05-أبريل-2020

صورة توضيحية - gettyimages

يوم 28 آذار/مارس الماضي، ظهرت أولى الإصابات بفايروس كورونا في بلدة قطنة شمال غرب القدس، ومنذ ذلك اليوم وأعداد المصابين في ارتفاع مستمر، ليصل العدد إلى 42 إصابة حتى ظهر اليوم الأحد، وفق ما تظهر الأرقام الرسمية على موقع corona.ps.

67 إصابة بفايروس كورونا في قطنة وبدّو بسبب ارتفاع عدد العمال من البلدتين في إسرائيل 

قبل قطنّة بيومين، ظهرت أولى الإصابات في بلدة بدُّو المجاورة لها، وحالها الآن ليس أفضل بكثير، إذ سجلت فيها حالة الوفاة الوحيدة بهذا الفايروس فلسطينيًا، بينما وصل مجموع الإصابات فيها إلى 25 إصابة، لتسجل قطنَّة وبدُّو معًا 67 إصابة، أي ما يُقارب ثلث عدد المصابين في الضفة الغربية.

اقرأ/ي أيضًا: كورونا في فلسطين: وباء في مستعمرة المستوطنين

تُعلل المصادر الرسمية سبب هذا الارتفاع في الإصابات بارتفاع العمالة في "إسرائيل"، وبشكل خاص الإصابات التي دخلت القرية من عمال يعملون في مسلخ إسرائيلي للدجاج يملك فرعين أحدهما في مستوطنة "عطروت" ومدينة اللد، وكان ينقل العمال بالحافلات.

ما يجري في قطنة وبدو، دفع مدير الرعاية الصحية والأولية في وزارة الصحة كمال الشخرة للحديث خلال الإيجاز الصباحي اليوم عن إجراءات "صارمة" جديدة سوف تتخذ في هذه المنطقة.

وزارة الصحة ستقترح إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على العدوى والاحتكاك في قطنة وبدو

وقال الشخرة: "في قطنة وبدو يوجد لدينا حالات كثيرة وسوف ندرس الموضوع طبيًا اليوم، لإجراء عزل كامل لهذه المنطقة وسوف نوجه رسالة إلى رئيس الوزراء بعد الاستشارة الطبية مع وزيرة الصحة والطاقم الطبي حتى تتخذ إجراءات أكثر صرامة في موضوع التجول والاحتكاك بالآخرين".

"الوضع كارثي"

يصف عضو المجلس البلدي في قطنة محمد حوشية، الأوضاع في البلدة بأنها "كارثية"، مشيرًا إلى أن 450 عاملاً في الحجر الصحي، وهو رقم مرتفع بالمقارنة مع عدد سكان البلدة البالغ 12 ألف نسمة.

70% من سكان قطنة يعملون في إسرائيل، و450 عاملاً من البلدة في الحجر الصحي حاليًا

وحول مصدر الإصابات، أوضح حوشية لـ الترا فلسطين، أن 70% من شبان قطنة يعتمدون على العمل في "إسرائيل"، ومصدر الإصابات لديهم هو مسلخ للدجاج له فرعين في "عطروت" واللد، وهناك إصابات أخرى نتيجة اختلاط العمال المصابين بعائلاتهم، مؤكدًا أن كافة الإصابات جرى نقلها للحجر الصحفي في فندق الكرمل في رام الله ومستشفى هوجو تشافيز في ترمسعيا.

اقرأ/ي أيضًا: هل أخطأنا بحق عمالنا في الخط الأخضر؟

يقول حوشية، إنه لا يوجد انصياع تام من قبل المواطنين للتعليمات الصادرة، وهناك من يتخذ الأمور حتى الآن باستهتار.

وبيَّن، أن الأجهزة الأمنية موجودة في البلدة، لكن ما يحدث أنها عندما تتجول في البلدة يلتزم المواطنون منازلهم، ثم بعد مغادرة الأمن يعودون للشوارع، لذلك يطالب حوشية بتكثيف الوجود الأمني، كما يطالب الطب الوقائي بمنح المنطقة "اهتمامًا أكبر" بسبب خصوصيتها.

