"نحن مذنبون. سأعود إلى منزلي بعد الحرب"، هكذا خاطب أهارون هاليفا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، أواخر آذار/ مارس الماضي، غير أنّ عودته لمنزله كانت أسرع من المتوقع، وقبل أن تنتهي الحرب.
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أهارون هاليفا" في رسالة استقالته: الاستخبارات التي كنت أقودها لم تكن على مستوى المهمّة، وسأظلّ أحمل معي ما جرى في ذلك اليوم الأسود (السابع من أكتوبر)
صحيفة يديعوت أحرنوت أفادت اليوم الإثنين، أنّ اللواء أهارون هاليفا قدّم استقالته بالفعل، على خلفية الفشل في السابع من أكتوبر، وكذلك بعد الفشل في توقّع الهجوم الإيرانيّ الأخير على "إسرائيل" بمئات المسيّرات وعشرات الصواريخ.
وكان أهارون هاليفا أعلن بعد نحو 10 أيام من تنفيذ كتائب القسام هجوم "طوفان الأقصى" عن تحمله المسؤولية أسبوع ونصف بعد السابع من أكتوبر، وقال إن الاستخبارات المسؤول عنها، فشلت في المهمّة.
وقالت "يديعوت" إنّ أهارون هاليفا قدّم استقالته إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي لدوره في الأخطاء الاستخباراتية التي أدّت إلى فشل السابع من أكتوبر، حين تمكّن المئات من عناصر كتائب القسام من اجتياز السياج الفاصل وتنحية منظومة الرصد الأمنية، والقضاء على فرقة غزة في جيش الاحتلال، واقتحام عشرات المواقع العسكرية والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة.
وأضافت أن هاليفا كان اتخذ قراره المبدئي بالاستقالة في مرحلة مبكرة من الحرب في ضوء إخفاقات 7 أكتوبر، ولكن في الأسابيع الأخيرة، قرر تنفيذ نيّته بالاستقالة، وأبقى قراره سرًا ولم يشاركه إلا مع المقرّبين منه، وهذا الصباح توجه إلى رئيس الأركان وأبلغه باستقالته.
ووفق القناة الإسرائيلية 13 فإنّ رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي سيستقيل من منصبه في الأسابيع المُقبلة، ولن ينتظر نهاية الحرب حتى يُنفذ قراره.
وذكر موقع واللا الإسرائيلي أنّ حوارًا طويلًا دار بين رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي، ورئيس "أمان" عقب تقديمه الاستقالة، وقد حثّه الأوّل على التريّث.
وأشار الموقع إلى أنّ المرشّح الأبرز ليحلّ محل أهاليفا، هو العميد شلومي بيندر الذي يشغل حاليًا منصب رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي.
وجاء في رسالة استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أهارون هاليفا": "نفذت حماس، يوم 7 أكتوبر هجومًا دمويًا مباغتًا ضدّ "إسرائيل"، وكانت نتائجه قاسية ومؤلمة. قسمُ الاستخبارات الذي يقع تحت إمرتي لم يرقَ إلى مستوى المهمّة، أحمل ذلك اليوم الأسود (7 أكتوبر) معي منذ ذلك الحين، يومًا بعد يوم، وليلة بعد ليلة، سأحمل معي إلى الأبد، الألم الرهيب للحرب".
כל עוד עדיין מוגדר "מצב מלחמה" ע"י הממשלה למרות שהיא נגמרה בפועל, אף אחד לא דורש להקים ועדת חקירה ממלכתית. וגם תהליך הקמתה ימרח לאורך חודשים ארוכים. קל וחומר משך פועלה.
לכן חליוה קורא במכתבו להקים ועדת חקירה ממלכתית ל"חקר נוקב ומעמיק של הנסיבות והגורמים שהובילו לאירועים הקשים" https://t.co/S16PAuWgNl— יואב זיתון (@yoavzitun) April 22, 2024
ورأى مختصّون في الشأن الإسرائيلي أنّ استقالة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" على خلفية فشل السابع، تحمل دلالتين؛ الأولى أن الاستقالة من شأنها أن تُسلط الضوء على كبار قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بمن فيهم رئيس الأركان، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار الذي قدّم استقالته سابقًا، وينتظر توقّف الحرب لإنهاء أعماله، بالإضافة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يؤآف غالانت.
أما الدلالة الثانية لهذه الاستقالة فرأوا أنها "تحمل قيمة معنوية عالية للمقاومة في غزة" إذ أنها تأتي في ذروة الحرب التي لم يحقق الاحتلال فيها معظم أهدافه، وأبرزها استعادة الأسرى الإسرائيليين.