في مدينة غزة - Ashraf Amra/Getty
بسطة لبيع الفواكه في مدينة غزة - Ashraf Amra/Getty

مراسل "الترا فلسطين" تجوّل على عدد من محال الخضار والفواكه ولاحظ هذه الارتفاعات، حيث تراوح سعر كيلوغرام الخوخ أو "النكترينا" بين 35 إلى 50 شيقلًا، وبحسب بعض التجار فإنه لا يربح أكثر من خمسة شواقل في الكيلو الواحد. 

وتجاوز سعر الكميّة ذاتها من فاكهة العنب 30 شيقلًا، كما هو الحال وأكثر مع الكرز والمشمش والبرقوق. 

وبيع الكيلوغرام من "الاسكدنيا" بنحو 20 شيقلًا، والموز بستة شواقل، والبطيخ بثمانية كما هو الحال مع الشمّام. ووصل سعر كيلو فاكهتي التّفاح والأجاص إلى 10 شواقل، والكيوي بـ 12 شيقلًا، والأفوجادو بثمانية شواقل.

الفواكه "لمن استطاع إليها سبيلا" | عدسة: عصام الريماوي/ getty/ رام الله
عدسة: عصام الريماوي/ getty/ رام الله 

كما لوحظ أن أسعار بعض أصناف الخضار ما تزال تسجّل ارتفاعات كبيرة، رغم وعود الجهات الرسمية والتجار بأنها ستنخفض مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الإنتاج، إذ إن كيلو البندورة تباعما تزال تُباع بـ 8 شواقل، والخيار بـ7 شواقل.

وفي ظل هذه الارتفاعات تعالت الأصوات التي تدعو لمقاطعة شراء الفواكه، ومن بينهم الصحفي عميد دويكات الذي كتب عبر "فيسبوك": "مش حد يقول أسعار الفواكة غالية، بلا منها ع العيد، بكفي كعك العيد اللي عملتوه بالبيت، مش ضروري زينة الطاولة تكلّف مبلغ وقدره، وفي رابع يوم العيد بينكب قسم كبير منها، بلا منه التقليد".

 تعالت الأصوات التي تدعو لمقاطعة شراء الفواكه في العيد 

أما الناشط السياسي والأسير السابق عصمت منصور، فاقترح في ظل ارتفاع أسعار الفواكة وإصرار الحكومة على عدم لعب دور "اليد الخفية" التي تدير دفة السوق، عدم شراء الفواكه والاكتفاء بتناول "المعمول" لأنه "أزكى وأرخص". 

بدوره، شارك الشاب أشرف حمدان منشورًا على مجموعة مخصصة للآباء على "فيسبوك" لفت فيه إلى ارتفاع أسعار الفواكه والخضار غير المبرر قبل ثلاث أيام من كل عيد، متسائلًا عمّن يقع على عاتقه الرقابة على الأسعار. 

عدسة: عصام الريماوي/ getty/ رام الله
عدسة: عصام الريماوي/ getty/ رام الله 

وتحدث أبو علي برقان قائلًا: "في الضفة الغربية وبعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.. حملة لمقاطعة الفواكه في عيد الفطر المبارك وتقديم الضيافة بما يُستطاع دون تكلّف زائد ولا أعباء كبيرة، قهوة سادة ومعمول وع الماشي".

وتعليقًا على هذه الارتفاعات، قال مدير مركز تدريب المهندسين الزراعيين في أريحا والأغوار عكرمة عدس، لـ "الترا فلسطين" إن مصدر هذه الفواكه هو السوق الإسرائيليّ، ولا يوجد في لدى المزارعين الفلسطينيين من يكفي من الإنتاج، ورغم ذلك فإنه قال إنه هذه الارتفاعات كبيرة وغير مسبوقة، ولا يوجد ما يبررها.

عدسة: عصام الريماوي/ getty/ رام الله

بدوره علق رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية على هذه الارتفاعات في أسعار الفواكه بالقول إنه "في كل عيد وما قبله بأيام تشهد الأسواق ارتفاعًا في أسعار الفواكه بشكل يفوق قدرة المستهلك الشرائية، وغالبية هذه الفواكه إما إسرائيلية المصدر أو مستوردة، وبالتالي سعرها لا يتم تحديده محليًا".