ويستدرك، "الطب الوقائي يبذل مجهودًا إلا أن الوضع غير ميسر بشكل تام في ضواحي القدس بخلاف الحال في رام الله مثلاً"، مبينًا، أن لديه ثلاثة عمال أمام مبنى البلدية (لحظة حديثنا معه) ظهرت عليهم أعراضٌ مشابهة لأعراض مرض كوفيد-19، وينتظرون وصول الطب الوقائي لفحصهم.

ويُنتظر أن يبدأ يوم الثلاثاء المقبل عيد الفصح اليهودي، ولذلك يُتوقع عودة العمال داخل الخط الأخضر إلى بيوتهم خلال أيام.

وأوضح حوشية، أن أي عامل يُنسق مع بلدية قطنّة يتم إحضاره من حاجز بيت سيرا أو حاجز قلنديا أو مناطق التماس، ثم يُنقل إلى الحجر وتُأخذ منه عينة للفحص، "لكن المشكلة في مين يتسللون إلى البلدة من الجبال للتهرب من الفحص والحجر".

عمال يعودون لبيوتهم في قطنة من خلال الجبال للتهرب من الفحص والحجر

يُشير حوشية إلى أن ما أسماه "وضعًا اجتماعيًا كارثيًا" في البلدة، لأن مصدر الرزق الأساسي للأهالي هنا هو العمل داخل الخط الأخضر، وبشكل عام العمل بأجر يومي، وهو متوقفٌ الآن.

وأضاف، أن هناك مساعدات وحملات لتوزيع الطرود الغذائية، "لكنها لا تفي بالغرض بسبب ارتفاع عدد السكان، ويجب توزيع مساعدات أكبر" وفق حوشية.

وأكد حوشية، أن هناك نقصًا في بعض الأدوية، ونقصًا في أدوات الوقاية من كمامات وكفوف، لأن أغلبها تُستنفذ من قبل العاملين في لجان الطوارئ.

نقص في الاحتياجات الأساسية

رامي طه (30 عامًا) من النشطاء الميدانيين في بلدة قطنة، يصف الوضع بأنه "سيء للغاية"، فأغلب المحال التجارية مغلقة باستثناء محلات المواد التموينية والصيدليات والمخابز.

أفاد طه بأن هناك نقصًا في الاحتياجات الأساسية، وشرح آلية سير الحياة في البلدة قائلاً: "هناك رقم هاتف تتصل عليه ثم يحضر أحد أفراد اللجان يأخذ منك الأموال ويشحن لك الكهرباء، أما الغاز فترسل الجرة إلى لجنة الطوارئ في مقر البلدية ويتم تعبئة الغاز مرتين في الأسبوع".

وأكد لـ الترا فلسطين على ما ما أفاد به حوشية حول النقص في المساعدات التي تصل للبلدة مقارنة بما تشهده القرى الأخرى، ولكنه علل هذا الأمر بسبب وجود "شرخ سياسي" في البلدة.

من جانبه، يُعلل حوشية ترتيبات الغاز بأن محطة الغاز رفضت التعبئة للمواطنين بشكل فردي، فتم الاتفاق على أن يُحضِر أهل البلدة اسطوانات الغاز إلى البلدية كل يوم أحد وخميس، ثم تنقل سيارة الغاز إلى المحطة لأجل التعبئة حسب السعر الذي أقرته وزارة الاقتصاد، ثم بعد إعادتها إلى البلدية يذهب أصحابها لاستلامها.

وأكد، أن هذا الإجراء لا يؤدي إلى اكتظاظ، كما أن الجميع يرتدون كمامات وكفوفًا عند حضورهم، إضافة لتعقيم الاسطوانات.


اقرأ/ي أيضًا: 

أي رسالة خفية حملها فايروس كورونا للبشرية؟

الكرنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين